مثل وزير الداخلية الإسباني، خورخي فرنانديث دياث، أمس، أمام مجلس النواب لتقديم شروحات حول وفاة 11 مهاجرا بشاطئ تارخال، في أعقاب محاولتهم عبور الحدود الفاصلة بين مليلية المحتلة والمغرب. الوزير الإسباني اعترف باستخدام الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، من قبل قوات الأمن الإسباني، بهدف الردع، وليس لتعنيف المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء، على حد تعبيره، مؤكدا أن وسائل مكافحة الشغب المستعملة خضعت لمعايير "التطابق والتناسب" للوقوف في وجه "عنف غير عادي استعملت فيه العصي والحجار ةضد السلطات المغربية" من قبل "مهاجرين شباب رياضيين" حاولوا دخول مليلية السليبة. كما قال المتحدث "إنه لم يسبق للأمن الاسباني أن استعمل هذه الوسائل المشروعة قانونيا، بشكل مباشر ضد المهاجرين . مشددًا على "أن الوسائل المستعملة غير موجهة إلى المهاجرين بشكل مباشر" حيث كان الهدف منها "وضع جدار للردع" بدليل أن العملية تمت من أراضي سبتة و "ليس أبدا من البحر" وعلى بعد 25 مترا من المهاجرين. وأضاف أن "مجموعة صغيرة فقط من المهاجرين مكونة من 23 فردا هي التي تمكنت من الاقتراب إلى الحدود. في غضون ذلك، أوقفت قوات الأمن الاسباني استعمال وسائل مكافحة الشغب، معطيةً أوامر "حازمة" لعناصر الوقاية المدنية لوقف اطلاق الرصاص المطاطي. فيما تمكن آخرون من الوصول إلى شاطئ تارخال وساعدتهم عناصر الوقاية المدنية الاسبانية وسلمتهم إلى السلطات المغربية. أما البقية فلم تستطع الاقتراب لأن "العوامات" التي كانوا يرتدونها أزليت من فوق ظهورهم. المهاجرون ماتوا غرقا بالمغرب، لا بسبب التعنيف فيرنانديث أوضحَ أن " الضحايا الأحد عشر ماتوا بالمغرب وليس باسبانيا. ولا توجد علاقة سبب بين تعامل قوى الأمن والوفاة. ذاهبًا إلى أنَّ الجثث التي ظهرت أخيرا بمياه شاطئ تارخال لقيت حتفها في البداية بالمياه المغربية، وعمليات التشريح كشفت أن سبب الموت يعود إلى الغرق لا إلى التعنيف عنف". رويات مختلفة حول الأرقام وطرق التصدي في وقت تتحدث فيه الحكومة الاسبانية عن حوالي 200 مهاجر حاولوا عبور الخط الحدودي، ذهبت منظمات غير الحكومية إلى ما يقارب 400. كما أن قوات الأمن المغربية تمكنت من القاء القبض على 350 منهم. غموض آخر يلف عدد الضحايا، حيث إن الداخلية تحدث عن وفاة 11 فردا بينما عناصر الوقاية المدنية حددت العدد في 15. ولا تستبعد احتمال ارتفاع الحصيلة. لكن يبقى تعامل قوات الأمن القضية التي اثارت ضجة كبير من طرف 20 منظمة غير حكومية رفعت دعاوى للنيابة العامة لاسبانية للبحث في ملابسات الحادث. أما المهاجرين الذين لا يزالون على قيد الحياة فقد أكدوا أن الوقاية المدنية استخدمت الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لإحداث ثقب في العوامات التي كانوا يحملونها فوق ظهورهم. وشجبوا كيف أن الداخلية الاسبانية اجرأت على القول أن سبب الموت يعود إلى الغرق. توسيع رصيف شاطئ تارخال أكد فيرنانديث أن الحكومة ستشرع في أعمال توسيع رصيف شاطئ تارخال، لأن التوازن بين حماية المهاجرين ومحاولة والتصدي لشبكات الهجرة غير الشرعية ليس "بالامر السهل". وأن " سبتة ومليلية تتوفران على شروط جيواستراتيجية خاصة". إذن فمحاولات العبور ليست "بالأمر الجديد". لكن هذا يمنعنا من القول بأن "الحدود محمية وآمنة" المعارضة تدعوا إلى تحمل المسؤولية السياسية كل قوى المعارضة الاسبانية وبدون استثناء بدت غير راضية على الشروحات المقدمة من طرف وزير الداخلية حيث يرون أنها مليئة بالتناقضات، خاصة تلك المتعلقة بعدد الضحايا، وعدد هؤلاء اللذين حاولوا العبور وكذا تعامل قوات الأمن. ودعت ايضا إلى إقالة المدير العام للأمن الوطني وطلبت من وزارة الداخلية الوقوف عن توجيه الانتقادات للمنظمات الغير الحكومية بسبب موقفها المضاد. كما دعت المتورطين في هذه "المأساة" إلى تحمل مسؤوليتهم السياسية. ويرون أن ماجرى يعترض تماما وما جاء به قانون المهاجر، وأنه قد حان الوقت لإعادة النظر في السياسة الاوربية حول الهجرة.