استفحلت بشكل ملفت للنظر ظاهرة جمع الأزبال من قبل مجموعة من الأطفال الذين يظلون يسوقون العربات المجرورة بواسطة الدواب وسط الأحياء والأزقة بمدينة آسفي حيث يقومون بالتنقيب عن بقايا قشور الخضر والفواكه قصد اعطائها ككلإ للماشية والأبقار أو بيعها إلى بعض "الكسابة"، وينهض هؤلاء الأطفال في الصباح الباكر في تسابق مع شاحنات جمع الأزبال، وذلك حتى يتسنى لهم إفراغ الحاويات مما تيسر من الأزبال قبل أن يحل عمال النظافة . وتشكل هذه الظاهرة خطورة كبيرة على صحة المواطنين بالدرجة الأولى ذلك أن عمليات البحث والتنقيب وسط القادورات والأزبال التي يقوم بها هؤلاء " الميخالة" لا تستثني أي مكون من المكونات المتواجدة وسط الحاوية خصوصا منها المواد الكيمياوية الخطيرة والتي تكون مختلطة مع قشور الخضر والفواكه وعلى الخصوص بقايا الأدوية والعوازل الطبية والحقن والضمادات إلى غير ذلك من هذه المواد التي تشكل خطرا محدقا على صحة المواطن وعلى الحيوان الذي سينقل إليه الكلأ.ويبقى المواطن معرضا للعديد من الأخطار التي قد تحدق به في أي وقت من الأوقات من خلال استهلاكه للحوم الحيوانات التي تتناول هذه الأزبال وأيضا شربه للبنها وحليبها وكافة ما يستخرج منها من مواد غذائية ، إذ أن العديد من الماشية والأبقار التي تذبح ويستهلكها المواطن تعيش بالمناطق الهامشية التابعة لإقليم آسفي والتي معظمها تتغذى من هذه الأزبال المختلطة بالمواد الكيماوية الخطيرة مما سيسبب لا محالة للمستهلك أمراضا خطيرة تظهر عواقبها مع مرور الوقت.ولم يقف الأمرعند الأمراض الخطيرة التي قد يسببها هؤلاء " الميخالة " للمواطن عن طريق نقلهم للكلإ المختلط بالمواد الكيمياوية للحيوانات ، بل إن ظاهرة جمع هذه الأزبال تؤثر بشكل ملحوظ على البيئة من خلال بقايا الأزبال التي ترمي بها هذه العربات وسط الشوارع والتي تشوه البيئة الحضرية وتؤدي إلى انتشار الأوبئة في صفوف المارة علاوة على الإزدحام الذي تخلقه وسط الشوارع والأزقة والذي يؤثر على سائقي السيارات وراكبي الدراجات ، كما ان أغلب سائقي هذه العربات يتصفون بسلوكات قبيحة يصعب معها على المرء مناقشتهم وتنبيههم الى خطورة الأفعال التي يقومون بها .ويكون في غالب الأحيان وراء عمليات جمع الأزبال أطفال قاصرين يسوقون العربات في وضعيات مختلفة قد تسبب في وقوع الحوادث ويساهمون في عرقلة حركة السير وسط المدينة، كما أنهم فور انتهائهم من التنقيب عن الأزبال بالحاويات يقومون برمي هذه الأخيرة وسط الشارع بحيث يتسرب ما بداخلها مما يجعلها محط تجمع الكلاب الضالة والقطط وتؤثر بشكل ملحوظ عن المظهر البيئي للمدينة ، كما أن أغلب العربات اثناء مرورها بالشوارع ترمي بعصارة الأزبال وسطها مما يترك رائحة جد كريهة تساهم هي الأخرى في المس بالصحة العمومية للمواطنين وبالبيئة بشكل عام . وحسب شهادات العديد من المواطنين فإن استفحال هذه الظاهرة يعود الى غياب المراقبة وعدم تحمل السلطات المحلية مسؤوليتها وذلك بتدخلها والضرب على أيدي هؤلاء " الميخالة " الذين يظلون يجوبون الشوارع والأزقة في تحد سافر لكل القوانين وأمام أعين رجال السلطة ، كما أن مكتب حفظ الصحة يتحمل هو الآخر جزءا من المسؤولية وذلك بالتقصير في عملية تشديد المراقبة على بائعي اللحوم الذين يلجأ بعضهم الى الذبائح السرية وبالخصوص بالأسواق الأسبوعية لكون بعض من الماشية التي تذبح تتناول هذه المواد الخطيرة والمعدية والتي قد تصيب الإنسان بمكروه بصفته مستهلكا لهذه اللحوم الملوثة.
