أعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج عن اعتماد نظام التأشيرة الإلكترونية للمواطنين الجزائريين الراغبين في حضور نهائيات كأس إفريقيا للأمم، في خطوة تنظيمية تحمل أبعاداً سياسية دقيقة في ظل التوتر الدبلوماسي القائم بين البلدين الجارين. وأفاد مصدر رسمي مغربي أن هذا الإجراء يأتي ضمن التدابير الخاصة بتنظيم البطولة القارية، حيث سيتعين على المشجعين الجزائريين استصدار تأشيرة إلكترونية للدخول إلى التراب المغربي. وأوضح المصدر ذاته أن وثائق الدخول المعتمدة في هذا النظام ستتضمن بشكل إلزامي خريطة المملكة المغربية كما هي معتمدة في الوثائق الرسمية الوطنية، أي شاملة للأقاليم الجنوبية، وهو ما يعكس التمسك بالسيادة الكاملة على التراب الوطني في كافة المحطات الدولية. ويأتي هذا القرار في سياق الاستعدادات اللوجستية والأمنية المكثفة التي تباشرها الرباط لإنجاح العرس الكروي القاري. ويهدف نظام التأشيرة الإلكترونية، بحسب المعطيات الرسمية، إلى ضبط تدفق الزوار وتنظيم عملية الدخول عبر المعابر الحدودية الجوية، وتيسير المساطر الإدارية المرتبطة بالسفر، مع الحرص الصارم على احترام القوانين الوطنية والضوابط الدبلوماسية الجاري بها العمل. ويكتسي هذا الإجراء طابعاً خاصاً بالنظر إلى حالة الجمود الدبلوماسي بين الرباطوالجزائر، إذ قطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في غشت 2021، كما أغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات المغربية. وتعتبر قضية الصحراء المغربية حجر العثرة الرئيسي في العلاقات بين البلدين، حيث تدعم الجزائر جبهة البوليساريو المطالبة باستقلال الإقليم، في حين يقترح المغرب حكماً ذاتياً تحت سيادته كحل وحيد للنزاع. ويرى مراقبون أن التنصيص على وجود "خريطة المملكة كاملة" في وثائق التأشيرة قد يعيد إلى الواجهة "حرب الخرائط" التي انتقلت مؤخراً إلى الميادين الرياضية، مستحضرين أزمة قمصان فريق "نهضة بركان" المغربي التي تضمنت خريطة البلاد، والتي تسببت في إلغاء مباريات ضد فريق اتحاد العاصمة الجزائري في مسابقة الكونفدرالية الإفريقية الموسم الماضي. وتطرح هذه الخطوة تساؤلات حول كيفية تعاطي السلطات الجزائرية والمشجعين مع هذا الشرط الإجرائي الجديد، لا سيما في ظل غياب رحلات جوية مباشرة بين البلدين، مما يفرض على الراغبين في التنقل اللجوء إلى رحلات غير مباشرة، غالباً عبر تونس. وتسعى الرباط من خلال هذا التنظيم إلى التأكيد على جاهزيتها لاستقبال الحدث القاري، مع عدم التنازل عن ثوابتها السيادية في المحافل التي تستضيفها.