عاد النقاش مجددا حول مشروع النفق السككي الذي يفترض أن يربط مدينة طنجة بالمغرب بإسبانيا عبر مضيق جبل طارق، وهو مشروع ضخم ظل مطروحا منذ سبعينيات القرن الماضي بوصفه جسرا استراتيجيا بين أوروبا وإفريقيا. أفادت صحيفة يورويكلي نيوز في تقرير نشر أمس الخميس أن الدراسات التقنية الخاصة بالنفق تحت المضيق استؤنفت بعد توقف دام سنوات، وسط توقعات بأن يشكل المشروع نقلة نوعية في حركة التنقل والتجارة عبر ضفتي المتوسط. - إعلان - ويرى خبراء أن الربط السككي قد يحول طنجة إلى محور رئيسي للبنية التحتية العابرة للقارات، على غرار نفق المانش الذي يصل فرنسا ببريطانيا. ويستند هذا الطرح إلى الموقع الاستراتيجي للمدينة، إضافة إلى توفرها على ميناء طنجة المتوسط المصنف من بين أكبر الموانئ الإفريقية. أشار تقرير لموقع الجزيرة إلى أن المشروع ظل حبيس التعقيدات التقنية والتمويلية، إلا أن عودته إلى طاولة النقاش بين مدريد والرباط تأتي في سياق تقارب سياسي واقتصادي بين البلدين. يتوقع الخبراء أن يعزز النفق من جاذبية طنجة الاستثمارية والسياحية، ويسهل حركة البضائع والمسافرين، غير أن التحديات ما تزال قائمة، سواء على المستوى الهندسي بالنظر إلى عمق المضيق وطبيعة تربته، أو على المستوى المالي باعتبار أن الكلفة قد تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات. يبقى إنجاز المشروع رهينا بشراكات مغربية أوروبية واسعة، مع مراعاة الانعكاسات البيئية والجيوسياسية، ما يجعل عودته إلى الواجهة مؤشرا على إمكانية تحول حلم قديم إلى ورش استراتيجي للمنطقة.