التحقيق في النصب على مرشحين للهجرة السرية ببليونش

تواصل الضابطة القضائية التابعة للدرك الملكي بالفنيدق، بتنسيق مع النيابة العامة المختصة بتطوان، بحر الأسبوع الجاري، التحقيق والبحث القضائي في ملف النصب على مهاجرين سريين بمنطقة بليونش، وسلبهم مبالغ مالية على أساس نقلهم بواسطة زوارق سريعة نحو الضفة الأخرى، قبل أن يتبين أنهم تعرضوا للنصب في غياب أي زورق أو وجود أشخاص بالمكان الذي تم تحديده من أجل اللقاء داخل الغابة.
وحسب مصادر مطلعة، فقد تمكنت الضابطة القضائية المكلفة بالبحث من تحديد هوية أحد المشتبه في تورطهم في عملية النصب على المهاجرين السريين، كما تتواصل الأبحاث لتحديد باقي أفراد الشبكة الإجرامية التي ادعت قدرتها على تنظيم رحلات للهجرة السرية، وقبضت مبالغ مالية كعربون من المهاجرين السريين، وطلبت منهم سلك طريق بمنطقة غابوية وعرة، على أساس اللقاء بأشخاص آخرين وحملهم بزورق سريع، ليتم بعدها أداء المبلغ الباقي المتفق عليه عند انتهاء العملية.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن إجراءات الاستماع إلى الضحايا من المهاجرين السريين مكنت فرقة البحث من تجميع معطيات في غاية الأهمية حول تعرض المعنيين للنصب والاحتيال، والطريقة التي تم استقطابهم بها، سيما والتجربة التي راكمها الضباط في المجال وتكرار مثل هذه العمليات الإجرامية بسيناريوهات مختلفة، واستغلال رغبة بعض الأشخاص الذين يأتون من مناطق بعيدة وإلحاحهم على الهجرة غير المشروعة دون تقدير عواقبها وخطر نشاط شبكات إجرامية في النصب والاحتيال.
وفي الموضوع نفسه، سبقت إحالة أعضاء شبكة إجرامية على القضاء بالدائرة الاستئنافية بتطوان لتورطهم في النصب والاحتيال على المهاجرين السريين، واحتجازهم بمنطقة واد المرسى وتعنيفهم ومطالبتهم بالاتصال بذويهم وادعاء الوصول إلى الوجهة المطلوبة، كي يتم أداء المبالغ المتفق حولها.
وتواصل السلطات المغربية المكلفة بالمراقبة والدوريات بمنطقة بليونش تنزيل تعليمات محاربة الهجرة السرية، من خلال تكثيف الدوريات المشتركة بأدغال الغابات والمناطق الجبلية، والسعي للعمل وفق تدابير استباقية تمنع تدفق المهاجرين السريين أو هجومهم على السياج الحدودي الوهمي لسبتة المحتلة، ناهيك عن معالجة ملفات النصب والاحتيال المرتبطة بالموضوع، وتفكيك شبكات إجرامية تنشط في المجال وتقديم المتورطين أمام العدالة.