وجّه رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، رشيد الراخا، رسالة إلى المدير العام للأمن الوطني، عبد اللطيف الحموشي، هنّأه فيها على نجاح الجمعية العامة للإنتربول وتوشيحه بوسام رفيع إسباني، ودعاه إلى التطبيق الفعلي للقانون التنظيمي 26.16 المتعلق بالطابع الرسمي للأمازيغية. وطالب الراخا بتعزيز حضور اللغة الأمازيغية في مرافق ومؤسسات الأمن الوطني، بما في ذلك اللوحات والمباني الرسمية والزي والوثائق التعريفية، مع الإشارة إلى أهمية إدراجها في المنافذ الحدودية وخاصة معبر الكركرات. الرخا قدم للسيد عبد اللطيف الحموشي المدير العام المديرية العامة للإمن الوطني أحرّ التهاني بمناسبة النجاح الباهر للجمعية العامة الثالثة والتسعين لمنظمة الإنتربول، التي انعقدت مؤخراً بمراكش. و التكريم المتميز الذي حضي به والمتمثل في وسام الصليب الأكبر لوسام الجدارة للحرس المدني الإسباني، تقديراً لالتزامكم الحاسم في مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب الجهادي. وأبرز الراخا أن التجمع العالمي الأمازيغي، منظمة غير حكومية دولية معنية بالدفاع عن حقوق الأمازيغ في العالم – كما ذكر بالرسالة التي سبق أن وجهها إليه في أكتوبر 2019، وأخرى في 22 مايو الماضي، حول التطبيق الفعلي للقانون التنظيمي رقم 26.16، الذي يحدد كيفية تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، لا سيما بموجب المادتين 27 و28. وتنصّ المادة 2 من نفس القانون على أن» : تعمل الدولة بكل الوسائل المتاحة على تعزيز التواصل عبر اللغة الأمازيغية وتطوير استخدامها في مختلف المجالات ذات الأولوية في الحياة العامة، باعتبارها لغة رسمية للدولة وتراثاً مشتركاً لجميع المغاربة دون استثناء.«.. وقارن بين الجمعية العامة الأخيرة لمنظمة الإنتربول والمهرجان الدولي للفيلم، الذي انعقد بعد يوم واحد في المدينة نفسها، تحت رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد.، التي تم فيها إدماج اللغة الأمازيغية وأبجدية تيفيناغ في الملصقات واللافتات والدلائل الإرشادية، بما يعكس ليس فقط الطابع الثنائي الرسمي للغة، بل أيضاً الهوية التاريخية لمراكش – المدينة التي يستمد اسمها من التعبير الأمازيغي «ⵜⴰⵎⵓⵔⵜ ⵏ ⵢⴰⴽⵓⵛ»، أي «أرض الله». وأكد أن استخدام اللغة الأمازيغية خلال هذا الحدث يشكل تكريماً لهذه المدينة التي أسسها الأجداد الأمازيغ، والتي كانت عاصمة لإمبراطوريتين عظيمتين إمبراطورية المرابطين، التي امتدت من السنغال إلى شمال شبه الجزيرة الإيبيرية، والتي رعت المذهب المالكي الذي يميز الإسلام المعتدل في المملكة،وإمبراطورية الموحدين، التي وحّدت سبع دول تحت راية واحدة، من موريتانيا إلى ليبيا، وصولاً إلى إسبانيا والبرتغال. وأبرز أن أبجدية تيفيناغ تعد اليوم أحد أبرز رموز الهوية الإفريقية والمتعددة للمملكة. ومن المؤسف أن بعض المسؤولين، مثل رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، السيد فوزي لقجع، ما زالوا يتجاهلون أو يُهمّشون اللغة الأمازيغية في لافتات الملاعب، وفي لوحات الترحيب بالمطارات، وفي الفضاءات العامة.وهذا الموقف يتعارض مع التوجيهات الملكية، حيث ذكر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمناسبة القرار الصادر في 3 مايو 2023، الذي جعل رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية» :الأمازيغية مكوّن أساسي من الهوية المغربية الأصيلة، الغنية بتعدد روافدها.«... و ناشد بضمان اعتماد وتعميق استخدام اللغة الأمازيغية، إلى جانب العربية (واللغات الأجنبية عند الاقتضاء)، في كافة المظاهر التعريفية للأمن الوطني، بما في ذلك: السيارات الرسمية،اللوحات الإرشادية،والمباني والإدارات، الزي الرسمي،والوثائق الرسمية، بما فيها بطاقة التعريف الوطنية. وأكد على الأهمية الرمزية لوجود اللغة الأمازيغية في جميع المنافذ الحدودية، والمطارات والموانئ البحرية، لا سيما المعبر الحدودي الكركرات (ⴰⵙⴰⴽⴰ ⵓⵡⵜⵜⴰⵏ ⵏ ⵍⴳⵔⴳⴰⵔⴰⵜ)، لما له من دلالة هوية بالغة الأهمية بالنسبة للصحراء وامتدادها في تامازغا.