منذ سنوات، يظل المستشفى الإقليمي الحسني بالناظور موضع جدل واسع بسبب ما يعيشه من اختلالات مزمنة تمس في العمق جودة الخدمات الصحية المقدمة للساكنة. فشهادات المرضى وذويهم، إضافة إلى عشرات التدوينات على منصات التواصل الاجتماعي، ترسم صورة قاتمة عن المؤسسة: نقص في الأطر الطبية والتمريضية، غياب تخصصات أساسية، أعطاب متكررة في التجهيزات، اكتظاظ خانق داخل الأقسام، فضلاً عن شكايات متواصلة من سوء الاستقبال والمعاملة. ورغم أن الوزارة التي تعتمد آلية اللجان لتشخيص الوضع الصحي، إلا أن الملاحظ أن هذه التقارير، على أهميتها، لم تُترجم دائماً إلى قرارات ملموسة تضع حداً لمعاناة المواطنين. هنا يبرز المثال المقارن: ففي أكادي، وبعد عدة حالات وفيات في قسم التوليد واضطراب داخل المستشفى الجهوي الحسن الثاني، لم تتحرك الوزارة بخطوات حاسمة إلا بعد احتجاجات متواصلة، لتُفضي زيارة الوزير أمين التهراوي إلى إعفاء المدير وعدد من المسؤولين، وإنهاء عقود شركات خدمات، وتخصيص 200 مليون درهم لإعادة تأهيل البنية التحتية.