على سطح خزان سد وادي الرمل قرب ميناء طنجة المتوسط، تنتشر ألواح شمسية فوق منصات عائمة، في مشروع يعد الأول من نوعه بهذا الحجم في المملكة، يجمع بين إنتاج الكهرباء النظيفة وحماية الموارد المائية في مواجهة الجفاف. المحطة الجديدة، التي تصل طاقتها إلى نحو 13 ميغاواط، وُضعت لخدمة حاجيات مجمع ميناء طنجة المتوسط، أحد أكبر الموانئ في إفريقيا، في خطوة تترجم رهان المغرب على جعل الميناء منصة خضراء تراعي المعايير البيئية. - إعلان - ويمتد المشروع على مساحة عشرة هكتارات، ويضم ما يقارب 22,624 لوحة شمسية مثبتة على 404 دعامات عائمة. هذه البنية تتيح تقليل التبخر من سطح المياه بفعل أشعة الشمس، مع ضمان استقرار المنصات رغم تقلبات مستوى الخزان الذي قد يبلغ ارتفاعه 44 مترا. بالنسبة للسلطات، يشكل هذا الإنجاز امتدادا للاستراتيجية الوطنية في مجال الطاقات المتجددة، والتي تراهن على رفع حصة المصادر النظيفة إلى أكثر من نصف المزيج الطاقي في أفق 2030. كما يعكس طموح الرباط لتقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز أمنها الطاقي في ظرفية مناخية صعبة. ويرى خبراء أن تقنية الألواح العائمة تمنح المغرب إضافة مزدوجة: فهي تنتج الكهرباء من مورد متجدد، وتساهم في صون المخزون المائي الذي يتهدده الجفاف. هذا البعد المائي يجعل المشروع مختلفا عن محطات الطاقة الشمسية التقليدية التي أطلقت في ورزازات أو ميدلت. ومع دخول المحطة الخدمة بحلول نهاية صيف 2025، يأمل المشرفون أن يشكل المشروع مرجعا لتجارب مماثلة في مناطق أخرى، حيث تتقاطع رهانات الأمن المائي والانتقال الطاقي في بلد جعل من الاستدامة أولوية استراتيجية.