أثار مشهد غنائي راقص قدمته إحدى المغنيات الشعبية خلال حفل نهاية الموسم الدراسي، بإحدى المؤسسات التعليمية بمنطقة درب السلطان في الدارالبيضاء، موجة غضب واستياء وسط أولياء الأمور وعدد من الفاعلين التربويين، بعدما وصف العرض بأنه "خادش للحياء" ولا يليق بمقام تلاميذ المؤسسات التعليمية. وقد تضمن الحفل، الذي نظم للاحتفال بتميز التلاميذ، فقرة فنية أدتها مغنية شعبية رافقتها رقصات وصفت ب"غير لائقة"، واعتبرها الحاضرون "مخجلة" بالنظر إلى الفئة العمرية للتلاميذ وبحكم حضور آبائهم وأمهاتهم وأطر تربوية. ووفق شهادات بعض الآباء، فقد جاءت الفقرة "بعيدة كل البعد عن الأهداف التربوية المنتظرة من مثل هذه الأنشطة"، معتبرين أن ما جرى "يسيء لصورة المدرسة العمومية ويضرب في العمق القيم الأخلاقية التي يفترض أن تنمى داخل المؤسسة التعليمية". من جهتها، عبرت فعاليات تربوية محلية عن صدمتها إزاء مضمون العرض، معتبرة أن "الانفتاح الثقافي لا يجب أن يكون على حساب القيم التربوية"، مشددة على أهمية "تقنين مضامين الأنشطة الفنية والتربوية في الوسط المدرسي وضمان ملاءمتها لخصوصية السياق". ولم تصدر لحدود الساعة أي توضيحات رسمية من إدارة المؤسسة المعنية أو من المديرية الإقليمية للتعليم بشأن الواقعة. وتعيد هذه الحادثة إلى الواجهة النقاش حول معايير اختيار فقرات الأنشطة المدرسية، وضرورة إشراك الأطر التربوية في تقييمها مسبقا، بما يضمن بيئة تعليمية تحفظ كرامة المتعلمين وتنسجم مع الرسالة التربوية للمدرسة المغربية.