الأحزاب السياسية تشيد بالمقاربة التشاركية للملك محمد السادس من أجل تفصيل وتحيين مبادرة الحكم الذاتي    مباحثات تجمع العلمي ونياغ في الرباط    أخنوش: تنمية الصحراء المغربية تجسد السيادة وترسخ الإنصاف المجالي    "أسود الأطلس" يتمرنون في المعمورة    رفض البوليساريو الانخراط بالمسار السياسي يعمق عزلة الطرح الانفصالي    تنصيب عمر حنيش عميداً جديدا لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط    الرايس حسن أرسموك يشارك أفراد الجالية أفراح الاحتفال بالذكرى 50 للمسيرة الخضراء    أخنوش يستعرض أمام البرلمان الطفرة المهمة في البنية التحتية الجامعية في الصحراء المغربية    إطلاق سراح الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي وإخضاعه للمراقبة القضائية    أخنوش: الحكومة تواصل تنزيل المشروع الاستراتيجي ميناء الداخلة الأطلسي حيث بلغت نسبة تقدم الأشغال به 42 في المائة    رسميا.. منتخب المغرب للناشئين يبلغ دور ال32 من كأس العالم    تداولات بورصة البيضاء تنتهي "سلبية"    المعارضة تقدم عشرات التعديلات على مشروع قانون المالية والأغلبية تكتفي ب23 تعديلا    ندوة حول «التراث المادي واللامادي المغربي الأندلسي في تطوان»    أخنوش: "بفضل جلالة الملك قضية الصحراء خرجت من مرحلة الجمود إلى دينامية التدبير"    مصرع شخص جراء حادثة سير بين طنجة وتطوان    أمن طنجة يُحقق في قضية دفن رضيع قرب مجمع سكني    كرة أمم إفريقيا 2025.. لمسة مغربية خالصة    نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية تترأس تنصيب عامل إقليم الجديدة    انطلاق عملية بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني أمام أوغندا بملعب طنجة الكبير    "حماية المستهلك" تطالب بضمان حقوق المرضى وشفافية سوق الأدوية    المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة يضمن التأهل إلى الدور الموالي بالمونديال    المجلس الأعلى للسلطة القضائية اتخذ سنة 2024 إجراءات مؤسسية هامة لتعزيز قدرته على تتبع الأداء (تقرير)    لجنة الإشراف على عمليات انتخاب أعضاء المجلس الإداري للمكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تحدد تاريخ ومراكز التصويت    "الإسلام وما بعد الحداثة.. تفكيك القطيعة واستئناف البناء" إصدار جديد للمفكر محمد بشاري    تقرير: احتجاجات "جيل زد" لا تهدد الاستقرار السياسي ومشاريع المونديال قد تشكل خطرا على المالية العامة    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 69 ألفا و179    تدهور خطير يهدد التعليم الجامعي بورزازات والجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدق ناقوس الخطر    تلاميذ ثانوية الرواضي يحتجون ضد تدهور الأوضاع داخل المؤسسة والداخلية    ليلى علوي تخطف الأنظار بالقفطان المغربي في المهرجان الدولي للمؤلف بالرباط    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    باريس.. قاعة "الأولمبيا" تحتضن أمسية فنية بهيجة احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    ألمانيا تطالب الجزائر بالعفو عن صنصال    82 فيلما من 31 دولة في الدورة ال22 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم    رئيس الوزراء الاسباني يعبر عن "دهشته" من مذكرات الملك خوان كارلوس وينصح بعدم قراءتها    قتيل بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان    200 قتيل بمواجهات دامية في نيجيريا    إصابة حكيمي تتحول إلى مفاجأة اقتصادية لباريس سان جيرمان    الإمارات ترجّح عدم المشاركة في القوة الدولية لحفظ الاستقرار في غزة    الحكومة تعلن من الرشيدية عن إطلاق نظام الدعم الخاص بالمقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة    مكتب التكوين المهني يرد بقوة على السكوري ويحمله مسؤولية تأخر المنح    برشلونة يهزم سيلتا فيغو برباعية ويقلص فارق النقاط مع الريال في الدوري الإسباني    العالم يترقب "كوب 30" في البرازيل.. هل تنجح القدرة البشرية في إنقاذ الكوكب؟    كيوسك الإثنين | المغرب يجذب 42.5 مليار درهم استثمارا أجنبيا مباشرا في 9 أشهر    لفتيت: لا توجد اختلالات تشوب توزيع الدقيق المدعم في زاكورة والعملية تتم تحت إشراف لجان محلية    الدكيك: المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة أدار أطوار المباراة أمام المنتخب السعودي على النحو المناسب    ساعة من ماركة باتيك فيليب تباع لقاء 17,6 مليون دولار    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأزمي ل"المساء" : اتخذنا قرار الزيادة لإنجاز المشاريع الاقتصادية والاجتماعية
نشر في أون مغاربية يوم 13 - 06 - 2012

قيل الكثير عن الزيادة الأخيرة في أسعار المحروقات ومبرراتها، لكن بلغة لا يفهمها إلا المهتمون بالشأن الاقتصادي، فكيف يمكن تفسير هذا القرار للمواطن البسيط؟
يعيش المغرب هذه السنة وضعية اقتصادية ومالية صعبة. وقد استلمت الحكومة الحالية مهامها في ظل تراجع مؤشرين اثنين، أولهما عجز الميزانية، الذي وصل إلى 6.1 في المائة من الناتج الداخلي الخام، وهو ما يعادل 50 مليار درهم، وهو ما أدى إلى تزايد نسبة الدين واستأنف الدين العمومي منحاه التصاعدي.
أما المؤشر الثاني، فيرتبط بالحساب الجاري لميزان الأداءات الذي يحدد العلاقات التجارية والمالية بين المغرب وباقي العالم. وصل عجز هذا الميزان إلى غاية متم 2011 نسبة تناهز 7.9 في المائة، وهو ما يعادل بلغة الأرقام 65 مليار درهم.
تفاقمت هذه الوضعية الاقتصادية الصعبة في الأشهر الأولى من السنة الجارية بحكم آثار الجفاف وتراجع علاقاتنا التجارية مع الخارج. غير أن العامل الأكثر تأثيرا يتمثل في ارتفاع الفاتورة الطاقية. لأول مرة في التاريخ يتم تسجيل معدل 118 دولار لبرميل النفط في الأشهر الأولى من السنة. في السنة الماضية، لم يتعد هذا المعدل حاجز 104 دولارات وفي 2010 ظل في حدود 78 دولار.
وبصرف النظر عن تأثير هذا التطور على الميزان التجاري، فقد تسبب في استهلاك ما يناهز 80 في المائة من الميزانية المخصصة لصندوق المقاصة في الأشهر الخمسة الأولى من السنة الجارية.
بلغة الأرقام، استهلكنا 22 مليار درهم، استهلك الغازوال وغاز البوتان مجملها. وإذا استمررنا على المنوال، فإن إجمالي الميزانية المخصصة لصندوق المقاصة في 2012، والتي تبلغ 32 مليار درهم، ستنفذ في منتصف يوليوز المقبل. وفي هذه الحالة، سينهي صندوق المقاصة هذه السنة بميزانية قياسية تصل إلى 60 مليار درهم. ما معنى هذا؟
معناه أننا مضطرون للبحث عن 26 مليار درهم إضافية لتغطية نمو نفقات المقاصة. ولذلك وجدت الحكومة نفسها أمام خيارين لتعبئة هذا الغلاف المالي.
يتمثل الخيار الأول في الاستنجاد بتخفيض بنفقات الاستثمار. وهذا حل بسيط لن ينتبه إليه المواطنون ولن يفطنوا إليه.
هذا ما كان معمولا به في السنوات الماضية؟
أتكلم فقط عن هذه الحكومة. لن ينتبه المواطنون تماما لقرار الاستنجاد بنفقات الاستثمار إلا بعد مضي سنتين أو ثلاث حين تتراجع نفقات الصحة والتعليم. شعبيا، لن يفطن أحد لهذا الإجراء، ولكننا سنوجه ضربات قاصمة للتنمية والتشغيل. وقد استبعدنا هذا الخيار.
أما الخيار الثاني فيهم نفقات الاستهلاك من قبيل مصاريف الحفلات والسيارات والوقود. اتخذنا بشأنه إجراءات ستمكننا من توفير 5 ملايير درهم. وكانت هذه الزيادة الخيار الثالث المتاح للحكومة من أجل الحد من تفاقم نفقات المقاصة. ويجب التأكيد على أن هذه الزيادة محدودة، لأننا لا زلنا ندعم المواد التي تقرر أن تشمل هذه الزيادة، وهي الغازوال والبنزين والفيول الصناعي.
عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة، علل بوجود ميزانية الدولة في حالة خطر. هل تعتبرون أن هذا القرار كافيا لإنقاذ الميزانية من هذا الخطر؟
هذا القرار كاف في الظرفية الحالية لاعتبارات وجيهة. لو أننا انسقنا للقرارات الشعبية، لبلغ الدين العمومي نسبة لا تطاق. هذا الدين يتراكم تلقائيا بمجرد اللجوء إليه. يوجد الآن في مستوى معقول.
ومن شأن ارتفاع الدين العمومي أن يفقد الدولة مصداقيتها أمام شركاء المغرب المؤسسات المالية الدولية، وسيؤدي إلى تراجع الصورة الاقتصادية للمغرب. وينجم صعوبات في الحصول على القروض وتطبيق نسب فوائد مرتفعة بسبب ارتفاع مخاطر الإقراض. أكثر من ذلك، قد تصل مستوى لا يقبل فيه أي طرف إقراض الدولة وإن ارتفعت نسبة الفائدة.
هل يمكن أن تلجأ الحكومة إلى الاستدانة، خصوصا أن العدالة والتنمية كان يعلن دائما معارضته للجوء إلى الاستدانة؟
قرار الزيادة في أسعار المحروقات سيقلص اللجوء إلى الاستدانة، لأنه سيوفر 15 مليار درهم. كما أنه سيحافظ على مصداقيتنا المالية والاقتصادية ويبقي شروط الحصول على التمويل في مستويات معقولة. الارتفاع الحقيقي للأسعار يكون عندما ترتفع معدلات شروط الحصول على التمويلات، وليس عند إضافة درهم أو درهمين للحيلولة دون ارتفاع الدين العمومي. ولهذا السبب ارتأينا تفعيل إجراء يمكننا تحمل تبعاته، من باب المسؤولية والواجب.
ولم تفكروا في تكلفته السياسية؟
المواطن المغربي له من الذكاء الاقتصادي والمالي ما لا يتمتع به غيره. أكيد أنه سيفهم بعد التفكير في أسباب هذا القرار أنه اتخذ من أجل توفير الأموال الضرورية لإنجاز المشاريع الاقتصادية والاجتماعية وحفظ الصورة الاقتصادية للمغرب، بالإضافة إلى توفير شروط التنمية والتشغيل. وأضرب لكم مثلا برب بيت كان بصدد تشييد منزل لأسرته، فوجد نفسه في عسر مالي. سيجد نفسه بكل تأكيد أمام خيارين: إما أن يتشدد قليلا في النفقات ويواصل البناء أو أن يستمر في الإنفاق على المأكل والمشرب ويوقف أشغال تشييد المنزل.
خيارنا إكمال الإصلاح وتوفير شروط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولو تطلب ذلك زيادة درهم أو درهمين في أسعار المحروقات.
لكن هذا الدرهم وهذين الدرهمين في واقع الأمر دراهم. مواد وخدمات كثيرة ستعرف أسعارها بدورها زيادات وسيستشعر ميزانية المواطن هذه الزيادات...
يجب أن نفصل في هذا المقام بين الزيادات الناجمة عن قرار الحكومة القاضي برفع أسعار المحروقات وبين تلك المترتبة عن المضاربات والربح غير المشروع. مثلا، النقل العمومي بين الرباط وسلا، قطع مسافة 10 كيلومترات يستنفذ لترا من الوقود، وهذا معناه أن سيارات الأجرة ستضيف 20 سنتيما على كل شخص. وقد عقد الوزير المنتدب في الداخلية اجتماعا مع الأقسام الاقتصادية والاجتماعية في العمالات بخصوص هذا الموضوع، ولا سيما أن قطاع النقل العمومي مقنن ولا يمكن إقرار زيادة فيه بدون قرار رسمي. وبالنسبة إلى قطاع نقل البضائع، تأكد حسابيا أنه لا يمكن زيادة أكثر 6 سنتيمات في الكيلوغرام الواحد في كل ألف كيلومتر. وكل ما يخرج عن هذا الإطار، فإنه يعتبر من المضاربة والربح غير المشروع والحكومة ستعمل على التصدي لها لكي لا ينسب للقرار الحكومي ما لا يتحمل مسؤوليته.
كما أننا سنحرص على شرح هذا الموضوع للمواطنين. الخطر أن الناس يفهمون أن أي زيادة ناجمة عن قرار الحكومة القاضي برفع أسعار المحروقات.
بعد هذا القرار المفاجيء، تطرح تساؤلات عن القرارات التي ستتخذها الحكومة في إطار إصلاح صندوق المقاصة وما إذا كان هذا الإصلاح سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار؟
إصلاح صندوق المقاصة يتضمن حزمة من الإجراءات. يكتسي شقها الأول طابعا ماليا ويتمثل في توفير هوامش في الميزانية العامة من أجل استثمارها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وماذا على المستوى الإجرائي؟
إجرائيا، هناك الشق المالي المشار إليه. وجانب آخر يقوم على الاستهداف عبر التركيز على الفئات الأكثر حاجة. فصندوق دعم التماسك الاجتماعي استهدف، رغم أنه لا يزال في بداياته، فئات محددة. نظام المساعدة الطبية على سبيل المثال يستهدف 8.5 ملايين مواطن، أغلبهم دخلهم محدود. الفئة الثانية هي ذوي الاحتياجات الخاصة، وتتكون بالأساس من المعاقين والأرامل، ستستفيد من برنامج خاص، بالإضافة إلى الأسر الفقيرة، خصوصا في العالم القروي، التي تستفيد من برنامج "تيسير"، الذي تم دمجه في صندوق دعم التماسك الاجتماعي، شرط تمدرس الأطفال وصحة الأم وأبنائها.
وسنعمل على توجيه كل ما يتم اقتصاده من أموال المقاصة إلى دعم الفقراء.
متى سيتم تعميم هذا الدعم؟ هل تتوفر الحكومة على أجندة زمنية لتعميمه؟
سيتم تفعيل هذا الإصلاح بالتدريج. علما أن نظام المساعدة الطبية بدأ مع الحكومة السابقة التي أرست دعائمه ووضعت أسس تدبيره وحظيت الحكومة الحالية بشرف التعجيل بتنزيل بتعليمات ملكية سامية.
رئيس الحكومة والوزير المكلف بالشؤون العامة والحكامة أكدا في تصريحات صحافية أن إصلاح المقاصة سيتم قبل متم السنة الجارية. ما هي الخطوات العملية لإقرار هذا الإصلاح؟ وهل سيتم إلغاء دعم بعض المواد الأساسية؟
لا يمكنني قوله إن مسلسل إصلاح المقاصة انطلق مع صندوق دعم التماسك الاجتماعي. ويجب كذلك ألا نغفل مجموعة من الإجراءات التي تم إقرارها في قانون المالية في إطار تكريس بعده الاجتماعي. فهذه الإجراءات تندرج ضمن مسلسل إصلاح المقاصة وتكريس ثقافة استهداف الفئات الأكثر فقرا مثل صندوق التكافل العائلي الذي تم تفعليه وتعبئة غلاف مالي لدعم الفئات المستهدفة منه. لا ننس أيضا مراجعة قيمة منح الطلبة وإعفاء 3 ملايين ونصف المليون أسرة. تلزم الإشارة أيضا إلى دعم الأدوية المزمنة 900 مليون درهم، و الإعفاء من رسم الفضاء السمعي بالنسبة إلى الأسر الفقيرة، ومليوني درهم في إطار نظام التخفيف من آثار الجفاف، و13.2 مليار للحوار الاجتماعي.
تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات على أساس هذه العقلية ووفق ثقافة الاستهداف. كان ذلك بمثابة إعلان عن العمل على توسيع هامش التحرك في الميزانية في مجال تفعيل السياسات العمومية وفي الآن ذاته اقتصاد نفقات وتوجيهها إلى فئات معينة تعيش في وضعية صعبة أو تفتقر لمصادر مدرة للدخل مثل الطلبة.
إذا كان الأغنياء قادرين على تحمل هذه الزيادات صار للفقراء برامج تستهدفهم. فما موقع الطبقة المتوسطة في هذا الإصلاح؟
تتكون هذه الفئة بالأساس من المأجورين. وقد استفادت هذه الفئة من الحوار الاجتماعي بغلاف مالي وصل إلى 13.2 مليار درهم. وقد أدت توافقات الحوار الاجتماعي إلى ارتفاع الأجور بنسبة 27 في المائة..
أتحدث عن القطاع العام. وصل الحد الأدنى للأجر إلى ألفين و800 درهم، وارتفع متوسط الأجور بدوره ليصل إلى 7 آلاف و200 درهم. وهذا يعني أن الطبقة المتوسطة نالت بدورها حظها من الإجراءات الممهدة لإصلاح المقاصة. وقد بينت الدراسة الأخيرة التي أنجزها مجلس المنافسة أن الفقراء والطبقة المتوسطة هما الفئتين الأقل استفادة من المقاصة. الدراسة بينت أن 20 في المائة من الأغنياء يستفيدون من المقاصة 5 مرات أكثر من الفقراء.
وبالإضافة إلى الحوار الاجتماعي، تستفيد الطبقة المتوسطة من السياسات الاجتماعية سواء في التعليم أو الصحة. كما أن مناقشة قانون المالية للسنة الجارية شهدت حديثا عن إمكانية أن يتضمن قانون المالية للسنة المقبلة إجراءات لدعم الطبقة المتوسطة.
هل ستشمل هذه الإجراءات القطاعين العام والخاص أم أنها ستنحصر في القطاع العام على غرار التدابير المتخذة في إطار الحوار الاجتماعي؟
في القطاع الخاص، ربما هناك مشلكة في الأجور الصغرى، في حين هناك تنافس بين القطاعين العام والخاص في مجال استقطاب الأطر.
تضع هذه الحكومة إصلاح أنظمة التقاعد ضمن أولوياتها. ما هي السيناريوهات المحتملة لإقرار هذا الإصلاح؟
لا يمكننا الحديث عن السيناريوهات المتاحة لإصلاح أنظمة التقاعد، ولكنني أؤكد أن هذا الإصلاح يكتسي أهمية للعديد من الاعتبارات ذات طبيعة اجتماعية ومالية. إذ يتوجب الحفاظ على التوازنات المالية لهذه الصناديق لأنه ضرورة اجتماعية أيضا من أجل ضمان القدرة الشرائية لهذه الفئة من المواطنين. هناك أيضا جانب مهم من هذا الإصلاح، يتعلق بالحاجة إلى توسيع دائرة المستفيدين من هذه الأنظمة. وعلى هذا الأساس، سيركز الإصلاح على البعد الاجتماعي بالموازاة مع حفظ التوازن المالي لهذه الأنظمة.
اللجنة التقنية تشتغل منذ زمن، وقد اجتمعت على الأقل عشر مرات منذ تعيين الحكومة الحالية. كما أن المكتب الدولي للشغل أدلى بآرائهم بشأن هذا الإصلاح وأحيلت على اللجنة. والآن تبقت بلورة الإصلاح وفق منطق الشراكة مع الفرقاء الاجتماعيين والاقتصاديين.
وهل هناك أجندة زمنية لتفعيل هذا الإصلاح، خصوصا أن أنس العلمي، الرئيس المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، أكد، قبل أسبوعين، في لقاء حول إصلاح أنظمة التقاعد، أن تفعيل هذا الإصلاح يستوجب قرارا سياسيا من قبل رئاسة الحكومة بناء على تقرير اللجنة المكلفة بالموضوع؟
يجب التأكيد، أولا، على أن الإصلاح ورش وطني بامتياز وتتم مناسبة مع جميع الأطراف المعينة به. نذكر أيضا بأن إصلاح أنظمة التقاعد كان ضمن قائمة الإصلاحات التي اعتبرناه في قانون المالية ذات راهنية، إلى جانب إصلاح المقاصة والإصلاح الجبائي.
هل سيتم تفعيل هذه الإصلاحات في هذه السنة أو أنه ستتم إعادة التذكير براهنيتها في مشروع القانون المالي للسنة المقبلة؟
لا توجد علاقة بين هذا الإصلاح وقانون المالية. هذا الأخير مجرد منافسة لتفصيل هذه الإصلاحات. والأهم أن التحديات واضحة والسيناريوهات الممكنة محددة، ولم يبق سوى مدارستها مع الأطراف المعنية بهذا الإصلاح قبل أجرأته. عموما، هذا إصلاح لا يحتمل الانتظار.
تعتبر هذه السنة استثنائية. بالكاد أنهت الحكومة مسطرة المصادقة على مشروع القانون المالي للسنة الجارية حتى حان الموعد المألوف لإعداد مشاريع القوانين المالية. هل شرعتم في إعداد مشروع قانون مالية 2013؟
سنشرع في إعداد هذا المشروع في مستهل النصف الثاني من السنة الجارية، بالموازاة مع مباشرة إصلاح القانون التنظيمي لقانون المالية.
هل يمكن أن يبلور مشروع قانون مالية 2013 وفق قانون تنظيمي جديد؟
يتوقف ذلك على توفر الوقت الكافي لتفعيل أجندة إصلاح القانون التنظيمي لقانون المالية. سنعقد في الأسبوع المقبل يوما دراسيا في البرلمان من أجل تبادل وجهات النظر حول هذا الإصلاح، وسنحاول على الإسراع بتفعيله.
وحتى إذا لم يكن ممكنا إنهاء مسطرة المصادقة على القانون التنظيمي لقانون المالية قبل حلول موعد مناقشة مشروع قانون المالية للسنة المقبلة، فإننا سنحاول أن يكون هذا المشروع نسخة تجريبية لهذا الإصلاح.
ما هي توقعاتكم بخصوص النمو الاقتصادي في السنة المقبلة؟
ستكون 2013 في غالب الأحيان أفضل من السنة الجارية لأننا نتوقع تحسنا في المبادلات التجارية على ضوء توقعات بانتعاشة الاقتصاد العالمي، خصوصا الاقتصاد الأوربي. وإذا كان الموسم الفلاحي المقبل مطرا، وهذا ما تمناه، فستكون له تأثيرات إيجابية للغاية على النمو الاقتصادي.
يومية المساء عدد الثلاثاء 12 يونيو 2012


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.