اكد ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين في الخارج ان المغرب يستعد لتفعيل مسار دبلوماسي جديد مع دول امريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي عقب اعتماد مجلس الامن القرار 2797 الداعي الى إطلاق مفاوضات جدية وبدون شروط مسبقة على اساس مبادرة الحكم الذاتي. وخلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارة الخارجية برسم سنة 2026 امام لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الاسلامية وشؤون الهجرة بمجلس النواب، اوضح بوريطة ان بلاده ستعمل على حث دول المنطقة على الانخراط في الدينامية المتواصلة التي تعرفها قضية الصحراء المغربية على المستوى الدولي، مشيرا الى إعداد اجندة ترمي الى دعم مواقف اكثر وضوحا وبناء تجاه المقترح المغربي. واشار المسؤول الحكومي الى ان الزيارات المتبادلة والمشاورات الدبلوماسية خلال الاشهر الماضية ساهمت في تقوية العلاقات مع دول امريكا اللاتينية، مذكرا بلقائه عددا من نظرائه على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للامم المتحدة، وتمثيله العاهل المغربي في حفل تنصيب رئيس الاكوادور في ماي الماضي. واضاف بوريطة ان افتتاح سفارة الاكوادور في الرباط جاء تتويجا لقرار كيتو سنة 2024 بقطع كل صلة مع الكيان الانفصالي، مبرزا ان وزيرة خارجية الاكوادور جددت خلال زيارتها الاخيرة دعم بلادها لمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الاساس الواقعي والجاد لتسوية نهائية للنزاع. وفي السياق ذاته، جرت مباحثات بالرباط مع وزير خارجية بنما عقب قرار بلاده في نونبر 2024 سحب اعترافها بالكيان الوهمي. واوضح بوريطة ان هذه الزيارة اسفرت عن تجديد دعم بنما لمبادرة الحكم الذاتي والتوقيع على خارطة طريق للتعاون للفترة 2025-2027. كما استعرض بوريطة نتائج زيارة وزير خارجية باراغواي في اكتوبر الماضي، حيث عبرت اسونسيون عن رغبتها في تعميق الشراكة مع المغرب، معلنة عزمها فتح قنصلية عامة في الداخلة قريبا، مشيرا الى ان البلدين يتقاسمان فرص تعاون واسعة بحكم موقع باراغواي داخل تكتل ميركوسور. وفي الاتجاه نفسه، اكد وزير خارجية غواتيمالا خلال زيارته الى المغرب ان بلاده ترى في مبادرة الحكم الذاتي الحل الوحيد الجاد والموثوق للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، فيما جدد نائب رئيس السلفادور دعم بلاده للوحدة الترابية للمملكة على هامش اعمال الدورة الثانية من المشاورات السياسية الثنائية. وعلى مستوى منطقة الكاريبي، شدد بوريطة على ان الحضور الفاعل للدبلوماسية المغربية في السنوات الاخيرة ساهم في تحصين مكتسبات مهمة وتعزيز الدعم لمغربية الصحراء وتوسيع اطر التعاون جنوب جنوب، في ظل دينامية دبلوماسية وصفها بالإيجابية خلال سنة 2025. واكد الوزير ان المملكة حريصة على تطوير شراكات استراتيجية مع دول امريكا اللاتينية والكاريبي في مجالات متنوعة وتعزيز حضورها السياسي والاقتصادي في المنطقة.