انتهى زمن المرشح المناضل، وحل زمن المرشح القادم من سلالة "القيادة" أو من غياهب الانتماءات القبلية أو العرقية أو الإثنية أو ما سواها، والذي لا دراية له تذكر بالعمل السياسي، فما بالك بما هي السياسة. عندما تمت تعديلات قانونية للانتخابات المقبلة وبدا المواطن يحس بقرارات تقترب اصبح من اللازم ان نحارب تجار السياسة بالقرية والمدينة والاقليم والجهة . من مظاهر التجارة في السياسة هو الريع الانتخابي فكيف لاشخاص صفوا جميع اعمالهم بالاقليم يعني بالدائرة ورحلوا للجهات الاخرى وقطعوا الصلات بالجماعة .اليوم حصلوا على تزكيات لهم وللمقربين وبدأوا في الاستعدادات لخوض الاستحقاقات المقبلة بالتفكير في الدخول الى احياء ومقاطعات وتسطير برنامج للنفاق والشقاق ومفاسد الاخلاق . نراقب عن كثب ومستعدون للقضاء على هاته الشوائب في مهدها ولكن ان يكون المناضل هو الخلف الحقيقي لانه متواجد بالحي والمدينة ويعيش مع الجار والساكنة على الحلو والمر كفى من لعب دور الكومبارس والضحية والبكاء على الاطلال . على المواطن الشريف الذي يخدم المصالح العامة ان يتقدم ولايخاف من النتائج لانه عند الامتحان يعز المرء او يهان بما كان يعمل لابد من القطع مع ترشيحات القادم من الفوق وباك صاحبي والشكارة لنحصل على تركيبة المجالس التمثيلية المنبثقة من الشعب بدون تغرير او فدلكة او الرقص على الحبال الشناقة . الاحزاب الوطنية التي تنادي بالمناصفة والديمقراطية التشاركية والحقوق والواجبات عليها ان تغلق ابوابها في وجه تجار السياسة الذين يسابقون الزمن لتعديل خريطة سياسية على قياسهم وقياس ابنائهم واقربائهم . لابد ان يستحيوا ويفسحوا المجال لعموم المناضلين والمناضلات في الميدان ان ارادوا القطيعة مع ماضي الاوامر والتعليمات المفبركة لأننا اليوم اصبحنا نعيش انفصام الشخصية 'نؤطر نطالب بالديمقراطية وبالمقابل نساهم في تكريس ودعم الممارسات القديمة بتجاهلنا حتى ابناؤنا سيحاسبوننا على صمتنا الفصيح لاننا لانريد التغيير الحقيقي . من مارس السياسة وعاش تجاربها يعرف حقيقة التدبير والتسيير والمعارضة في الجماعات الترابية ولكن لابد ان نفتح سؤالا لماذا لم نقضي على تجار السياسة ؟