الناس مع الناس، والقط بوحدو: الناس مع الناس، والقط وحده. من أمثال الصغار، يقولونه عندما ينفرد عنهم احدهم، ولا يريد الانضمام إليهم، أو عندما يطردون أحدهم ويريدون إغاظته وإهانته. وبعضهم يزيد على ذلك قوله: ربي يكفس لو سعدو، كفس، طلس، بتشديد الفاء واللام، ومعنى (يكفس)، يقبح، ويكررون، کفس طلس، مرارا، زيادة في الإغاظة، خصوصا إذا كان متكبرا متعجرفا. الناس عند عايشا، وعايشا عند الناس: الناس عند عائشة، وعائشة عند الناس. أمثال النساء. يقال عندما يغيب الشخص عن مكانه، أو يترك عمله فيشغله غيره، وفي نفس الوقت، يقوم هو بعمل أناس آخرين أو يملأ مكانهم. وكلمة (عند) ينطق بما عندنا بفتح العين. الناس ف الناس، وحمو ف النعاس: الناس في الناس، وحمو في النوم. أي إن الناس يشتغلون بشؤونهم وتبادل المصالح فيما بينهم، وحمو لا يلذ له إلا النوم. يقال عندما يكون الناس في شغل شاغل، وينفرد شخص بالنوم أو عدم المبالاة بما حوله، إما لكسله، وإما لغفلته أو بلهه. الناس ف الناس، وعايشا ف نتيف الراس: الناس في الناس، وعائشة في نتف شعرها. أي عندما تكون النساء منغمسات في مصالحهن وأشغالهن، أو في تعارفهن والتسليم على بعضهن، تكون عائشة مشتغلة بنتف شعرها. يقال عندما تشذ امرأة عن الجماعة، وتشتغل إما بشيء تافه، وإما بتزيين نفسها، لتظهر جميلة، وهي لا حظ لها في الجمال، وبعضهم يبدل كلمة عايشة بكلمة حليمة . الناس ف الغرفا، وعايشا ف نتيف الرفا: الناس في الغرفة، وعائشة في نتف شعرها. هذا المثل كالذي قبله، والرفا، بضم الراء المشددة وتشديد الفاء، هي الشعر المنفوش المتجعد، أي عندما تكون النساء متزينات مجتمعات في الغرفة، التي هي حجرة الأفراح والحفلات، تكون عائشة ما تزال تسرح شعرها. يقال في المرأة المهملة البسيطة المتثاقلة، التي لا تحسن تدبير شؤونها ولا إصلاح حالها. وقد يقال في المرأة الحرجة الشرسة الكثيرة الخصام مع غيرها، حتى لا يكاد يبقى لها وقت لمشاركة الناس في نشاطهم وأفراحهم. الناس، فيهم الراجل ونص، ونص راجل، والخسارا: الناس فيهم الرجل ونصف، ونصف الرجل، والخسارة. فالرجل ونصف هو العارف الذي يستشير من هم أعرف منه. ونصف الرجل هو العارف الذي يعتز برأيه ولا يستشير غيره. والخسارة هو من عدا هذين. يقال للحض على الاستشارة واكتساب المعرفة والاستفادة من تجارب الناس ومعلوماتهم. نبقى نبقى، ونتفكر الشمتا: الشمتا، هي الخديعة. أي إني، وإن كنت أبقى مدة لاهيا، فإنني من حين لآخر أتذكر من غربي وخدعني، فأتأسف وأستاء. يقوله من يضع الثقة في شخص فيغره ويخدعه ويخونه، وتمر الأيام فلا ينسى ذلك، بل يذكره من حين لآخر، فيمتلئ قلبه غيظا وحنقا. العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية (الجزء الرابع) للمؤلف: محمد داود تحقيق: حسناء محمد داود منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...