عزز الاعتراف الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه الإشعاع الاقتصادي لكبرى حواضر الأقاليم الجنوبية، وبالأخص مدينة الداخلة التي يراد لها أن تتحول إلى منصة انطلاق بالنسبة للمستثمرين الراغبين في استكشاف الفرص الاستثمارية بالقارة الافريقية. وأعقب هذا القرار التاريخي الشروع في التخطيط لفتح تمثيلية ديبلوماسية للولايات المتحدةبالداخلة وهو ما سيساهم في تشجيع المستثمرين الراغبين في سبر أغوار أسواق غرب افريقيا على توطين أنشطتهم بالمدينة التي تتوفر على بنية تحتية مهمة التي تعد نتاج استثمارات مكثفة من طرف الدولة على مر السنين. ففي سنة 2020، أحصت اللجنة الجهوية للاستثمار بجهة الداخلة واد الذهب نوايا اسنثمار بقيمة 1.3 مليار يورو، أو ما يعادل 14 مليار درهم، وهو الرقم الذي يتوقع أن يعرف ارتفاعا خلال السنة الجارية، كما قام العديد من ممثلي مجموعة من الشركات الأمريكية والأوروبية باستكشاف الفرص الاستثمارية بالمدينة، خاصة في مجالات الطاقات المتجددة، التوزيع، العقار، والصناعات الغذائية. ومن بين المشاريع الاستثمارية التي تحتضنها المدينة يبرز مشروع محطة تحلية مياه البحر، التي يشرف على إنجازها الثنائي إنجي وناريفا، بقيمة 2 مليار درهم، إلى جانب مشروع أمريكي للطاقة الريحية بسعة 900 ميجاوات من تطوير مجموعتي "سولنا للتكنولوجيات و "أ.م ويند" وباستثمار بقيمة 2.5 مليار دولار. من جانبها، افتتحت مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية فرعا لها في الداخلة مخصص لبرنامج "بروسبر أفريكا"، والتي تهدف إلى دعم الشركات الأمريكية الراغبة في توسيع عملياتها نحو دول القارة الافريقية. وتساهم البنية التحتية التي تتوفر عليها المدينة في تقوية إشعاعها الاقتصادي، وهي البنية التي من المنتظر أن تتعزز في القادم من السنوات بعد افتتاح الطريق السريع الذي يربط المدينة بتزنيت على مسافة 1055 كيلومترا بقيمة 10 ملايير درهم، بالإضافة إلى الميناء الأطلسي الذي سيتطلب أيضا غلافا استثماريا بقيمة 10 ملايير درهم ويشمل إلى جانب الميناء منطقة صناعية ولوجيستية.