عززت مدينة طنجة موقعها الاستراتيجي على خارطة الاقتصاد القاري، بانتزاعها المركز التاسع ضمن قائمة "أكثر المدن جاذبية للاستثمار في إفريقيا" لعام 2025، وذلك وفق أحدث تقرير نشرته منصة "بيزنس إنسايدر أفريكا". واستندت المنصة الاقتصادية الدولية في تقريرها إلى حزمة من المؤشرات الدقيقة التي رجحت كفة "عروس الشمال"، وفي مقدمتها التحول الهيكلي الذي شهدته المدينة من مجرد نقطة عبور سياحية إلى مركز ثقل صناعي ولوجستي عالمي. وركز الخبراء بشكل خاص على الدور المحوري لمركب "طنجة المتوسط"، الذي لم يعد يصنف فقط كأكبر ميناء في إفريقيا، بل كمنصة ربط استراتيجي تضمن سلاسة سلاسل التوريد بين القارتين الإفريقية والأوروبية. وشهدت القائمة هيمنة مغربية لافتة، حيث حلت العاصمة الرباط في المركز الخامس، متبوعة بالقطب المالي الدارالبيضاء في المركز السابع، ثم طنجة تاسعة. وعلى الصعيد القاري، انتزعت مدينة كيب تاون (جنوب إفريقيا) صدارة التصنيف، تلتها القاهرة (مصر) ثانية، ثم جوهانسبرغ (جنوب إفريقيا) ثالثة، وضمت القائمة أيضا مدن لاغوس (نيجيريا)، وكيغالي (رواندا). وأشارت المنصة إلى أن دخول طنجة نادي العشرة الكبار يعزى إلى جاذبية منظومة الأعمال المحلية، حيث نجحت المدينة في توطين صناعات دقيقة ذات قيمة مضافة عالية، لا سيما في قطاعي السيارات والطيران، مستفيدة من بنيات تحتية حديثة وشبكة مواصلات متطورة تشمل القطار فائق السرعة "البراق". ويأتي هذا التصنيف الدولي ليتوج أسبوعا دبلوماسيا واقتصاديا حافلا للمدينة، تزامنا مع إشادة قارية بنموذجها التنموي خلال مؤتمر "المدن والمناطق الصناعية الإفريقية" الذي احتضنته مدينة ديربان الجنوب إفريقية قبل يومين، حيث تم عرض تجربة طنجة في تدبير المناطق الاقتصادية كنموذج يحتذى به لتعزيز التكامل الاقتصادي القاري.