تعيش مدينة تازة على وقع صدمة إنسانية جديدة، بطلتها الشابة إيمان التي تحولت قصتها إلى قضية رأي عام، بعدما تعرضت لاعتداء وحشي من طرف طليقها في الشارع العام، خلحف لها جروحا غائرة وتشوهات خطيرة في الوجه واليد. حادث مأساوي يعيد إلى الواجهة النقاش حول زواج الضحية من مغتصبها، والعنف الموجه ضد النساء، وضعف آليات الحماية والإنصاف في المغرب. من ضحية اغتصاب إلى زواج قسري لم تبدأ قصة إيمان مع الاعتداء الأخير. فهي ضحية اغتصاب نتج عنه حمل، لتجد نفسها أمام مأزق اجتماعي وقانوني انتهى بإجبارها على الزواج من مغتصبها، بدعوى "تحمله لمسؤولية تربية الطفل". هكذا تحولت الضحية إلى زوجة مقهورة، عانت لسنوات من العنف اللفظي والجسدي، قبل أن تلجأ إلى الطلاق. غير أن الانفصال لم يضع حدا لمعاناتها، إذ عاد المعتدي بعد أشهر قليلة لينتقم منها بتشويه وجهها وتمزيق جسدها بسلاح أبيض. صرخة حقوقية في وجه القوانين الجائرة لم تكتف الهيئات النسائية والحقوقية التي أطلقت نداء عاجلا لإنقاذ الضحية بالمطالبة بالتكفل الطبي والنفسي والقانوني بها، بل شددت على أن المأساة تكشف هشاشة المنظومة القانونية التي ما زالت تسمح بزواج الضحية من جلادها. هذا القانون، بحسب الحقوقيين، لا يمثل سوى "شرعنة للعنف" و"ظلما مضاعفا"، إذ يحول الزواج إلى غطاء للإفلات من العقاب بدل أن يكون وسيلة للحماية والعدالة. مطلب العدالة والإنصاف وركزت النداءات على ضرورة: التكفل الطبي الفوري بإيمان على يد مختصين في جراحة التجميل، قبل أن تلتئم الجروح ويصعب علاجها. وتوفير الدعم النفسي للتخفيف من الصدمات العميقة التي خلفتها الاعتداءات المتكررة.وكذا ضمان محاكمة عادلة للجاني، بما يتناسب مع فداحة الجريمة.وحماية الضحية من أي تهديدات مستقبلية.كما أن قضية تتجاوز الفردي إلى المجتمعي إن إيمان اليوم ليست فقط ضحية اعتداء فردي، بل عنوان لقضية أعمق تتعلق بموقع النساء في المجتمع المغربي، وبكيفية تعامل القانون مع قضايا الاغتصاب والعنف الزوجي. فالقضية تضع السلطات أمام اختبار حقيقي: إما الانحياز لحق النساء في الكرامة والحماية، أو تركهن رهائن لقوانين وممارسات تزيد من هشاشتهن. صرخة ضد الإفلات من العقاب وفجرت القضية موجة تضامن واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، عبر هاشتاغات:#العدالة_لإيمان #أنقذوا_إيمان #JusticePourImane #JusticeForImane #StopViolenceAgainstWomen. وهي دعوات لا تنحصر في إنقاذ ضحية واحدة، بل تتطلع إلى إصلاح شامل يحول دون تكرار مثل هذه المآسي. وتقف إيمان اليوم، التي فقدت وجهها وطمأنينتها، رمزا لنساء كثيرات يعشن في صمت تحت وطأة العنف.