نفى مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، وجود أي مفاوضات سرية بين الجزائر والمغرب برعاية أميركية، مؤكداً أن ما يجري هو تواصل علني ومنتظم مع البلدين لدعم جهود السلام. وقال بولس، في مقابلة مع قناة "الحدث" يوم الأحد 1 نونبر 2025، رداً على ما تردد عن مباحثات سرية تمهّد لاتفاق سلام خلال 60 يوماً: "ليست هناك مفاوضات سرية بالمعنى الحرفي، بل تواصل مستمر وعلني، وقد زرت الجزائر مؤخراً وتناولنا هذا الموضوع."
وجاءت تصريحاته عقب مصادقة مجلس الأمن على قرار يجدد ولاية بعثة المينورسو ويكرس مقترح الحكم الذاتي المغربي ك"أساس واقعي للتسوية". وأوضح بولس أن واشنطن تعمل مع الطرفين منذ أسابيع ضمن هذا المسار، مشيراً إلى "عمل مكثف" في الأيام الأخيرة أفضى إلى "نقاط مشتركة مهمة للغاية." وبشأن رفض الجزائر وبعض مكونات جبهة البوليساريو لبنود من القرار، قال بولس إن النص "أكد على مبدأ تقرير المصير بوضوح، والمغرب قبل به، وهو ما يشكل خطوة متقدمة"، مضيفاً أن التفاصيل التقنية لتنفيذ هذه المبادئ ستُناقش لاحقاً "مع المبعوث الأممي وممثلي الأطراف كافة." وأشار إلى أن المغرب أظهر "مرونة كبيرة" ورحب "بأي مقترحات من الأطراف الأخرى للنقاش"، واصفاً هذا الموقف بأنه "إيجابي ويعكس رغبة حقيقية في إنهاء نزاع دام خمسة عقود." وفي مقابلة أخرى بثّتها "سكاي نيوز" في اليوم ذاته، أكد بولس استمرار واشنطن في لعب دور الوسيط، قائلاً: "بدأنا هذا الدور منذ فترة، وخلال الأسابيع الأخيرة عملنا بشكل مكثف مع الطرفين للتوصل إلى قرار يُرضي الجميع قدر الإمكان." وأقرّ بأن التوفيق بين المواقف "ليس سهلاً"، لكنه شدد على أن القرار الحالي "مقبول إلى حد كبير ويمكن البناء عليه"، موضحاً أن الإدارة الأميركية "تعوّل على إرادة الأطراف وحكمتهم لإنهاء صراع امتد نصف قرن." كما أثنى على دور فرنسا والمملكة المتحدة وعدد من الشركاء الأفارقة والأوروبيين والآسيويين في دعم هذا التفاهم. وختم بولس بالإشارة إلى أن خطاب الملك محمد السادس عقب صدور القرار تضمّن "عنصراً محورياً يتمثل في مدّ اليد إلى الجزائر والرئيس عبد المجيد تبون"، معتبراً ذلك "فرصة نادرة لإعادة بناء العلاقات بين البلدين على أسس الحوار وحسن الجوار"، مضيفاً: "نحن نثق في حكمة الرئيس تبون والجزائريين، ونتطلع إلى تجاوب إيجابي مع المبادرة المغربية."