قال الرئيس الرواندي بول كاغامي إن " تصنيع إفريقيا للقاحات كورونا (كوفيد-19) وتوفيرها لمواطنيها هو الحل الأفضل، والقارة منشغلة في الوقت الراهن بذلك، وبإيجاد براءات اختراع لبدء تصنيع اللقاح فيها " . وأكد موغابي في تدخله أمس في أشغال النسخة الأولى لمنتدى قطر الاقتصادي ، المنظم بتعاون مع مؤسسة"بلومبيرغ" ، تحت شعار " آفاق جديدة للغد " ، قائلا ، إن أفريقيا "لديها عدد من الشركاء لمساعدتها في تصنيع اللقاحات ، وبمجرد أن يحدث ذلك، أعتقد أنه سيكون بمقدورنا الحصول على اللقاحات التي نريدها في الوقت نفسه مع باقي العالم". وقال الرئيس كاغامي، بخصوص دعم اقتصاد أفريقيا ، إن " كل دولة في العالم تسعى لجمع الأموال للاستثمار ، نظرا للأضرار الكبيرة التي تعرضت لها الاقتصادات بسبب الوباء (...) ورواندا التي لديها تصنيف ائتماني جيد جدا (زائد باء) وترغب في البناء عليه، ليست استثناء " ، مشيرا إلى أن سندات اليورو " خيار جيد " يمكن أن يوفر لبلاده الموارد التي تتطلع إليها. وأكد الرئيس الرواندي أهمية الاستثمارات الأجنبية في إفريقيا، من خلال دول مختلفة وقارات أخرى ، مشيرا إلى أن الأمر في إفريقيا يتعلق ب"الاستقرار والأمن ، ويمكن للذين يتطلعون للاستثمار ، ألا يشعروا بالراحة تجاه تأمين استثماراتهم " . ودعا إلى معالجة هذه المشاكل حتى يتسنى إنشاء "منطقة تجارة حرة قارية في إفريقيا ، ستكون الكبرى تقريبا في العالم ، وستساعد كثيرا في ربط الدول تجاريا، كما أنها ستساعد في إيجاد سوق ضخمة للغاية لجذب الاستثمارات من مناطق أخرى ، لأن السوق الإفريقي جذاب وكبير للغاية ". أما رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا ، فاعتبر أن انتشار جائحة كورونا (كوفيد-19)، " كبح جماح التعافي الأفريقي ، وبالتالي فالقارة في حاجة إلى مزيد من الدعم "، مشيرا إلى أن المفوضية الاقتصادية للأمم المتحدة ، أوضحت أن القارة الأفريقية بحاجة إلى ما يقرب من 400 مليار دولار لتجاوز الأزمة الناتجة عن الجائحة. وأضاف في تدخله ، أن الوباء أثر بشكل سلبي كبير على الدول الأفريقية، بعد أن تراجعت معدلات النمو بصورة ملحوظة وبدا أن القارة داخلة على مرحلة كساد . ودعا ، لتجاوز هذه الأزمة ، الدول والمؤسسات المالية إلى "شطب بعض الديون عن دول القارة ، وتأجيل سداد بعضها ، ومنح الدول الأفريقية الدعم اللازم ، والمساهمة في تمويل مشاريع البنية التحتية لديها ، حتى تستطيع كسر الهوة المتعلقة بتوفير أموال التعافي ، وتجاوز التحديات ، والتصرف بشكل بناء لتحسين حياة المواطنين الأفارقة، لأنه بدون هذا الدعم ستظل القارة السمراء مهمشة وتعاني ". وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس ، قد ذكر أمس في المنتدى أن مبادرة "كوفاكس" ساعدت 52 دولة أفريقية ، في تلقيح سكانها، مع توفير 40 مليون جرعة فقط ، ما يعني أن أقل من شخصين من بين عشرة أشخاص ، سيستفيدون من البرنامج ، الذي يهدف إلى تلقيح نسبة 10 في المائة من السكان في كل دولة ، بحلول شتنبر المقبل، و40 في المائة مع نهاية العام الجاري، وصولا إلى 70 في المائة بحلول يونيو من 2022. جدير بالإشارة إلى أن أشغال المنتدى ، الذي يتواصل إلى غاية 23 يونيو الجاري ، عبر تقنية التواصل المرئي ، يشارك فيها عدد من قادة الدول ، ونخبة تضم عددا كبيرا من الشخصيات والخبراء من مختلف مناطق العالم ، لمناقشة محاور، تهم بالخصوص "التكنلوحيا المتقدمة "، و"الأسواق والاستثمار" ، و"تدفقات الطاقة والتجارة "، وتقديم أفكار حول تعافي المجتمعات ما بعد جائحة كورونا.