لم تمنع التساقطات الثلجية الكثيفة وقساوة المناخ، ساكنة جماعة بوتفردة الجبلية من الخروج في مسيرة احتجاجية قادتها النساء، مطلع الأسبوع الجاري، نحو ولاية بني ملال، تنديدا بالتهميش وتعقيد مساطر البناء التي تحرم الأسر من حقها في السكن اللائق. وتحدت الساكنة الظروف المناخية القاسية في محاولة لإيصال الصوت والمعاناة التي لا يزال يعيشها المغرب العميق، في بلد يسير بسرعتين، لكن القوات العمومية تدخلت للحيلولة دون وصول المسيرة نحو وجهتها النهائية، وهو ما خلف استنكارا واسعا.
وأكد فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالقصيبة تصاعد احتجاجات الساكنة رفضا لتعقيد مساطر البناء التي تعمق أوضاع الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية. وكشف أن المسيرة الاحتجاجية قوبلت بتدخلات استفزازية وعنيفة من طرف السلطات المحلية. وأفاد فرع الجمعية الحقوقية في بلاغ له أن السلطات سعت إلى فض الاحتجاج بالقوة، مستعملة أساليب عنيفة وغير متناسبة، مما أسفر عن إصابة عدد من المحتجين، من ضمنهم امرأة، إضافة إلى تسجيل حالات إغماء، استدعت نقل عدة أشخاص على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي ببني ملال لتلقي العلاجات الضرورية، في مشهد كاد أن تكون له أوخم العواقب. وعبر حقوقيو الجمعية عن دعمهم لمطالب الساكنة المتمثلة في رفع التهميش البنيوي، وتبسيط مساطر البناء، وتمكين الساكنة من الاستفادة الفعلية من حقها في سكن لائق، وطالبوا بفتح تحقيق جدي، مستقل وشفاف بخصوص التدخلات العنيفة والاستفزازية التي أقدمت عليها السلطات يوم الإثنين، مع ترتيب المسؤوليات ومحاسبة كل المتورطين في هذه الانتهاكات الجسيمة. كما طالب الجمعية السلطات العمومية يالكف عن المقاربة الأمنية في التعامل مع الاحتجاجات الاجتماعية السلمية، واعتماد الحوار الجاد والمسؤول كمدخل أساسي لمعالجة مطالب الساكنة، ودعت إلى وقف ملاحقة النشطاء والكف عن تلفيق التهم الكيدية الهادفة إلى ثنيهم عن الدفاع عن الحقوق المشروعة للساكنة.