العرائش : انطلاق فعاليات مهرجان ماطا الدولي في دورته الثالثة عشر بحضور عدد من المسؤولين الكبار و سفراء الدول الأفريقية    تعييب منشآت عمومية في أكادير    12 جريحا في هجوم بسكين داخل محطة قطارات بهامبورغ.. والشرطة تعتقل امرأة مشتبه بها    "جائزة المغرب للشباب" تحتفي بأفكار ومشاريع شبابية إبداعية فريدة    غوتيريش يندد ب"الفترة الأكثر وحشية" في حرب غزة    تحالف مغربي-إماراتي يطلق مشروعا عملاقا في طنجة لتعزيز الأمن الطاقي بالمملكة    إضرام النار يوقف قاصرين بابن جرير    طفرة جديدة في المداخيل الضريبية لتتجاوز 122 مليار درهم خلال 4 أشهر فقط    منتدى برلماني بمراكش يدعو إلى وقف الحرب في قطاع غزة المحاصر    آلاف المغاربة يحتجون نصرة لغزة    مرصد يطالب بفتح تحقيق في وفاة سجين من الحسيمة بسجن وجدة    نهضة بركان يشكو سيمبا ل"الكاف"    رسمياً.. توجيهات بمنع بيع الأضاحي بإقليمي الناظور والدريوش خلال عيد الأضحى    بلاغ جديد من وزارة الأوقاف للحجاج المغاربة    الأزمي «البليكيه»    الرد الشامل على اللغو السافل: باب ما جاء في انسحاب الاتحاد من العبث    "الهيئة الوطنية للوقاية من الرشوة" تدخل على خط ملف "بيع الشهادات الجامعية" والدولة المغربية تنتصب كطرف مدني    ملتمس الرقابة بين عبث العدالة والتنمية ورصانة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية    الركراكي يكشف عن لائحة الأسود يوم الثلاثاء استعدادا لتونس والبنين    وزارة الأوقاف: حجاج التنظيم الرسمي مدعوون للإحرام في الطائرات حين بلوغ ميقات "رابغ"    يهم حجاج الناظور.. وزارة الأوقاف تدعو إلى الإحرام في الطائرات    نشرة إنذارية: زخات رعدية قوية مرتقبة بعدد من مناطق المملكة اليوم الجمعة    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    بسبب تسجيل مكالمة تتضمن ألفاظ "نابية".. المحكمة للناصيري: "الله لا يحب الفاحشة والتفحش في الكلام"    مبابي يُتوج بجائزة أفضل لاعب في ريال مدريد لموسم 2024-2025    مهرجان تريفيزو يحتفي بالتنوع الثقافي    جبور: الهزة الأرضية متوسطة القوة .. ومحطات الرصد المغربية أكثرُ دقة    بلقصيري تحتضن مهرجان سينما المرأة والطفل في دورته الثانية    تعيين عزيز الذنيبي مدربا جديدا للنادي الرياضي المكناسي لكرة القدم    نائب رئيس مجلس النواب من مراكش: التجارة الدولية تواجه الأنانيات القطرية وشعوب الجنوب تدفع ثمن التلوث    الباروك يلاقي الأندلسي والتصوف الإفريقي في فاس.. إيطاليا تُبدع كضيفة شرف لمهرجان الموسيقى العريقة    حسن الادريسي منصوري نجم مغربي واعد في سماء الكرة الطائرة العالمية    حفل كبير يُتوِّج تظاهرة الأيام المفتوحة للأمن الوطني    الشروع في إحداث موقف بجوار ملعب طنجة الكبير بطاقة تستوعب آلاف السيارات    "هنا".. عندما تتحول خشبة المسرح إلى مرآة لحياة أبناء "ليزاداك"    مهدي مزين وحمود الخضر يطلقان فيديو كليب "هنا"    مقتل 4 أشخاص وفقدان 17 آخرين في انهيارات أرضية بالصين    بورصة البيضاء تبدأ التداولات بارتفاع    رونالدو يشعل مواقع التواصل الاجتماعي بعد شائعة ارتباطه بالوداد    الله أمَر بالسّتْر ولم يأمُر ببيْع الماسْتَر !    دراسة: الولادة المبكرة قد تكون مفيدة في حالة الأجنة كبيرة الحجم    بريطانيا تدرس استخدام الإخصاء الكيميائي الإلزامي لمعاقبة بعض المعتدين جنسيا    سلوفاكيا تساهم في الزخم المتزايد لفائدة مغربية الصحراء    انتشار الأفران العشوائية يزعج الفدرالية المغربية للمخابز    قطر تخصص 36.5 مليون دولار جوائز في كأس العرب 2025    حديقة الحيوانات بالرباط تعلن ولادة أزيد من 80 حيوانا من الأنواع النادرة    بكين.. الصين وهولندا تعززان شراكتهما الاستراتيجية    المغرب يعزز قدراته العسكرية بوحدات خاصة لمواجهة تهديدات الأنفاق باستخدام تقنيات متقدمة    انطلاق أيام التراث بمراكش احتفاء بالماء والحدائق    النيجر تعيد رسم خريطة التحالفات في الساحل: تكريم صدام حفتر صفعة جديدة للنظام الجزائري    الأزمي: تضارب المصالح ينخر عمل الحكومة وملتمس الرقابة كان ضرورة سياسية ودستورية    بطاريات المستقبل تصنع بالقنيطرة .. المغرب يدخل سباق السيارات النظيفة    الحكومة تُطلق دعما مباشرا لحماية القطيع الوطني وبرنامجا لتحسين السلالات    السعودية تجري أول عملية لزرع جهاز ذكي داخل الدماغ في الشرق الأوسط    وزير الصحة المغربي يجري مباحثات ثنائية مع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية    لإيقاف السرطان.. التشريح المرضي وطب الأشعة الرقمي أسلحة مدمرة للخلايا الخبيثة    البرازيل في ورطة صحية تدفع المغرب لتعليق واردات الدجاج    في مجاز الغيم: رحلة عبر مسجد طارق بن زياد    









وزير خارجية المغرب: مقترحنا بشأن سوريا ترجمة للمبادرة العربية ولا يتضمن إلا نقطة واحدة مضافة
سعد الدين العثماني في حوار مع «الشرق الأوسط» : العلاقة مع دول مجلس التعاون الخليجي تاريخية وغير مرتبطة بمجيء حكومة وذهاب أخرى

وصف سعد الدين العثماني، وزير خارجية المغرب الجديد، العلاقة بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي بأنها تاريخية وليست ظرفية وغير مرتبطة بمجيء حكومة وذهاب أخرى. وقال العثماني في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» قبيل سفره إلى مدريد أمس في زيارة رسمية هي الأولى له للعاصمة الإسبانية منذ توليه رئاسة الدبلوماسية المغربية، إن العلاقة بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي «هي علاقة تاريخية تستند إلى أصول عريقة وقوية أي إنها علاقة ليست ظرفية وليست مرتبطة بمجيء حكومة وذهاب أخرى، أنما هي علاقة دولة بدول، وبالتالي فلا يمكن لنا إلا أن نسير على نفس النهج في العمل على تمتين علاقتنا بدول مجلس التعاون الخليجي، والاستفادة من الفرصة المتاحة الآن لإيجاد شراكة متقدمة بيننا وبين مجلس التعاون الخليجي».
إلى ذلك، قال العثماني الذي سيلتقي اليوم في مدريد الملك خوان كارلوس «هناك روابط قوية اقتصادية وتجارية وثقافية وإنسانية بين المغرب وإسبانيا تجعل من غير المقبول أن يدير كل طرف ظهره للآخر»، مشيرا إلى أنه «عندما نقول نقط الاختلاف بين البلدين فإننا لا نقول بأنها يمكن أن تؤدي إلى عداوة أو إلى تباعد بل الأساس فيها دائما هو تمتين ما هو متفق عليه والحوار حول المختلف فيه».
وبخصوص زيارته الأخيرة للجزائر، قال العثماني: «زيارتي لها لم تكن لحل مشكلة الحدود بالذات، وإنما كانت لتطوير العلاقات مع بلد جار نحس أنه لا يمكن أن نعيش باستمرار هكذا في ظل وجود ضعف في العلاقات الاقتصادية والعلاقات التجارية، وأيضا أحيانا حتى العلاقات السياسية».
وأضاف في معرض رده على سؤال حول مدى تفاؤله بفتح الحدود المغربية - الجزائرية بالقول: «دائما أقول للصحافيين أنتم بطبعكم تستعجلون النتائج بينما نحن السياسيين نسير بالنفس الطويل، وسياسة الخطوة خطوة، وتعميق المتفق عليه، وتأجيل المختلف فيه إلى حين أن تنضج ظروفه». بيد أن العثماني أشار إلى أن هناك معطيات إقليمية جديدة وتحولات كبيرة وقعت في محيط المغرب والجزائر، وبالتالي هناك فرصة أكبر من ذي قبل لبناء الاتحاد المغاربي.
وبشأن المقترح المغربي بشأن سوريا الذي قدم لمجلس الأمن، قال العثماني إنه ترجمة للمبادرة العربية ولا يتضمن إلا نقطة واحدة مضافة إلى تلك المبادرة، هو قرار المقاطعة، وهو أيضا ترجمة لقرار سابق للجامعة العربية.
وردا على سؤال حول احتمال إعادة العلاقات مع إيران، أوضح العثماني أنه «لا يوجد على جدول أعمالنا في هذه الساعة أي مبادرة من هذا النوع». وفيما يلي نص الحوار.
* يستقبلكم الملك خوان كارلوس اليوم الجمعة في مدريد. فما هي دلالة هذا الاستقبال وهذه الزيارة، وهل لها علاقة باتفاق الصيد البحري والاتفاق الزراعي بين المغرب والاتحاد الأوروبي أم أن هناك قضايا سياسية أخرى طارئة ستبحثونها مع المسؤولين الإسبان؟
- الزيارة هي نتيجة مشاورات بين الطرفين، وتم الحديث حولها أثناء زيارة رئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي للمغرب، ثم تلقيت دعوة من وزير خارجية إسبانيا فوجد رغبة لدي أيضا في زيارة مدريد فبرمجناها في هذا الوقت. لا شك أننا خلال هذه الزيارة سنتحدث في القضايا الثنائية، وتطوير أوجه التعاون. واليوم، الوجود المغربي في إسبانيا، من خلال الجالية المغربية الواسعة، هو وجود كبير، ذلك أن عددها يفوق 800 ألف مواطن مغربي يقطنون ويعملون أو يدرسون في إسبانيا، إلى جانب ذلك، فإن الوجود الإسباني في المغرب قوي من خلال ما يزيد على 800 مقاولة وشركة إسبانية تعمل به، وبالتالي هناك روابط قوية على المستوى الاقتصادي والتجاري والثقافي والإنساني تجعل من غير المقبول أن يدير كل طرف ظهره للآخر، ومن الضروري أن نفتح قنوات حوار لتطوير هذه العلاقات وتمتينها. المنطقة تعيش اليوم ظروفا صعبة، أوروبا في حالة ركود اقتصادي، وهذا الركود الاقتصادي له تأثيرات على إسبانيا وله تأثيرات على المغرب أيضا، وأعتقد أن التعاون الثنائي هو من بين وسائل التخفيف من تأثيرات هذا الركود الاقتصادي على بلدينا وعلى شعبينا، لكن هناك أيضا نقاط تعتبر نقاط اختلاف بين الجانبين، وبطبيعة الحال عندما نقول نقط الاختلاف لا نقول بأنها يمكن أن تؤدي إلى عداوة أو إلى تباعد بل الأساس فيها دائما هو تمتين ما هو متفق عليه والحوار حول المختلف فيه ليجد الطرفان صيغا لحل الإشكالات الموجودة. سنناقش بلا شك اتفاقية الصيد البحري واتفاقية الفلاحة التي ينظر فيها، هذه الأيام، الاتحاد الأوروبي، وسنناقش أيضا مجمل القضايا السياسية والمواقف في كثير من القضايا الإقليمية والجهوية والدولية أيضا.
* راجت أنباء مفادها أن إسبانيا وفرنسا أقنعتا الاتحاد الأوروبي بتجنب ذكر الصحراء في الاتفاق الجديد المنتظر حول الصيد البحري. إذا كان ذلك صحيحا هل سيقبله المغرب، وهل هو راض عن هذا المنحى الجديد؟
- اتفاق الصيد البحري الجديد ما يزال جنينيا ونحن في المغرب لم نبدأ بعد المناقشة معهم بشأن هذا الاتفاق، والسبب في ذلك هو أن الذي ألغى الاتفاق من طرف واحد هو البرلمان الأوروبي ودون التشاور مع المغرب، وبالتالي فإن المغرب شعر بأن هذا نوع من الإهانة، وهو حتى الساعة غير مستعد لفتح ملفها إلى أن تتضح معطيات جديدة، وإلى أن يقوم هو بنفسه بنوع من الحوار مع المهنيين المغاربة في قطاع الصيد البحري. فهم أيضا عندهم رأي ولا بد أن نستمع لرأيهم.
* لوحظ أن لهجة المغرب في الآونة الأخيرة اعتدلت مقارنة بالتهديد الذي أعلنه عقب رفض الاتحاد الأوروبي تجديد اتفاقية الصيد البحري. فما الذي طرأ من جديد حتى ينتهج هذه اللهجة الهادئة؟
- لا أرى أين هذه اللهجة الهادئة. في الحقيقة ما فعلنا هو أننا أعلنا موقفنا بمجرد ما قام البرلمان الأوروبي بالتصويت ضد تجديد البروتوكول الخاص باتفاقية الصيد البحري بعدها أغلقنا الملف وحتى الساعة لم نفتح بعد النقاش مع الأوروبيين في هذا الموضوع.
* أطلقت زيارتكم الأخيرة إلى الجزائر الكثير من الآمال بخصوص فتح الحدود بين البلدين. طبعا في الآونة الأخيرة صدرت تصريحات متناقضة من المسؤولين الجزائريين آخرها تصريح وزير الداخلية. فهل لمستم أن هناك بالفعل إرادة لدى أولئك المسؤولين لفتح الحدود مع المغرب، في سياق تداول معلومات غي مؤكدة عن فتحها في مارس (آذار) أو في مايو (أيار) المقبلين، وهل أنتم متفائلون بشأن ذلك؟
- هذا السؤال طرحه علي الكثير من الصحافيين منذ بداية زيارتي للجزائر، ولا يزال كثيرون يطرحونه، وأنا دائما أقول للصحافيين أنتم بطبعكم تستعجلون النتائج بينما نحن السياسيين نسير بالنفس الطويل، وسياسة الخطوة خطوة، وتعميق المتفق عليه، وتأجيل المختلف فيه إلى حين أن تنضج ظروفه. زيارتي للجزائر لم تكن لحل مشكلة الحدود بالذات، وإنما كانت لتطوير العلاقات مع بلد جار نحس أنه لا يمكن أن نعيش باستمرار هكذا في ظل وجود ضعف في العلاقات الاقتصادية والعلاقات التجارية، وأيضا أحيانا حتى العلاقات السياسية، وبالتالي لا بد من أن نعطي ديناميكية جديدة للعلاقات بين البلدين، خاصة أن هذا يؤثر على الاتحاد المغاربي. اليوم عندنا معطيات إقليمية جديدة، وهناك تحولات كبيرة وقعت في محيط المغرب والجزائر، ومن ثم ربما تكون عندنا اليوم فرصة أكبر من ذي قبل لبناء الاتحاد المغاربي. الاتحاد المغاربي إذا بني سيوفر نسبة نمو أعلى بكثير مما هو متوفر اليوم، سيوفر لأبناء المغرب الكبير فرص الشغل وفرص التنمية وفرص الازدهار وفرص التعليم ونقل التكنولوجيا بسرعة أكبر، سيوفر للمقاولات في هذه البلدان سوقا أكبر ستقترب من 100 مليون نسمة بدلا من أسواق صغيرة ومنغلقة ينغلق فيها كل بلد. بناء المغرب الكبير سيمكن بلدان المنطقة الخمسة أن تكون محاورا من موقع أقوى لتجمعات إقليمية أخرى ليس الاتحاد الأوروبي إلا واحدا منها، ستكون أقدر على الدفاع عن قضاياها ملتحمة مجتمعة في المحافل الدولية، إذن هناك مجالات كثيرة وأرباح كبيرة ستكسبها البلدان الخمسة أي بلدان المغرب الكبير إذا هي تلاحمت وبنت هذا المغرب الكبير. هذا هو المنطلق الذي انطلقنا منه، وفي طريقنا للوصول إلى هذه الأهداف الكبيرة، والتي هي على العموم متفق عليها من قبل الدول الخمس ستحل الإشكالات الأخرى تدريجيا وستصبح هامشية ومقدورا عليها.
* أشرت إلى سياسة الخطوة خطوة فهل أنت «كيسنجر» مغربي جديد؟
- أنا أعمل وأنتم من حقكم أن تصفوا.
* تداولت وسائل الإعلام أنكم سترأسون الوفد المغربي في مفاوضات الصحراء التي ستجري قريبا في مانهاست بنيويورك، هل تؤكدون الخبر؟
- يقينا. وزير الخارجية هو دائما الذي يرأس الوفد المغربي إلى المفاوضات غير المباشرة التي تتم في نيويورك.
* هل لديكم مقاربة جديدة على مستوى الشكل والمضمون سوف تنهجونها خلال قيادتكم للوفد المغربي في تلك المفاوضات؟
- نحن بصدد وضع التصور العام لكن عموما لسنا هنا لنربك المسار العادي الذي سار عليه الممثل الشخصي للأمين العام لهذه الفترة بل نحن هنا لنساعده على إتمام مهمته على أحسن وجه. سنذهب إلى المفاوضات بنفس الإرادة الحسنة التي كان الوفد المغربي يذهب بها مسلحا بمقترح الحكم الذاتي الذي وصفته تقارير الأمين العام للأمم المتحدة، وقرار مجلس الأمن باستمرار، بأنه جدي وذو مصداقية، متسلح بمغرب جديد، بإصلاحات سياسية جديدة، وبإشعاع جهوي ودولي جديد، وبمنطقة جديدة أيضا بسياق جهوي جديد. وأظن أن كل هذه المعطيات الجديدة تصب في مصلحة المغرب، ومصلحة إيجاد حل إيجابي لهذا النزاع المفتعل منذ عقود من الزمن.
* عرف المغرب دائما بالابتعاد عن التدخل في الشأن العربي عموما باستثناء القضية الفلسطينية، فما الذي حمله على تقديم مقترح لمجلس الأمن بخصوص سوريا، وما هي الأطراف التي تشاورتم معها بشأن ذلك، وهل هناك تنسيق مغربي - خليجي بشأن الأزمة السورية؟
- المقترح المغربي هو في الحقيقة ترجمة للمبادرة العربية ولا يتضمن إلا نقطة واحدة مضافة إلى تلك المبادرة لكن هي أيضا ترجمة لقرار سابق للجامعة العربية، هو قرار المقاطعة، وبالتالي فالمغرب بوصفه العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن يعتبر نفسه، كما قلنا في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في القاهرة، ممثلا للمجموعة العربية ولقضاياها ولهمومها ولقراراتها. فنحن في الحقيقة في هذا المشروع إنما حملنا قرارات الجامعة العربية إلى مجلس الأمن، وقبل ذلك كانت هناك مشاورات مع بلدان عربية ومن بينها عدد من بلدان الخليج، وكانت هناك مشاورات مع دول أخرى دائمة وغير دائمة في مجلس الأمن لنوجد صيغة المشروع التي تقترب من فكرة عدد أكبر من هذه الدول. اليوم يناقش هذا المشروع، وهناك محاولات لجعله يقبل من لدن حتى الأطراف المعارضة له وفي مقدمتها روسيا وبعدها الصين أو الهند. سنعمل جاهدين على إقناع الجميع على أن ندخل التعديلات الضرورية ليحظى بأكبر قدر من الدعم إلا أن هذا المشروع قدمه المغرب باسم المجموعة العربية، ودافع الأمين العام للجامعة العربية والشيخ حمد بن جاسم، رئيس وزراء قطر، بوصفه رئيس الدورة الحالية للجامعة العربية، عن المشروع الذي صار الآن مشروعا لدى مجلس الأمن. فهناك جهود حثيثة، و الهدف من هذا هو السير بمنطق وسط، فمن جهة، هناك العمل على حقن الدم السوري ووقف القتل المستمر للمدنيين في سوريا، لكن من جهة أخرى، نحن عبرنا بوضوح عن موقفنا الرافض لأي استعمال للقوة أو تدخل عسكري أجنبي في سوريا، عبرنا أيضا عن كوننا متشبثين بوحدة سوريا واستقرارها، وأيضا متشبثين، على المستوى الثالث، بالعمل في إطار المبادرة العربية.وانطلاقا من هذه الثوابث جاء هذا المشروع، وسنرى ما ستؤول إليه الأمور في الأيام المقبلة.
* هل ستحضرون اجتماع وزراء الخارجية في القاهرة المقرر يوم الأحد المقبل؟
- من غير المقرر.. لأنه بعد تأجيله أصبح متعذرا علي حضوره بسبب التزامات أخرى لكن المغرب سيكون حاضرا من خلال ممثل لنا.
* عدتم قبل أيام من أديس أبابا، التي زرتموها على هامش القمة 18 للاتحاد الأفريقي. فهل ترون أن عودة المغرب إلى حظيرة الاتحاد الأفريقي باتت قريبة أم أن الأمر ما زال مرتبطا بشرط سحب عضوية ما يسمى «الجمهورية الصحراوية» من الاتحاد؟
- الهدف من زيارة أديس أبابا كان هو الالتقاء بأكبر عدد ممكن من القيادات الأفريقية، وفعلا التقيت بعشرة رؤساء أفارقة ووزراء خارجيتهم، والتقيت بسبعة وزراء خارجية آخرين، والهدف هو استثمار هذه الفرصة لمناقشة، في ظل الحكومة الجديدة، كيف ستكون العلاقات الثنائية التي سنعمل على تدعيمها بشكل أكبر وتعميقها وتوسيعها، وهناك أيضا إطارات جهوية أخرى تجمعنا بالدول الأفريقية مثل تجمع دول الساحل والصحراء «سين صاد»، وتجمع الدول المطلة على المحيط الأطلسي. وربما ليس لدينا نحن رفض للرجوع إلى الاتحاد الأفريقي بل نعتبر أن المغرب بدوره الأفريقي الكبير، وعلاقاته الواسعة بالدول الأفريقية، وبوصفه بلدا مؤسسا لمنظمة الوحدة الأفريقية، تبقى مكانته داخل الاتحاد الأفريقي بين إخوانه الأفارقة لكن ما دام هناك جمهورية انفصالية غير موجودة على الأرض، لا تزال عضوا في الاتحاد الأفريقي فإنه لا يمكن أن نتخذ قرار الرجوع إلى الاتحاد الأفريقي.
* المغرب كانت دائما تربطه بدول الخليج علاقات متينة. أنت الآن كوزير جديد على رأس الدبلوماسية المغربية هل لديكم مقاربة محددة تروم تمتين العلاقات مع هذه الدول بشكل أكبر؟
- العلاقة بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي هي علاقة تاريخية تستند إلى أصول عريقة وقوية أي إنها علاقة ليست ظرفية وليست مرتبطة بمجيء حكومة وذهاب أخرى، إنما هي علاقة دولة بدول، وبالتالي فلا يمكن لنا إلا أن نسير على نفس النهج في العمل على تمتين علاقتنا بدول مجلس التعاون الخليجي، والاستفادة من الفرصة المتاحة الآن لإيجاد شراكة متقدمة بيننا وبين مجلس التعاون الخليجي. ستتم في الفترة المقبلة مناقشة كيف ستكون هذه الشراكة، وما هي تأثيراتها وأوجهها ومجالاتها، وهذا ما سيعلن عنه في وقته وفي حينه بإذن الله.
* المعروف أن الاتصالات بين المغرب وإسرائيل مجمدة منذ زمان نتيجة تصلف اليمين الإسرائيلي. لكن إذا طلب من المغرب القيام بمبادرات أو تحرك لدعم عملية السلام وتقريب وجهات النظر الفلسطينية والإسرائيلية من أجل ترسيخ السلام هل سيكون مستعدا لذلك في هذه المرحلة؟
- المغرب ثابته الأساسي هو دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه. اليوم هناك عملية تهويد كبيرة للقدس، وهناك مخاطر على المسجد الأقصى. المرحلة اليوم هي مرحلة الدفاع عن المسجد الأقصى، وعن حقوق الشعب الفلسطيني. والمغرب حتى الساعة غير مطروح على جدول أعماله أي دعم لأي عملية تفاوض أو ما يسمى «مسلسل السلام».
* تربطكم في حزب العدالة والتنمية علاقات حسنة مع حركة حماس الفلسطينية. بماذا تنصحون «حماس» من أجل الحفاظ على وحدة وتماسك الصف الفلسطيني؟
- نحن استبشرنا خيرا بالاتفاق بين فتح وحماس واعتبرنا أن هذه مرحلة مهمة في نضال الشعب الفلسطيني، ونتمنى أن تنجح مرحلة المصالحة.
* المغرب علاقته مقطوعة مع إيران منذ عدة سنوات، وأنتم باعتباركم تنتمون لحزب له مرجعية إسلامية، هل لديكم مبادرة بصفتكم وزيرا للخارجية أو كحكومة، من أجل إصلاح ذات البين بين المغرب وإيران؟
- هذه الساعة ليست على جدول أعمالنا أي مبادرة من هذا النوع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.