مِن نَكَدِ الدنيا على الثقافة أن تتحول أغلب مكتبات المدينة إلى مقاهي أومحلات تجارية ولتتأكد اسأل خبيرا عن مكتبة المسيرة والوفاء والعقاد والترمذي ودارالثقافة الجديدة ... واللائحة طويلة. وَمِن نَكَدِ الدنيا على الثقافة أن يقتنع الشباب بمشقة الأنفس ارتياد دور الثقافة وعندما يدقون الأبواب يجدونها موصدة وخلفها حاجب يطلب بطاقة الدعوة.ويضرب المثقفون لهؤلاء أبشع مثل في الزبونية والمحسوبية.فكيف سيصدقونهم في كتبهم المدرسية؟ وَمِن نَكَدِ الدنيا على الثقافة عندما يتمسح المثقف بأعتاب السلطة وذيول المال رغبة في إحياء ذكرى راحل، أوتكريم عزيز، أوتنظيم ندوة... وَمِن نَكَدِ الدنيا على الثقافة عندما يطعم العالِمَ الجاهلُ طمعا في صكوك الغفران. وَمِن نَكَدِ الدنيا على الثقافة عندما يتمرغ المثقف من أجل منصب أوحظوة... وَمِن نَكَدِ الدنيا على الثقافة أن تجد في كل ندوة أومؤتمر أو...الوجوه ذاتها،وكأنها لايوجد في العالم سواها. وَمِن نَكَدِ الدنيا على الثقافة عندما يصل المثقف الحقيقي إلى نتيجة فظيعة وهي أن الجهل أصبح خيرا من العلم.ونتذكر هنا قاضينا العلامة أبي الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني عندما قال: وَلَمْ أبتذلَ في خِدْمةِ اَلعِلْمِ مُهْجَتِي لأخْدِمَ مَنْ لاقَيْتَ لَكِنْ لأخْدَما أَأَشْقَى بِهِ غَرْسًا وَأَجْنِيهِ ذِلَّة إِذًا فَاتَباعُ الجَهْلِ قَدْ كانَ أَسْلَمَا وجدة 25 محرم 1432/ 31 دجنبر 2010