الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الاتحاد الاشتراكي
الأحداث المغربية
الأستاذ
الاقتصادية
الأول
الأيام 24
البوصلة
التجديد
التصوف
الجديدة 24
الجسور
الحدود المغربية
الحرة
الدار
الرأي المغربية
الرهان
السند
الشرق المغربية
الشمال 24
الصحراء المغربية
الصحيفة
الصويرة نيوز
الفوانيس السينمائية
القصر الكبير 24
القناة
العرائش أنفو
العلم
العمق المغربي
المساء
المسائية العربية
المغرب 24
المنتخب
النخبة
النهار المغربية
الوجدية
اليوم 24
أخبارنا
أخبار الجنوب
أخبار الناظور
أخبار اليوم
أخبار بلادي
أريفينو
أكادير 24
أكورا بريس
أنا الخبر
أنا المغرب
أون مغاربية
أيت ملول
آسفي اليوم
أسيف
اشتوكة بريس
برلمان
بزنسمان
بوابة القصر الكبير
بوابة إقليم الفقيه بن صالح
أزيلال أون لاين
بريس تطوان
بني ملال أون لاين
خنيفرة أون لاين
بوابة إقليم ميدلت
بوابة قصر السوق
بيان اليوم
تازا سيتي
تازة اليوم وغدا
تطاوين
تطوان بلوس
تطوان نيوز
تليكسبريس
تيزبريس
خريبكة أون لاين
دنيابريس
دوزيم
ديموك بريس
رسالة الأمة
رياضة.ما
ريف بوست
زابريس
زنقة 20
سلا كلوب
سوس رياضة
شباب المغرب
شبكة أندلس الإخبارية
شبكة دليل الريف
شبكة أنباء الشمال
شبكة طنجة الإخبارية
شعب بريس
شمال بوست
شمالي
شورى بريس
صحراء بريس
صوت الحرية
صوت بلادي
طنجة 24
طنجة الأدبية
طنجة نيوز
عالم برس
فبراير
قناة المهاجر
كاب 24 تيفي
كشـ24
كود
كوورة بريس
لكم
لكم الرياضة
لوفوت
محمدية بريس
مراكش بريس
مرايا برس
مغارب كم
مغرب سكوب
ميثاق الرابطة
ناظور برس
ناظور سيتي
ناظور24
نبراس الشباب
نون بريس
نيوز24
هبة سوس
هسبريس
هسبريس الرياضية
هوية بريس
وجدة نيوز
وكالة المغرب العربي
موضوع
كاتب
منطقة
Maghress
جبهة القوى الديمقراطية تدعو إلى مناظرة وطنية شاملة حول قطاع الصحة
بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض
الركراكي يلتقي بالصحافيين في سلا
صحافة الشيلي: فوز المغرب على إسبانيا يفجر أولى مفاجآت "مونديال U20"
أمطار رعدية قوية مرتقبة في المغرب
دي كابريو يتصدر شباك السينما بأمريكا الشمالية
الصندوق المغربي للتقاعد يعلن صرف معاشات المتقاعدين الجدد التابعين لقطاع التربية والتعليم
القانون 272 يدفع المصابين بألأمراض المزمنة إلى الهشاشة الاجتماعية
علماء روس يبتكرون أدوية "ذكية" يتحول شكلها داخل الجسم
الخارجية الأمريكية تبرز مؤهلات المغرب ك'قطب استراتيجي' للأعمال والصناعة
برامج شيقة تمزج بين الإبداع والتجديد في الموسم التلفزي الجديد لقناة الأولى
فرع أولاد صالح بإقليم النواصر يُشعِل شعلة العمل الحزبي الحداثي
عام أخير لحكومة "أخنوش".. تحديات وتطلعات وأجندة انتخابية (تحليل)
نشرة إنذارية: زخات رعدية محليا قوية مصحوبة بتساقط للبرد مرتقبة اليوم الاثنين بعدد من مناطق المملكة
مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية
حقوقيون يطالبون المغرب بإنقاذ جاليته العالقة في غزة وسط الحرب والمجاعة
المغرب يعيد رسم قواعد التجارة في معابر بني أنصار وتراخال وسط نزيف استثماري إسباني
وكالة تقنين القنب الهندي تمنح 4004 ترخيص بزيادة قدرها 20 بالمائة
باريس سان جيرمان: ديمبلي يسافر إلى قطر لاستكمال تعافيه
تقديم 21 موقوفا من "جيل Z" بالرباط أمام النيابة العامة غدا الثلاثاء
وجدة تحتفي بالسينما المغاربية والدولية في الدورة 14 للمهرجان الدولي المغاربي للفيلم
المعهد المتخصص في الفندقة و السياحة بالحوزية ضمن المتوجين في الدورة 11 للمعرض الدولي ''كريماي'' للضيافة وفنون الطبخ
العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان تستنكر منع احتجاجات "جيل Z" وتدعو إلى حوار جاد مع الشباب
"رويترز": ترامب سيسعى لدفع مقترح سلام بعيد المنال لغزة في محادثات مع نتنياهو
بنسعيد: الراحل سعيد الجديدي أغنى المكتبة الوطنية بإنتاجات أدبية وصحفية قيمة
مساءلة وزيرة السياحة حول تعثر مشروع تهيئة مضايق تودغى بعد إلغاء طلب عروض بسبب كلفة الأشغال
الذهب يتجاوز عتبة 3800 دولار للأوقية وسط تزايد توقعات خفض الفائدة
الباييس: إسبانيا فرضت رقابة على القواعد الأمريكية على أرضها لمنع نقل شحنات أسلحة إلى إسرائيل
"طريقة الكنغر" تعزز نمو أدمغة الأطفال المبتسرين
تراجع طفيف لأثمان الإنتاج الصناعي
اقتراع سوريا يستبعد "مؤيدي الأسد"
الأردن يحرك ملفات الإخوان المسلمين
محمد وهبي: المنتخب المغربي أحسن استغلال نقاط ضعف نظيره الإسباني
قتيل وجنود محتجزون في احتجاجات بالإكوادور
البرلمان البرتغالي يناقش مقترح الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء
الصين تهدف تحقيق نمو يزيد عن 5 في المائة في صناعة البتروكيماويات خلال 2025-2026
رؤساء جمعيات آباء وأمهات التلاميذ يتدارسون بالجديدة مشاكل المنظومة التربوية وبنية المؤسسات التعليمية
إلياس فيفا يتوج في مدينة البيضاء
عرض "نشرب إذن" ينافس في بغداد
محمدي يجمع الرواية والسيرة والمخطوط في "رحلة الحج على خطى الجد"
التضليل الإلكتروني بمؤامرة جزائرية لخلط الأوراق: مشاهد قديمة تُقدَّم كأحداث راهنة بالمغرب
قمع مفرط في احتجاجات جيل Z بالمغرب.. بين انزلاقات فردية ومسؤولية مؤسساتية
محاولات الاقتراب من جيل z .. زورو يقود الربيع الدائم!
دراسة: الموسيقيون يتحملون الألم بشكل أفضل من غيرهم
بوريطة: تخليد ذكرى 15 قرنا على ميلاد الرسول الأكرم في العالم الإسلامي له وقع خاص بالنسبة للمملكة المغربية
الجدل حول الإرث في المغرب: بين مطالب المجتمع المدني بالمساواة وتمسك المؤسسة الدينية ب"الثوابت"
الرسالة الملكية في المولد النبوي
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
هَكَذًا يَقْضِي اَلْمَغَارِبَةُ شَهْرَ رَمَضَانَ اَلْأَبْرَكَ بِمَسْجِدِ اَلْمُوحِدِينَ بمَدينَة إسن
عبد القادر بطار
نشر في
وجدة نيوز
يوم 07 - 08 - 2012
مَشْرُوعٌ طَمُوحٌ لِلْوَسَطِيةِ
يُشكلُ شَهْرُ رَمَضَانَ الأبْرَكُ بِالنسْبَةِ إِلَى أَفْرَادِ الْجَاليةِ الْمَغْرِبيةِ الْمُقِيمَةِ بِالْخَارِجِ مُنَاسَبَةً دِينيةً عَظيمةً، فِي تَرْسِخِ قِيمِ التَضَامُنِ وَالتكَافُلِ، وَالإقبالِ الْكبيرِ عَلَى فَضَائِلِ الأَعْمَالِ، مَعَ الْحِرْصِ الشدِيدِ عَلَى إِظْهَارِ مَكارِمِ الأَخْلاَقِ، وَمَحَاسِنِ الإِسْلاَمِ فِي بِلادِ الْغَرْبِ.
وَفِي هَذَا الصدَدِ أُشِيرُ إِلَى التجْرِبَةِ الرائِدَةِ التِي يَنْهَجُهَا الإِخْوَةُ فِي مَسْجِدِ الْمُوَحدِينَ بِمدِينةِ إِسنْ (ESSEN) بألمانيا، وَقَدْ شَرُفْتُ رُفْقَةَ فَضِيلَةِ الأُسْتَاذِ إِدْرِيسَ النيةِ وَالشيْخِ إِبْرَاهِيمَ اَلسوسِي بِالإسْهَامِ فِي إِثراءِ الْبَرْنَامَجِ الْعِلْمِي وَالثقَافِي وَالاِجْتِمَاعِي لِهَذَا اَلْمَسْجِدِ اَلْمُبَارَكِ طِيلةَ شَهْرِ رَمَضَانَ المُعَظمِ لِهَذَا الْعَامِ.
وَقَدْ أُسسَ هَذَا الْمَسْجِدُ المُبَارَكُ فِي مَطْلَعِ الثمَانِنياتِ مِنَ القَرْنِ الْمَاضِي، كَمَا أن جَميعَ أعْضَائِهِ مَغَارِبَةٌ، حَسَبَ مَا يَنُص عَليْهِ الِقَانُونُ الأسَاسي لِلْجَمْعِيةِ الْمَغْرِبِيةِ – مَسْجِدُ اَلْمُوَحدِينَ- صَاحِبَةِ اَلْمَشْرُوعِ، وَكَانَ هَذَا الإجْرَاءُ الْقَانُونِي سَبَباً قَوِياً فِي تَحْصِينِ الْمَسْجِدِ مِنْ جَمِيعِ الأفْكَارِ والْمُعْتَقَدَاتِ الْمُتَطَرفَةِ التِي يُرَوجُ لَهَا بَعْضُ الْوَافِدِينَ مِنَ اَلْمَشْرِقِ اَلْعَرَبِي وَالتِي لاَ مَكَانَ لَهَا فِي اَلْقَامُوسِ اَلْمَغْرِبِي.
وَللإشَارَةِ فَإن هَذَا الفَضَاءَ الْجَميلَ الذي تَحولَ مِنْ كَنيسةٍ إِلَى مَسجدٍ، بِفَضْلِ جُهُودِ أفْرَادِ الْجَاليةِ الْمَغْرِبيةِ الْمُقِيمَةِ بِهَذِهِ الْمِنْطَقَةِ، يُعَدُ بٍحَقٍ، وَاحِداً منْ بينِ المَسَاجِدِ الِمَغْرِبيةِ التِي تُحَافِظُ عَلَى النمُوذَجِ المَغْربِي فِي التدَينِ، سَوَاءٌ مِنْ حَيْثُ أَداءُ الشعَائرِ الدينيةِ، أَمْ مِنْ حَيْثُ العَلاقَاتُ الاجْتِمَاعِيةُ التِي تَنْشَأُ دَاِخلَ المسجدِ، أم من حَيْثُ الإقْبَالُ الْكَبِيرُ عَلَى أدَاءِ صَلاَةِ الترَاوِيحِ، أَمْ مِنْ حَيْثُ الِاسْتِمَاعُ إِلَى الدرُوسِ وَالْمُحَاضَرَاتِ وَالنَدَوَاتِ التِي تُلْقَى بِرِحَابِ هَذَا الْمَسْجِدِ الْعَامِرِ.
تَسْهَرُ عَلَى إِدَارَةِ مَسْجِدِ الْمُوَحدِينَ جَمْعِيةٌ مَغْرِبيةٌ تَتَكَونُ مِنْ طَاقَمٍ من أَفْرادِ الْجَاليةِ اَلْمَغْرِبيةِ الْمُنِحَدِرَةِ مِنَ المِنْطَقَةِ الشرْقِيةِ، وَالْمَعْرُوفةِ بِإخْلاَصِهَا وَجِديتهَا وَوَفَائِهَا للثوَابتِ الدينِيةِ التِي مَضَى عَلَيْهَا أَهْلُ الْمَغْرِبِ قَدِيماً وَحَدِيثاً. فَرَئِيسُ الجمعيةِ المغربيةِ – مَسْجِدُ الموحدينَ- السيدُ الحسين أَوْرَاغْ من أبناءِ فَرخانةَ بِإقليمِ
الناظورِ
، يَحْرِصُ بِكل تَفانٍ وإخلاصٍ عَلَى الْحِفَاظِ عَلَى الطابعِ المغْرِبِي فِي أَدَاءِ الشعَائِرِ الدينيةِ وِفْقَ أُصُولِ وَقَوَاعِدِ المذهَبِ اَلْمَالِكِي، وَمُعْتَقَدِ أَهْلِ السنةِ.
جِيلٌ قُرْآنِي فَرِيدٌ
وَأَنْتَ تُؤَدِي صَلاةَ التراويحِ وَرَاءَ الفقيهِ الأجل سَيدِي إِبْرَاهِيمَ السوسِي، إِمَامُ وَخطيبُ مَسْجدِ الْمُوحدينَ، وَهُوَ شَابٌ تَلَقى تَعْلِيمَهُ الشرعيَ بِالمملكةِ المغربيةِ وَتَخَرجَ مِنْ مَعَاهِدِهَا، وَبالضبطِ مِنْ مَدْرَسَةِ الإِمَامِ مَالِكٍ للعلومِ الشرعيةِ بِمدينةِ
الناظورِ
، حَاصِلٌ عَلَى بَاكَالُوريَا التعْلِيمِ الْعَتِيقِ، وَقَدِ اسْتَطَاعَ الشيْخُ إبْرَاهِيمُ السوسِي فِي ظَرْفٍ وَجِيزٍ أَنْ يَنْدَمِجَ بِشَكْلٍ إِيجَابِي فِي الْمُجْتَمَعِ الألْمَانِي، وَأَنْ يَذْهَبَ يَوْمِياً إِلَى الْمَدَارِسِ الألْمَانِيةِ مِنْ أجْلِ تَعَلمِ اللغةِ الألمانيةِ. تَشْعُرُ بِطمأنينةٍ مَا بَعْدَهَا طُمأنينةٌ، وَأنتَ تَقِفُ وَرَاءَهُ فِي صَلاَةِ الترَوِيحِ، وَهُوَ يَتْلُو مَا تَيَسرَ مِنْ كِتَابِ الله عَز وَجَل، وَلاَ يَترككَ تَغْفَلُ لَحْظَةً بِفَضْلِ التنوعِ الذِي يُحْدِثُهُ فِي الأداءِ، فَيَطُوفُ بِكَ وَأنتَ فِي مَسْجِدِ الموحدِينَ مَسَاجِدَ الْعَالَمِ الإِسْلاَمِي، حَتى كَأنكَ تُصَلي وَرَاءَ مَشَاهِيرِ القُراءِ. وَحِينَ يَنتقلُ بِكَ إِلَى الْقِرَاءَةِ الْمغربيةِ الأصِيلةِ تَسْتَحْضِرُ بِكُل إِجلالٍ وَإكبارٍ وَخُشُوعٌ أَنْفَاسَ المُقرئِ الْمَغْرِبِي الشيخِ عبد الرحمن بن موسى وَقِرَاءَتَهُ المغربيةَ التِي كَانَ المغاربةُ يَستيقظونَ عَليهَا كُل صَبَاحٍ، وَمَا يَعْقِبُهَا مٍنْ تَفْسِيرٍ مُسيرٍ للشيخ المكي الناصري رَحِمَهُمَا اللهُ.
ذِكْرٌ وَفِكْرٌ
أَما فِي مَجَالِ الأنشطةِ العلميةِ والتوعيةِ الدينيةِ خِلالَ شَهْرِ رَمَضَانَ الأبركِ، فَفَضْلاً عَنِ اَلدرُوسِ التي تُلْقَى يَوْمِياً بَعْدَ صَلاةِ الْعَصْرِ وَقُبَيْلَ صَلاةِ الْعِشَاءِ، فَقَدِ اِحْتَضَنَ مَسْجِدُ الْموحدينَ نَدْوَةً عِلميةً فِي غَايةِ الأهميةِ، تَنَاوَلَتْ بِالدرْسِ وَالتحليلِ مَوْضُوعَ "أخلاقيات التعامل مع غير المسلمين" أَطرَهَا ثًلةٌ مِنَ الشيوخِ وَالأستاذةِ الأجلاءِ، كَمَا اِحْتَضَنَ الْمَسْجِدُ أنشطةً علميةً أُخْرَى كَانَ لَهَا صَدىً كَبِيرٌ فِي نُفُوسِ أَفْرَادِ الْجالياتِ المسلمةِ. وَهَكَذَا احْتَضَنَ المسجدُ يَوْماً قُرآنياً تَحْتَ عُنْوَانٍ" يَوْمُ الْقُرْآنِ" شَارَكَ فِيهِ كَثيرٌ مِنَ الْقُراءِ بِمُخْتَلِفِ الْمَرَاكِزِ الإِسلاميةِ بِمِنْطَقَةِ دُوسْلْدُورْفْ.
وَبِخُصُوصِ الأنْشِطَةِ الاِجْتِمَاعِيةِ فَإن الإخْوةَ الساهِرِينَ عَلَى مَسْجدِ الْمُوحدِينَ يُوفرُونَ وَجْبَةَ إفطارٍ جَمَاعي يَوْمَيْ الجمعةِ والسبتِ، طِيلةَ شَهِرِ رَمَضَانَ الأبْرَكِ، حَيْثُ يَفِدُ عَلَى الْمَسْجِدِ عَددٌ مُهمٌ مِنْ أَفْرَادِ الْجَاليَاتِ الْمُسْلِمةِ، الذينَ يُشَارِكُونَ الْمَغَارِبَةَ فَرْحَتَهُمْ وَطَعَامَهُمْ وَعَادَاتِهِمْ وَتَقَالِيدَهُمْ التلِيدَةَ.
قِصةُ مَشْرُوعٍ لِلْأَمَلِ
كَانَ مَسْجِدُ الموحدينَ فِي الْأَصْلِ كَنيسةً، وَقَدْ شَاءَ اللهُ سُبْحَانهُ وَتَعَالَى أْن يَتَحولَ إلَى مَسْجِدٍ جَامِعٍ يَوْمَ أُنْشِئَ كَكَنِيسَةٍ، كَمَا جَاء عَلَى لِسَانِ فَضِيلَةِ الأُسْتَاذِ الْعَلامَةُ الدكتور مصطفى بن حمزة حَفِظَهُ اللهُ خِلاَلَ زِيارَتِهِ لَهَذَا الْمَسْجِدِ الْمُبَارَكِ فِي شَهْرِ أبريل 2011. أَجَلْ لَقَدْ تَحَققَ هَذَا الْوَعْدُ الْحق، بِفَضْلِ اللهِ عَز وَجَل، ثُم بِفَضْلِ جُهُودِ بَعضِ أَفْرَادِ الْجَاليةِ المغربيةِ المقيمةِ بِهذهِ المنطقةِ، وَرَغْبَتِهِمْ فِي خَلْقِ فَضَاءٍ لِلْعِبَادَةِ يُوَحدُ صَفهُمْ، وَيجمعُ كَلِمَتِهِمْ فَكَانَ مَسجدَ الموحدينَ.
لَقَدْ حَدثَنِي الحَاج اَلْحُسين أَوْرَاغ، رَئيسُ اَلْجَمْعيةِ اَلْمَغْرِبيةِ التِي تَشْرُفُ عَلَى مَسْجِدِ المُوَحدِينَ بِمَدِينةِ إِسنْ فِي جَلْسَةٍ حَميميةٍ بِحُضُورِ الأسْتاذِ اَلْمُحَامِي بِذَاتِ الْمَدِينَةِ، الشاب عز الدين قريوح، عَنْ قِصةِ اقتناءِ هَذَا الْفَضَاءِ وَتَحْويلِهِ إِلَى مَسْجِدٍ، وَالصعُوبَاتِ التي وَاجَهَتْهُمْ والإِكْرَاهَاتِ المَاليةِ ... وَلكنْ بِفضلِ الْعَزيمةِ وَالجديةِ التي عُرِفَ بِهَا المَغَارِبَةُ اسْتَطَاعَ هَؤُلاءِ الأشَاوِسٌ اقتناءَ هَذَا الْفَضَاءِ وَجَعْلَهُ مَكَاناً يُعبدُ فِيهِ الحَق سبُحانهُ وَتعَالَى. وَالحاج الحسين أوراغ وَهُوَ يَحْكِي قِصةَ اقتناءِ هَذَا الْفَضَاءِ لاَ يَنْسَى جُهُودَ الأستاذِ المحامي الشاب عز الدين قريوح، وَهُوَ بِالمناسبةِ مِنْ أَبناءِ الجيلِ الثالثِ، يِنْحَدِرُ مِنْ مدينة
الناظور
، رَجُلُ قَانُونٍ، خِريجُ الجَامِعَاتِ الألمانيةِ، فَهَذَا الشاب الطمُوحُ يَرْجِعُ إليهِ الْفَضْلُ - حَسَبَ شَهَادَةِ الحاج الحسين أوراغ - فِي اقتناءِ هَذَا الفَضَاءِ الذي شَاءَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ يَتحولَ إلَى مَسْجِدٍ جَاِمعٍ كَمَا سَلَفَ القولُ. فَقَدْ أشَارَ الأستاذُ الْمُحَامِي عَلَى الحاج الحسين بِأَنْ يُوقعَ عَقْدَ الشراءِ، عِلْماً بِأن الجمعيةَ المغربيةَ كَانَتْ لاَ تَتوفرُ سِوَى عَلَى مَبْلَغٍ زَهيدٍ، مُقَارَنَةً مَعَ الْمَبْلَغِ المَالِي الضخمِ الذِي يَجبُ تًوْفِيرَهُ فِي ظَرْفِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً حَتى يَتِم البيعُ بِشَكْلٍ نِهَائي، وَأي تَمَاطُلٍ فِي هَذَا الصددِ تَتَربتُ عَلَيْهِ نَتائجُ لَيْسَتْ فِي صَالِحِ الجمعيةِ المغربيةِ، فَقَالَ الأستاذُ عز الدين قريوح للحاج الحسين أوراغ: وَقعْ الْعَقْدْ وَاللهْ يْفَرجْ. وَهَكَذَا تَم التوقيعُ عَلَى الْعَقْدِ، وَاسْتَطَاعَ الحاج الحسين أوراغ وَإخوتُهُ فِي اَلْجَمْعِيةِ اَلْمَغْرِبيةِ أنْ يُوفرُوا الْمَبْلَغَ الماليَ الْمَطْلُوبَ وَزِيادَةً قَبْلَ انْصِرَامِ الآجَالِ القَانُونِيةِ الْمُحَددةِ.
اَلْوَعْدُ اَلْحَقُ
وَقَبْلَ هَذَا وَذَاكَ فَقَدِ اسْتَطَاعَ الأسْتَاذُ عز الدين قريوح أَنْ يَحْصُلَ عَلَى رُخصةِ تَحْويلِ هَذِهِ الْكنِيسةِ إِلَى مَسْجِدٍ، مَعَ مَا يَتَطَلبُهُ هَذَا الإِجْرَاءُ مِنْ صُعُوبَاتٍ جَمةٍ، وَمَسَاطِرَ قاَنُونيةٍ مُعقدَةٍ. خُصُوصاً عِنْدَمَا يَتعلقُ الأمرُ بِتحويلِ مَكَانٍ مُخصصٍ أَصْلاً لِنشَاطٍ دٍيني كَمَا هُوَ الشأْنُ بِالنسبةِ إلَى الْكَنِيسَةِ، وَلَكِنْ بِفَضْلِ حِنْكَةِ الأُسْتاذِ عز الدين قريوح، وَخِبْرَتِهِ الواسعةِ بِالقانونِ الألماني، وَمُفَاوَضَاتِهِ مَعَ السلطاتِ المحليةِ بِمدينةِ إسن استطاعَ أَنْ يُقنعَهُمْ بِقَانُونيةِ إِقَامَةِ مَسْجِدٍ كَمَكَانٍ لِلْعِبَادَةِ فِي مَكَانٍ هُوَ عِبَارَةٌ عَنْ كَنِيسَةٍ، خُصُوصاً وَاَن القانونَ الألمانيَ كَمَا أَفَادَنِي الأخُ عز الدين قريوح يَتَحَدثُ عَنْ أَمَاكِنِ العبادةِ بِشَكْلٍ عَام، وَهَكَذَا استطاعَ أنْ يُقْنِعَهُمْ بِأَن هَذَا الْفَضَاءَ الذِي هُوَ عِبَارَةٌ عَنْ كَنِيسَةٍ للعِبَادَةِ سَيَظَلُ مُحَافِظاً عَلَى طَابَعِهِ الدينِي، ألاَ وَهُوَ عِبادةُ اللهِ عَز وَجَل، لكن عَلَى الطرِيقَةِ الإسلاميةِ طَبْعاً، وَبَعْدَ مُهْلَةٍ يَسِيرَةٍ مَنَحَتِ السلُطَاتُ المحليةُ بِمدينةِ إسن للأخ عز الدين قريوح رُخْصَةَ إِنْشَاءِ مَسْجِدٍ، وَبِذَلِكَ تَحَققَ اَلْوَعْدُ اَلْحَق كَمَا أَرَادَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
حُضُورُ اَلْمَرْأَةِ فِي اَلْمَشْرُوعِ الإسْلاَمِي
وَالسيِدُ الحَاج الحسين أَوْرَاغْ وَهُوَ يُحَدثُكَ عَنْ قِصةِ اقتناءِ هَذَا الْفَضَاءِ وَتَحْوِيلِهِ إلَى مَسْجِدٍ لاَ يَنْسَى مَوَاقِفِ النسَاءِ اَلْمَغْرِبِياتِ اللوَاتِي أَسْهَمْنَ بِحَظٍ وَافِرٍ فِي اقتناءِ مَسْجِدِ الْمُوحدينَ، حَتَى إِن كَثِيراً مِنْهُن تَصَدقنَ بِحِلهن من أجْلِ تَوْفِيرِ مَسْجِدٍ جَامِعٍ لأفرَادِ الْجَاليةِ المغربيةِ المقيمةِ بِمَدِينَةِ إسن بألمانيا، فَكَانَ مَسْجِدُ الموحدينَ شَاهِداً عَلَى جِهَادِهِن وَتَضْحِيتِهِن، وَبِذَلِك يَتَحَققُ مَبْدَأُ الْمُسَاوَاةُمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ فِي الأَجْرِ وَالثوَابِ مِصْدَاقاً لِقَوْلِهِ تَعَالَى "" {النحل:97}
نَمُوذَجٌ لِلتسَامُحِ الدينِي
وَفِي نِطَاقِ انْفِتَاحِ مَسْجُدِ المُوَحدِينَ عَلَى مُحِيطِهِ الْخَارِجِي فَقَدْ فَكرَ الإِخْوَةُ فِي الْجَمْعِيةِ الْمَغْرِبِيةِ – مَسْجِد الْمُوَحِدينَ- فِي مُبَادَرَةٍ حَمِيدَةٍ تَعْكِسُ رُوحَ الْكَرَمِ الْمَغْرِبِي الأَصِيلِ، وَمَبَادئَ التعَايُشِ السلْمِي مَعَ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ، حَيْثُ سَيتمُ فِي صَبَاحِ عِيدِ الْفِطْرِ المباركِ تَوْزِيعُ نِصْفِ طُنْ مِنَ الحَلَويَاتِ المغربيةِ الأصيلةِ عَلَى الجيرانِ مِنْ غَيْرِ المسلمينَ، تَقْدِيراً لَهُمْ، وَاعْتِرَافاً بِفَضْلِهِمْ، وَاحْتِرَاماً لَهُمْ. وَمِنْ شَأْنِ هَذِهِ الْبَادِرَةِ الإنسانيةِ الطيبةِ التي سَيوَاكبُهَا وَلاَ شَك الإعلامُ الألْمَاني المحَلي أنْ تُسَاهِمَ فِي تَوْطِيدِ الْعَلاَقَاتِ بَيْنَ أَفْرَادِ الْجَاليةِ الْمَغْرِبيةِ وَغَيْرِهِمْ، وَمِن ثَم إِعْطَاءُ صُورةٍ صَادِقَةٍ وَمُشْرِقَةٍ عَنِ الإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِينَ فِي بِلاَدِ الْغَرْبِ بِشَكْلٍ عَامٍ.
شُكْرٌ خَاصٌ
الشكْرُ مَوْصُولٌ لِجَمِيعِ الإخْوَةْ فِي مَسْجِدِ الْموَحدِينَ بِمَدِينَةِ إِسنْ، وَفِي طَلِيعَتِهِمْ الْحَاج الحسين أوراغ رَئيسُ الْجَمْعِيةِ، وَكَذَا الأُسْتَاذ المحامي عز الدين قريوح، وَالأخُ الْفَاضِلُ مُحمَدٌ اَلْبَالِي، وَكَافَة الإخْوَة الذينَ تَعَاقَبُوا عَلَى مَكْتَبِ الْجَمْعِيةِ الْمَغْرِبيةِ - مَسْجِدِ الْمُوحدِينَ، وَمُنْخَرٍطِيهَا ممن يَقُومُونَ بِجُهُودٍ طَيبةٍ مِنْ أَجْلِ تَنظيمِ أَنْشِطَةٍ عِلْميةٍ وَثَقَافِيةٍ وَاجتماعيةٍ مكثفةٍ، تُعْطِي لِهَذَا المسجدِ اَلْعَامِرِ إشْعَاعاً مُتميزاً عَلَى صَعيدِ مِنْطَقَةِ دُوسُلْدُورْفْ كُلهَا، فِي إِطَارِ تَجْسِيدِ مَبْدأ التسَامُحِ الدِينِي الذِي يُعَدُ أهْلُ الْمَغْرِبِ رَوادَهُ الروحِيينَ بامتيازٍ.
الدكتور عبد القادر بطار، أستاذ العقيدة والمذاهب الكلامية بجامعة محمد الأول بوجدة
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
الدعْوَةُ إِلَى الْحُرِيةِ الْجِنْسِيةِ دَعْوَةٌ إِلَى نَجَاسَةِ الْحُرِيةِ ...
الدعْوَةُ إِلَى الْحُرِيةِ الْجِنْسِيةِ دَعْوَةٌ إِلَى نَجَاسَةِ الْحُرِيةِ ...
غاية الحياة في القرآن
مطلوب بناء مسجد في قرطبة
أبلغ عن إشهار غير لائق