بعد مرور أيام قليلة من الحريق الذي شهده سوق القرب بني مكادة، والذي أثار تساؤلات حول تأثير الربط الكهربائي غير القانوني في وقوع مثل هذه الحوادث، عادت الأنظار لتتوجه إلى سوق كاساباراطا، الذي يواجه بدوره مخاطر أكبر في ظل استمرار ممارسات مماثلة؛ ففي ظل غياب رقابة والزجر، أصبحت سرقة الكهرباء والاعتماد على وصلات عشوائية واقعا يوميا داخل هذا الفضاء، وهو ما يفاقم الضغوط على الشبكة الكهربائية ويجعل وقوع حريق مدمر مسألة وقت فقط. داخل سوق كاساباراطا، الذي يلجه آلاف المواطنين بشكل يومي، تنتشر الأسلاك الكهربائية بشكل عشوائي، حيث يعمد العديد من التجار إلى ربط محلاتهم مباشرة بالشبكة العمومية بطرق غير مؤمنة، بعضها مثبت بأساليب بدائية تفتقر لأدنى معايير السلامة، بشكل يزيد من احتمالية وقوع تماس كهربائي قد يؤدي إلى كارثة. ففي أكثر من مناسبة، كانت هذه العشوائية سببا في اندلاع حرائق، كما حدث مؤخرا حين اندلع حريق محدود بأحد المحلات المغلقة ليلا بسبب انفجار بطارية هاتف، لكن التدخل السريع لبعض الشباب حال دون تحول الحادث إلى كارثة. ورغم أن هذا الحريق لم يتسبب في خسائر كبيرة، إلا أنه أعاد تسليط الضوء على هشاشة البنية التحتية الكهربائية داخل السوق، خاصة أن حرائق مماثلة سبق أن نشبت في السنوات الأخيرة، وكان بعضها قاب قوسين أو أدنى من التسبب في خسائر كارثية. إلى جانب مخاطر الكهرباء، يفاقم انتشار الباعة المتجولين وضيق الممرات من صعوبة التدخل عند الطوارئ، إذ تعيق هذه العشوائية وصول عناصر الوقاية المدنية بسرعة في حال اندلاع حريق، كما أن غياب الإنارة العمومية ليلا داخل السوق يجعل الوضع أكثر خطورة، حيث تظل المسالك الداخلية في ظلام دامس، مما قد يؤخر اكتشاف أي حريق في مراحله الأولى ويزيد من حجم الخسائر المحتملة.
واعتبر عدد من المتتبعين للشأن المحلي أن الحريق الذي شهدته بني مكادة كان بمثابة إنذار جديد لما قد يحدث في كاساباراطا، حيث تتشابه الظروف وتظل الأسباب المحتملة للحوادث قائمة، إذ يستوجب استمرار هذا الوضع تدخلا عاجلا لضبط استخدام الكهرباء داخل السوق، وفرض رقابة صارمة على عمليات الربط العشوائي، إلى جانب إعادة تأهيل البنية التحتية الكهربائية بطريقة تضمن سلامة التجار والزبائن. كما أن تحسين الإنارة العمومية وتعزيز معايير السلامة يمثل ضرورة ملحة للحد من المخاطر المتزايدة؛ ففي ظل غياب هذه التدابير، يبقى سوق كاساباراطا مهددا بكارثة وشيكة قد تكون أكثر فداحة مما شهده سوق بني مكادة.