مع حلول المساء، يتحول شارع المكسيك في طنجة إلى ممر خانق يعج بالراجلين والعربات في آن، وسط مشهد يختلط فيه النشاط التجاري الكثيف بالحركة المرورية في فضاء ضيق لا يتجاوز عرضه بضعة أمتار. الشارع يتفرع شمالا عن شارع إنجلترا، الذي يربط بين ساحة بئر أنزران وحي إيبيريا، ويستخدم كمنفذ جانبي يشهد ضغطا متزايدا في فترات الذروة، حيث يتقاطع عبور السيارات مع كثافة المتسوقين، ما يتسبب في اختناقات متكررة تمتد من ساعات ما بعد الزوال حتى منتصف الليل. ورغم محدودية بنيته وعدم ملاءمته لتدفق مزدوج للمشاة والعربات، لا يزال الشارع مفتوحا أمام المرور دون ضوابط زمنية أو تنظيم خاص، في غياب تدابير مرورية تتلاءم مع طبيعته التجارية والاكتظاظ اليومي الذي يعرفه. وتتزايد الدعوات لتقييد الولوج إلى الشارع في أوقات الذروة، من خلال منع مرور العربات مساء أو تحويله إلى ممر راجل مؤقتا خلال الفترات الحساسة. فيما يعتبر عدد من التجار أن الفوضى المرورية تضعف نشاطهم وتعيق راحة الزبائن. بالمقابل، يرى آخرون أن أي تقييد غير منسق قد ينقل الازدحام إلى أزقة موازية ويؤثر على حركة التموين، ما يستدعي حلولا وسطى تراعي طبيعة الشارع، مثل اعتماد اتجاه واحد أو تخصيص مسار محدود للعربات في أوقات محددة. في غياب قرار حاسم، يبقى شارع المكسيك نموذجا حضريا يراوح بين كثافة النشاط وتضارب الوظائف، في انتظار تدخل يعيد التوازن إلى واحد من أكثر فضاءات طنجة ازدحاما