فضيحة تهز الحكومة الإسبانية، بعد أن أعلن مسؤولون حكوميون بجزر الكناري اعتقال تسعة أفراد من الحرس المدني الإسباني، شكلوا عصابة مسلحة تهاجم تجار المخدرات المغاربة، وتقوم باعتقالهم وتعذيبهم، وتعمل على بيع المخدرات المحجوزة داخل مدن الأرخبيل الإسباني. وكشفت صحيفة «إلبايس» الإسبانية على موقعها الإلكتروني، أن المسؤولين الحكوميين وقادة في الحرس المدني الإسباني، كشفوا، خلال لقاء صحافي أن عقيدا في الحرس المدني الإسباني وثمانية من عناصر الحرس التابعين له، شكلوا عصابة على شاكلة ما يجري في الأفلام وأطلقوا على أنفسهم اسم «مجموعة السبعة»، مؤكدين على أنها تضم أزيد من21 فردا، من بينهم مغربيان، إذ يعمل أفرادها على ربط اتصالات مع تجار مخدرات مغاربة في شواطئ جنوب المغرب، وعند قدومهم إلى سواحل الجزيرة محملين بالمخدرات، يقومون باعتقالهم والسطو على المخدرات. وسجل المسؤولون الإسبان خلال الندوة، حسب الصحيفة الإسبانية، أن أغلب تجار المخدرات المغاربة، تعرضوا للتعذيب خلال عملية استنطاقهم، غير أن أفراد الحرس المدني المتهمين، يعملون على تزوير محاضر الاستنطاق، حتى يتسنى لهم التصرف في كميات المخدرات، والتي وصلت كمياتها حسب المسؤولين الإسبان إلى أزيد من طن لأغراضهم الشخصية. وأشار مسؤول إسباني إلى أن تفكيك هذه العصابة، جاء بعد عملية سطو على زورق للمخدرات قادم من المغرب، في فبراير الماضي، إذ رسا بالساحل الشمالي لجزيرة فوينتفنتورا في أرخبيل الكناري، وخلال انتظار أصحابه قدوم سيارة لنقل المخدرات حسب الاتفاق، باغتتهم عناصر العصابة بزيها الرسمي، فاعتقلتهم، وشرعت في تعذيبهم داخل سجن تابع للحرس المدني. وأضافت «إلبايس» أن التحقيقات مع عناصر الحرس المدني الإسباني، سجلت أن العقيد الإسباني المتهم وأفراد عصابته، بعد الحصول على معلومات تحت التعذيب من طرف المهربين المغاربة، كانوا يصادرون المخدرات، بمساعدة مدنيين إسبان ومغربيين، يتكفلون بإعادة توزيعها وترويجها دخل مدن الجزيرة الإسبانية، مشيرة إلى أن بعض سكان الجزيرة، وفروا معلومات كافية للمحققين الإسبان حول طريقة عمل العصابة بعد اعتقال عناصرها، إذ كانوا يعاينون العديد من عملياتها الاجرامية في حق المهربين المغاربة، غير أنهم لم تكن لهم الجرأة للكشف عنها أمام المسؤولين، خوفا من انتقام عناصرها منهم. وقالت الصحيفة الإسبانية إن أفراد الحرس المدني سيتابعون أمام القضاء الإسباني بتهم التعذيب والتهديد والاعتقالات غير القانونية والاتجار بالمخدرات والتزوير في الإجراءات والسجلات، وإن الكولونيل «ريكاردو أرانس» مسؤول الحرس المدني في لاس بالماس تمسك، أثناء الندوة الصحافية، بأن العمل إجرامي ولا يستحق المتورطون فيه الإفلات من العقاب، لأنهم لم يقدروا قيمة ارتداء الزي الرسمي ، وأنهم لطخوا شرف الانتماء إلى فرقة الحرس المدني الإسباني. وذكرت الصحيفة الإسبانية أن وزارة الداخلية الإسبانية طالبت من المغرب تعميق البحث حول مهربين مغاربة ينتمون لهذه العصابة.