يواصل النظام الجزائري عناده وتجاهله لمطالب الشعب الجزائري، المتمثلة في رحيل رموز النظام الفاسد والانتقال إلى مرحلة جديدة. ففي مواجهة احتجاجات ملايين الجزائريين المطالبين بالتغيير الجذري للنظام وبرحيل بوتفليقة، يواصل الدبلوماسي السابق الأخضر الابراهيمي مهامه في محاولة الوساطة بين الشارع المتمسك برفض التمديد والسلطة المصرة على إدارة ظهرها للشعب. وفي هذا الإطار حذّر الابراهيمي من هذا الوضع مبديا مخاوفه من الوصول إلى حالة انسداد توصل البلاد الى طريق مغلق. ودافع الأخضر الابراهيمي خلال مروره، اليوم الاثنين 18 فبراير، عبر برنامج "ضيف التحرير" الذي بثته القناة الإذاعية الثالثة، على خارطة الطريق التي قدّمها الرئيس المنتهية عهدته عبد العزيز بوتفليقة، حيث طالب الدبلوماسي السابق الذي يؤكد في كل مناسبة على صفته الحيادية بضرورة جلوس كل الأطراف على طاولة الحوار لمناقشة اقتراحات بوتفليقة. مشددا على ضرورة الالتزام بمبدأ الحوار للوصول إلى مخرج. كما أبدى الابراهيمي، الذي يشدد في كل مناسبة على انه ليس "وسيطا ولا مبعوثا" وإنما مواطن جزائري، قلقه على بلاده، مشيرا إلى لغة التحذير التي اعتمدها الموالون لبوتفليقة في خطاباتهم السابقة، مبديا تحفظه على عبارة "ارحلوا جميعا" التي قال بأنها "دمرت العراق" سابقا. وقال الابراهيمي مخاطبا الشعب الجزائري: "هل تريدون عراقا آخر بالجزائر، ربما وضعنا الحالي مختلف لكن الحذر مطلوب جدا"، وهو تصريح أعاد للأذهان تهديدات الوزير الأول السابق أحمد أويحيى التي بعثها للجزائريين من تحت قبة البرلمان قائلا "مسيرات سوريا بدأت بالورود"، وهو ما يؤكد أي صف اختار الابراهيمي الوقوف إلى جانبه في ظل الأزمة. ورغم عدم انكار ضيف الثالثة لشرعية مطالب الشارع الجزائري منذ 22 فبراير المنصرم، إلا أن الابراهيمي طالب بضرورة التخلي عن فكرة إقصاء النظام بشكل كلي كونه صعب عمليا وسيؤثر على الاستقرار والأمن. وفي المقابل شدد االإبراهيمي على ضرورة الابتعاد عن التسرع بتنظيم مرحلة انتقالية وفق ما سماه ب"آليات منظمة و مهيكلة" كخطوة أولى لتحقيق أهداف الحراك بعيدا عن الفوضى. وفي السياق ذاته، قال الابراهيمي "إن التغيير الذي يطالب به الجزائريون لا يمكن أن يتم بمفرده، لذا يجب على الجميع الجلوس إلى طاولة الحوار وإرساء ورقة طريق لقيام الجمهورية الثانية". وفي رده على سؤال بخصوص وضع حزب جبهة التحرير الوطني الذي فقد مصداقيته وشرعيته لدى الجزائريين الذين يطالبون بإسقاط الحزب، قال الابراهيمي "لماذا يجب أن يرحل والتعددية هي التي فشلت وليس الجبهة"! ولم يفوت الأخضر الابراهيمي فرصة الرد على من يتهمه بعدم المامه بالوضع السياسي للبلاد حيث أكد انه "جزائري قلبا وقالبا"، وانه "لم ينقطع عن زيارة الجزائر" وبانه على دراية تامة بكل تفاصيل الوضع في الجزائر.