لم يعد خافيا أن المدعو هشام جيراندو قد تحول إلى بوق مأجور يوظَّف لتنفيذ حملة مغرضة تستهدف تقويض المؤسسات المغربية والمس بالاستقرار الوطني. فالرجل الذي يدّعي امتلاك الحقيقة المطلقة، لا يتورع عن بث الأكاذيب وترويج المغالطات عبر منصات التواصل الاجتماعي، في تناغم مريب مع الحملة العدائية التي يقودها النظام الجزائري وأذرعه الإعلامية. والمثير في خرجاته الأخيرة أنه لم يعد يكتفي بالتشكيك في المؤسسات، بل تجاوز ذلك إلى محاولة التحريض ضد الأمن القومي وزرع الفتنة بين المغاربة، وهو سلوك يكشف عن طبيعة الأجندة التي يخدمها وعن الجهات التي تقف وراءه. من يتابع خرجات جيراندو يلاحظ بوضوح أنها ليست سوى نسخة مكررة من خطاب أبواق معروفة بعدائها للمغرب، سواء تلك التي تتحرك بدافع أيديولوجي أو التي ترتهن لأموال النفط والغاز في الجارة الشرقية. فالرجل يتعمد تجاهل كل الحقائق والإنجازات، ويركز على ترويج صورة قاتمة للمغرب، مستخدمًا أسلوب الإثارة والمبالغة لتشويه سمعة المؤسسات والتشكيك في المسار الإصلاحي الذي تبنته المملكة. بل إن افتراءاته الأخيرة تجاوزت كل الحدود، بعدما بدأ في الترويج لمعطيات زائفة من شأنها تهديد السلم الاجتماعي، وهو ما يطرح تساؤلات جدية حول دوافعه الحقيقية ومن يحرك خيوطه من وراء الستار. ولا يمكن النظر إلى تحركات جيراندو بمعزل عن الحملة الإعلامية الممنهجة التي يقودها النظام الجزائري ضد المغرب. فهذا النظام، الذي يعيش أزمات داخلية خانقة ويفتقر إلى أي شرعية شعبية، جعل من مهاجمة المملكة استراتيجيته الوحيدة لصرف الأنظار عن فشله الذريع في إدارة شؤونه الداخلية. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، لم يتردد في توظيف مرتزقة إعلاميين من أمثال جيراندو، ممن لا يملكون أي رصيد أخلاقي أو مهني، ومستعدون لبيع مواقفهم لمن يدفع أكثر. ما يفضح أكثر طبيعة الدور القذر الذي يلعبه هذا الشخص هو محاولته تقديم نفسه كصوت "معارض"، في حين أن كل ما يقوم به لا يمت بصلة لأي معارضة حقيقية، بل هو مجرد بروباغندا رخيصة تتماشى مع توجهات معروفة بعدائها للمغرب. فالمعارضة تعني النقد البناء والموضوعية، لا التحريض على الفوضى وترويج المغالطات. كما أن الشخص الذي يدّعي الدفاع عن حرية التعبير، لا يتردد في استخدام منصاته لسب وشتم كل من يخالفه الرأي، في دلالة واضحة على زيف الشعارات التي يرفعها. إن المغرب اليوم ماضٍ بثبات في مساره التنموي والدبلوماسي، رغم كل محاولات التشويش التي تقوم بها أطراف مأجورة من الداخل والخارج. وهذه الحملة المغرضة، التي يقودها جيراندو وأمثاله، لن تؤثر في وعي المغاربة الذين يدركون جيدًا خلفيات هذه التحركات المشبوهة وأهدافها الحقيقية. فمثل هذه الأبواق، التي باعت ضمائرها وارتهنت لأجندات خارجية، لا تستحق سوى الازدراء، لأنها ليست سوى أدوات رخيصة في حرب إعلامية قذرة لن تحقق غاياتها