أوضاع الشغيلة الجماعية بجماعة الحسيمة تثير استياء المكتب النقابي    وفد من المستثمرين الصينيين يطلع على البنيات الصناعية لقطاع النسيج بطنجة        البطولة الاحترافية "إنوي" للقسم الثاني لكرة القدم (الدورة ال 27).. النادي المكناسي يصعد إلى القسم الأول    توقعات بارتفاع درجة الحرارة بمدينة الحسيمة    ندوة بالفنيدق تلامس دور التكوين وتنوع مصادر التمويل في تحفيز الاستثمار    ضمنهم سيدتان وضابط أمن.. توقيف شبكة إجرامية للهجرة السرية والاتجار بالبشر    حكيم زياش يتوج رفقة غلطة سراي بلقب الدوري التركي الممتاز    حماس تطلق صواريخ على تل أبيب للمرة الأولى منذ شهور    الجزائر : المغرب يجدد التأكيد على دعم المملكة للقضية الفلسطينية    أمن ميناء طنجة يحبط محاولة تهريب 467 كيلوغراما من مخدر الشيرا    حزب الاستقلال يجمد عضوية دانييل زيوزيو المتهم باختلاس أموال في بنك بتطوان    مونديال "الفوتسال".. القرعة تضع المنتخب المغربي في المجموعة الخامسة    مانشستر يونايتد يحسم قراره بشأن أمرابط    الاستقلال يجمد عضوية دانييل زيوزيو المتابع باختلاس أموال    الملك محمد السادس يهنئ رئيسة جورجيا بمناسبة العيد الوطني لبلادها    سعر صرف الدرهم يرتفع أمام الدولار    دخان في قمرة القيادة يجبر طائرة ألمانية على الهبوط    بنعبد الله يرد على "الأحرار" بعد انتقادات حادة بحق وزرائه السابقين    الإذاعي عبد الصادق بن عيسى في ذمة الله    مؤشرات إيجابية تقرب بريطانيا من الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء    حصيلة العدوان ضد غزة تلامس 36 ألف شهيد    "تعنت" ميراوي يفاقم أزمة طلبة الطب ويضع الامتحانات الجامعية على كف عفريت    5 مغاربة يرفعون كؤوس التتويج في 3 قارات مختلفة خلال يوم واحد    مسجد المتقين بالعاصمة البلجيكية بروكسل ينظم لقاء تواصليا مع أبناء الجالية    المغربية أسماء المدير تدعم فلسطين من قلب "كان"    السعودية تعين سفيرا لدى سوريا للمرة الأولى منذ 2012    "القسام" تقصف تل أبيب    المغرب – الجزائر: نداءات عديمة الفائدة    مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة: النجم العالمي سامي يوسف يتحف الجمهور بعرض رائع واستثنائي    وزارة الفلاحة تتوقع انخفاضا كبيرا في انتاج الحبوب هذه السنة    عملية أمنية مشتركة بين إسبانيا والمغرب توقف تهريب شحنة حشيش ضخمة    توقعات أحوال الطقس لليوم الأحد    في رسالة مفتوحة للائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان إلى المسؤولين : المطالبة بالتدخل العاجل لتحرير أزيد من مائتي مغربي من الاحتجاز والتعذيب بميانمار    أشادت بالمبادرة الأطلسية التي أطلقها جلالة الملك لفائدة دول الساحل : زامبيا تجدد التأكيد على دعمها للوحدة الترابية للمغرب ولمخطط الحكم الذاتي    وكالة بيت مال القدس الشريف تطلق إستراتيجيتها الرقمية 2024-2027    بعد تتويجه.. رحيمي يرد على اهتمام الأندية السعودية بالتعاقد معه    تجديد الثقة في الناشر طارق السليكي رئيسا لاتحاد الناشرين المغاربة    الطالبي العلمي مهاجماً "رفاق بنعبد الله": قتلتكم الارتجالية وفهمكم للسياسة ظل حبيس الماضي    أكادير تحتضن فعاليات مؤتمر دولي للطماطم بمشاركة 500 فاعل ومتدخل في العالم    الأسباب الحقيقية والجهات المستفيدة من اختلالات النظام الغذائي العالمي    المنتخب االمغربي لكرة القدم لمبتوري الأطراف يتأهل إلى نهائي كأس إفريقيا    المخرج الأمريكي شون بيكر يتوج بالسعفة الذهبية عن فيلم "أنورا" في "مهرجان كان"    دراسة: ثقة متزايدة في توسيع أساطيل السيارات بالمغرب رغم التباطؤ التقني    العاصمة المكسيكية تسجّل درجة حرارة قياسية    دراسة: النظام الغذائي النباتي يحد من تطور سرطان البروستاتا    النادي السينمائي لسيدي عثمان يطلق مسابقة الأفلام المغربية الروائية القصيرة بالبيضاء    عبد الرفيع زويتن، من السجن إلى استقبال الأميرة للا حسناء    مراكش عاصمة منظمة التعاون الإسلامي    رقم قياسي .. دولة تسجل 3 ملايين مسافر جواً في يوم واحد    عمالة أزيلال تقيم حفلا لتوديع حجاج الإقليم    تفاهة أكل أموال الناس.. إلى متى!    "القاضي الرحيم" يزف خبرا سارا .. وداعا للسرطان    نشرات "كوفيد-19" تتأرجح بين "استغراب المغاربة" والحاجة للتوعية الوقائية    دراسة حديثة تربط بين العناصر الغذائية في حمية البحر المتوسط وتباطؤ شيخوخة الدماغ    دراسات.. هذه فوائد وتأثيرات شرب القهوة والشاي على الصحة    في‭ ‬رحاب‭ ‬زاكورة‭ ‬والزاوية‭ ‬الناصرية‭ ‬‮: حين‭ ‬كانت‭ ‬تامكروت‭ ‬محطة‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬الله‮!‬‭    الفوج الأول من الحجاج المغاربة يصل إلى المدينة المنورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صمْت مُريب بانتهاء مهرَجان المسرح العَربي "؟؟ (02)
نشر في العرائش أنفو يوم 07 - 02 - 2023


الإعصار الذي يلاحق المسرح " العَربي "
نجيب طلال
رابط الصمت:لمواجهة الإعصار الذي يلاحق المسرح " العَربي "أساسا علينا أن نعيد النظر في علائقنا من جديد، وقراءة تصوراتنا وممارستنا المسرحية ؛ بغْية تصحيح المسارات والأنماط الفنية والتجارب الإبداعية . من أجل ذواتنا وقُدراتنا ؛ ومن أجل ربح رهانات البقاء والاستمرارية ؛ ومواجهة الإعصار الذي يلاحق المسرح " العَربي " بعلاقته بالتحولات الجْيو إقليمية واقتصادية وسياسية وفكرية ( عَولميا ) ومن أجْل إعادة المكتسبات إلى نصابها وطريقها القويم لتحقيق غايات التمسرح والوجود الفاعل . فكم من مكتسبات حقيقية ضيعناها ! وكَم من جمهور ضيعه المسرحيون؟ وبالتالي فحينما ينسلخ المسرحي عَن شغبه الجميل والمعقلن ، تضيع البوصلة ؛ ويصبح تائها ! باعتبار أن المسرح الحق والحقيقي مشاغب في كُنهه ؛ ولا يقبل المُهادنة في شكله. مشاغب بطبعه وتركيبته ؛تارة يتلاءم مع الأمواج ؛ وحينا يقاومها ؛ يواجهها في عِدة محطات.
أليس دور المبدع الفعال والفنّان المُشعُّ ، أن يكون تلك الشعلة التي تنير العتمة ؟ وذاك المصباح الذي يشع بهاء بلذة إنسانية ؟ بعيدا عن قوالب إيديولوجيات التدجين و( خمسة نجوم)؟ فالمسرح مغامرة "مجنونة" بالجهد والوقت والفكر. والشغَب الفعال والمتزن لا حُدود له ، ولا لون له ؛ إنه لا يقبل المُسكنات ولا الحقَن . ولكن حينما يسترخي المسرحي! على أسرة ( خمسة نجوم) ويستريح في فضاء زجاجي؛ يعُمه الصمت والهُدوء ؛ ذاك ليس عَالمُه ولا عَوالِمه ؟ تلك بداية الانحراف السلوكي؛ عن طبيعته وكيفية رؤية الشخص لنفسه ؛ ومن ثمة تتسرب وستتولد عقد نفْسية ما أنزل بها من سلطان ! عُقدٌ لا تبرز إلا بمرور الوقت. أبرزها الانفصام ووسطها تمظهر صداع ذهني/ دماغي/ عقلي/ لتنغرس حالة "البارا نويا "أو "الارتياب" التي تساهم لا شعُوريا في انسلاخه عن واقعه وشريحته وتموقفاته ومبادئه ؛ مما يَشعر في لحظات أنه معَرض للاضطهاد والتهديد والملاحقة من لدن الآخرين ! أكيد أنه سيشعُر بذلك، ارتباطا بتداخل مَسكنه الأصلي في حي شعبي بمَسْكن في ( خمسة نجوم) وتقاطع الواقع المَعيش ؛ اليومي . بواقع الزيف/ التجميل، الذي ينقضي بعْد أسبوع أو حتى نصف شهر… لأنه انساق تلقائيا / لاعقلانيا وراء واقع مزيف؛ غير محْسوب الخطوات. واقع لم يُنشأ له ، ولم يصنع له ؛ ولم يتربَ عليه. طبعا لكل فرد سواء مسرحي أوغيره؛ كرامته وعِزته؛ وللضيوف موقعهم في أخلاقية الضيافة؛ ولكن في فضاءات وأمكنة محترمة ومنسجمة مع ذواتهم وممارستهم وعِشقهم الفني والإبداعي.
فالمقيم ولو [ ليلة ] واحِدة في ( خمسة نجوم) لا يمارس المسرح ؛ بل يمارس التصدير والاستيراد والتجارة والصفقات ؛ وتبادل المصالح والمشاريع الكبرى…( خمسة نجوم أو أربع) مَطبخ البورجوازيين ، فضاء الإقطاعيين ، عوالم المخمليين ، رحاب الميسورين. فالبورجوازي لا يمارس المسرح ؛ ولا يعْرفه ! والمخملي لا يصرخ فوق الركح لينسف الزيف ؛ ليعَري القواعِد المُحَرفة والمنْحرِفة ، غير سَوية في بنيته المجتمعية لبناء منطلقات جمالية ؛ إنسانية بديلة وخلاقة . والميسور لا يتهافت على الجوائز، مهما كانت قيمتها، ولا يناور من أجلها في الكواليس وبين جُدران الحانات والأماكن المظلمة ؛ إنها النرجسية الثقافية / الفنية ؛ والوقوع في فخ سلطة الجوائز.
تلك الجوائز:
مبدئيا لن يكون المرء طوباويا ومثاليا أكثر من اللزوم؛ ليعْدم أحقية الجائزة / الجوائز؛ فهي وجه من أوجه التحفيز وخلق التنافسية بمبدأ الشرف والروح الرياضية (كما يقولون) لأن للجوائز أهمية وانعكاس إيجابي على عمل ( أي) مبدع . وإن كان في اخر المطاف تبقى "الجائزة " ذات قيمة معنوية ؛ فقط لتشجيع المبدع/ الكاتب/ الفنان/ الرياضي/ الباحث/ الناشر/الصحفي/… بحكم أن قيمتها تكمن فيما بعْد ؛ لتطوير آلية الفنان والكاتب/ المخرج/ التشكيلي/ السينوغرافي/…/ والدفع به للمزيد من الابتكار الإبداعي و الإنتاج الفني وإتقانه. لكن الملاحظ؛ وبشكل ملفت للنظر في السنوات الأخيرة (لقد) نشبت جدالات ونظمت جلسات حول "الجائزة" الإبداعية والأدبية والثقافية ، ومدى أهميتها وفوائدها وأضرارها وتأثيراتها على المبدع وفنون القول عموما. لكن المثير فأغلب الطروحات الواردة في موضوع "الجوائز" انصب ضدها وبرفضها ! بحيث هناك من: اعتبر الجوائز عملية استهلاكية بالأساس، والامتحان الحقيقي يأتي بعد الجائزة في ضوء فهم كيفية صمود النجومية، وكيف نروج للتميز والاستثناء ؟….. الجائزة على أهميتها، ليست لمسة سحرية، فليست لها قدرة خارقة على تطوير المسرح والفائزين، إن لم تكن المسؤولية جماعية ، تبدأ من المبدع نفسه مروراً بالإعلام والنقد، وتنتهي عند الجمهور(1) .
وبالعودة لمهرجان تطوان(الدورة22) الذي هو فرصة للتباري بين الفرق المسرحية من أجل الظفر بإحدى "الجوائز" هل خضع للتقييم من طرف الفاعلين المسرحيين والنقابيين بعْد إسدال الستار دوراتها، للكشف عن الإيجابيات و السلبيات التي خلفتها الدورة ! أرضيته ( تلك)الضجة التي تفجرت لحظة الإعلان على الجوائز؛ بحيث هل خَدمت الفرق المحتجة؟ أم ستساهم في نكوص الفعل المسرحي أو الدفع به قدما ؟ أم لتطوير التظاهرة المهرجانية ؟ ولاسيما أن النقد المسرحي كان غائبا- ك (العادة) والإعلام أجج الإشكالية لصالح من؟ والانفلات الذي قامت به إحدى أعضاء اللجنة ونشر بيانها ، تعبرفيه عن : استنكارها لمحاولة التأثير على تقييمها للأعمال عبر تبليغها بأحكام مسبقة عنها من قبل عضوة من الأعضاء سبق لها معاينة العروض؛ كما أكدت تعرضها للترهيب غير المباشر عبر اتهامها كلما دافعت عن الجودة في عمل من الأعمال بالانتصار إلى خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي والحال أنها دافعت عن الأعمال بناء على معايير فنية وتقنية (2) لصالح من ؟.
فما بين السطور؛ يتأكد أن الصراع والضجة المفتعلة (كانت) حول الجوائز، ليس إلا ! وبالتالي هل حقيقة :أنّ أهل المسرح من مخرجين وكتاب تجمعهم المهرجانات ليبادلوا جهلهم.. إنها أوساط فنية لم تتغير فكريا وثقافيا همهم الوحيد افتكاك الجوائز. كأننا في سباق خيول. وعبر (…)عن رفضه لفكرة الجوائز في المهرجانات، لأنها بالأساس تخلق النرجسية لدى أصحابها، الأمر الذي تنجر عنه أمراض نفسية كالضغينة والحسد لدى المتوجين(3) وثانيا الانزياح تجاه خريجي المعهد وهاته قضية أمست مكشوفة؛ وتحتاج لدراسات لأن: المسابقة هي وطنية صرفة ؛ وليست حكرا على خريجي المعهد بعينه أو حقا لنقابة أو فيدرالية أو أشخاص . فالتنافس الشريف ؛ هو أساس الفوز. ولا شيء دون ذلك. أما تتويج أي عمل بشكل صوري بدعوى أنه توج هنا وهناك. فجميعنا يعلم أن المهرجانات الدولية تدبر بمنطق التراضي أو التوافق وليس بمنطق الجودة أو الجدة…(4) .
بداهة فأي حرب لها جنودها؛ ولكن منطقيا فأي تظاهرة (ليست حكرا) على هذا دون ذاك ؛ لأن الإدانة ( هنا ) تكمن في توقيعات [ الفرق الثمانية ] على بيان الاستنكار؛ وكلهم (خريجي المعهد) هؤلاء شاركوا في المهرجان العَربي ( الدورة 13) بالدارالبيضاء . والمثيرأن مدير الثقافة كان من ضمن أعضاء اللجنة العليا للمهرجان (؟) لن ندخل لمناقشة هاته المعادلة ؛ لكن هي مدخل لسؤال ؟ هل المديرية هي التي أوحت بتتويج مسرحية ( رحل النهار)؟ أم سلطوية الهيئة العربية للمسرح؟ أم اللجنة المكلفة بالتقييم انطلقت أساسا؟: بمعايير التحكيم التي تخضع في كثير من الأحيان لمبدأ الشخصنة، على حساب المعيار الفني والقيمي… مثلاً بالدول الغربية التي تحرص على أن تكون لجان التحكيم من النقاد المتخصصين….لا يمكن لمسرحي يعمل بمبدأ التنافسية أن يكون حكماً نزيهاً (5).
كيف يستقيم هَذا الطرح ولجنة التحكيم متنوعة قطريا وثقافيا وكل منهم له تصوراته وقراءاته = إيمان عَون/ممثلة ( فلسطين)- جوليا قصار / ممثلة ( لبنان) – خالد الطريفي /ممثل ( الأردن ) خالد مبارك الكاتب والصحفي (السودان)- مدحت الكاشف /عميد المعهد العالي للفنون المسرحية (مصر) وأغلب الإشاعات والوشوشات كانت منحازة للفرق المغربية كما أشرنا سلفا، وبالتالي لماذا التزمت تلك الفرق الصمت المريب بانتهاء المهرجان؟ لماذا لم تحتج كما احتجت في ( تطوان)؟ أو حتى تهمس بموقف (ما ) مادامت رهانات الفوز أوكَسْبه تسترسلها هنا وهناك ، والحجة بالحجة : بعْد اختتام عروض مهرجان المسرح العربي بالدار البيضاء قبل قليل، ولو كان القرار بيدي، لما ترددت لحظة في منح الجائزة للعرض المسرحي "شاطا را " للمخرج المبدع أمين ناسور من المغرب، والذي تميز عن بقية العروض، برأيي، وبفارق شاسع على مختلف المستويات (6).
ولينتبه القارئ المفترض؛ أن هاته التدوينة وقعت قبل الإعلان عن النتائج ب"ليلة" بمعنى "الاحتمالي" إما أن النتيجة تسربت بعْد عرض ( رحل النهار) أوهي نوع من الضغط ( الفايسبوكي)؟ ولكن الأهم فهل صمتهم نتيجة حالة "البارا نويا "أو "الارتياب" من فقدان الامتيازات، وأصول الصفقات؟ أم إيمانا بأن اللجنة كانت منصفة إلى حد بعيد؟ أم الصمت استراتيجية بديلة لتحقيق مكاسب مستقبلية ؟ لأن صمت الفرق المغربية بمثابة لغز؛ ارتباطا بما كان بتحرك ويروج في أرجاء المهرجان ( ! ) باستثناء المسرحيين التونسيين الذين عبروا:.. عن استيائهم من استبعاد المشاركة التونسية. وطالب بعض المسرحيين بمقاطعة «الهيئة العربية للمسرح» التي تنظم المهرجان، بل إنّ هناك من اعتبر أنّ تأسيس الهيئة نفسه كان لاستهداف «أيام قرطاج المسرحية» أعرق المهرجانات العربية والأفريقية بأيدي تونسية ، في إشارة إلى المسرحيين التونسيين الذين يشاركون في أنشطة الهيئة. وكان أول مهرجان للمسرح العربي تنظمه الهيئة في تونس بإدارة المسرحي الراحل منصف السويسي، وهو من مؤسسي «الهيئة العربية للمسرح» وكان نافذاً فيها (7) .
هذا تموقف من حيث المبدأ يحسب للفرق التونسية تجاه ( الجائزة) وإن كان هنالك طرح يحمل موقفا له من الجرأة ما يكفي؛ وفي نفس الآن يثير مسألة أساسية تنخر إلى حدما عمق الثقافة العربية: عندما كانت هذه الجوائز غير متوفرة، كانت الثقافة العربية في جميع جوانبها أفضل حالاً. وكثير ممن صنعوا مجدَ الثقافة العربية خلال القرن العشرين، والأسماء كثيرة، لم يحصلوا على جوائز بمثل هذه القيمة المادية، بل منهم من مات فقيراً، بل مُعدَماً أصلاً. لا أنكر أن لهذه الجوائز مردوداً مادياً ومعنوياً هاماً للغاية. غير أن اللجان المشرفة عليها هي التي أفسدتها بالمؤامرات والدسائس والمجاملات ليستفيد منها أحياناً مَن هم بلا قيمة أدبية أو فكرية….وأكبر دليل على ذلك أن مثل هذه الجوائز الخليجية أفسدت الثقافة العَربية (8) لكن الذي يمكن له الحسم في إشكالية الجوائز روح الإرادة الأخلاقية ، والأمانة الثقافية المتينة ، وحضور «النقد" الموضوعاتي وليس النزواتي؛ المصلحي؛ النفاقي. لكن المؤسف فدعاة " النقد" وعلماء " المسرح " وما أكثرهم ! : ولكن أَكْثركمْ لِلْحقِّ كَارهونَ ) سورة الزخرف- الآية 78 ) تلك الأكثرية تلتزم الصمت وتمارس اللامبالاة في كل تظاهرة ؟ ألا يحملون أمانة ثقافية / علمية ؟ أم يحملون أمانة ( خمسة نجوم) والركض وراء الطائرات ؛ وصناديق الريع والأظرفة التي ( من تحتها ) ؟ هنا لا نُعمِّم، ولكن واقع الحال ومشاهِده وأحْداثه تُوثق لذلك.
وبالتالي ما نصبو إليه في آخر المطاف؛ محاولة تنقية الأجواء المسرحية من مظاهرالسلبية القاتلة التي تراكمت حتى عَم الفساد والإفساد؛ بحيث الكل مسؤول لما آل إليه المسرح المغربي؛ ألا نملك إرادة لإعادة الروح للممارسة المسرحية ؛ انطلاقا من روحانية الفعل الجدلي؛ فالذي يمْكن أن نؤمن به هُو أن المسرح فعْل دينامي وبوليميكي تقوم مشروعِيَّة انوجاده بالجدل. جدل في فعله وكيميائيته التي لا تقبل المهادنة ؛ والتهافت على الجوائز؛ فتلك الجوائز لا تؤسس مسرحا ولا تنتج مسرحيا؛ بقدر ما تهدمه ؛ ويزداد العطب في جسم المسرح ؛ وفي نخاع الفعل الإبداعي ! وإن كان رهان المنافسة في الأصل: ثمَّة خاسر وثمَّة رابح وثمَّة ( لذَّة ) و ثمَّة جمهور يلتذُّ بالتفرُّج على اللعب، وهذه هي الحلقةُ المفقودة في العروض والمهرجانات المسرحية العربية…. إذ إنَّ الكثير من العُروض المسرحية… تراها فظَّة وخشنة وسطحية. لأنَّ المخرج وكذا الممثلين يتخلُّون عن الطفولة ، يتخلُّون عن اللعب….وخريجو معاهد مسرحية، يتطلَّب منهم أن يكونوا (لاعبين) لا يفقدون البداهة والعفوية والرشاقة وتلك الرعشة الروحية والحسية، وهم يلعبون لعبتهم؛ يلعبون أدوارهم ، يلعَبون أدوارنا (9).
الإستئناس:
1) جدل حول دور الجوائز في الارتقاء بالمسرح العربي: مداخلة المخرج خليل نصيرات (الأردن) بقلم عثمان حسن
صحيفة الخليج- بتاريخ / 16/03/2018 الشارقة
2) اختلالات المهرجان الوطني للمسرح: بقلم هشام ناصر- صحيفة أنفاس بريس بتاريخ – 05 /01/2023
3) المهرجانات العربية في حاجة إلى الاستقلالية والمسرح العربي مريض: حوار مع مدير المسرح الوطني التونسي
فاضل جعايبي لصحيفة "الشروق "أجراه العربي بن زيدان بتاريخ 2018/12/18
4) مسرح.. ما وراء الهجوم على مدير الفنون! بقلم هاجر يونسي – نيوست عربي بتاريخ 03/01/2023
5) جدل حول دور الجوائز في الارتقاء بالمسرح العربي: مداخلة المخرج أمين الناصور (المغرب) بقلم عثمان حسن
صحيفة الخليج- بتاريخ / 16/03/2018 الشارقة
6)هاته تدوينة وليست تعليق مثبتة في جدارية : أمين النسور- بتاريخ – 15/يناير/2023 على الساعة 23:02
7) مهرجان المسرح العَربي: التونسيون مستاؤون ! لنور الدين بالطيب صحيفة الأخبار اللبنانية – بتاريخ – 18/01/ 2023
8) الجوائز الخليجيّة أفسدت الثقافة العربيّة :حوار مع الروائي حسّونة المصباحي أجراه نور الدين بالطيب: في
جريدة – الأخبار – اللبنانية بتاريخ – 28 /يناير/ 2023
9) المسرح والتعليم : لأنور محمد – هموم ثقافية – في شبكة جيرون الإعلامية / بتاريخ 03/12/2018


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.