لا حديث للمواطن العادي في طنجة هذه الايام؛ إلا عن الزلزال الذي ضرب أسواق المدينة. طنجة التي تعرف اكتضاضا سكانيا و تحاول من خلال مبادرات فردية بسيطة خلق نوع من الرواج التجاري الإجتماعي، من أهم مظاهر هذا الرواج تلك الأسواق الشعبية التي أَوجدت لنفسها في السابق مكانا بين الحواري؛ تُقرب البضاعة الى من يبغيها.أسواق تُقلل من نسبة البطالة بين الشباب ، توفر لقمة العيش الكريمة للعديد من الأُسرالتي قطنت المدينة و أصبحت تُحسب عليها؛ و على اختلاف مشاربها. فتتحرك عجلة الحياة؛ في مدينة يأكلها غول الغلاء، الذي ما لبث يزداد جشعا يلتهم الأخضر باليابس، و يبقى المتضرر الوحيد هو المواطن البسيط. أسواق لا احد يُنكر أنها عشوائية بل لا تتوفر على شروط السلامة؛ و تَخلق ازدحاما رهيبا بأماكنها. لكن كل هذا و أكثر كان معروفا في السابق و ظل مسكوتاً عنه فترة ليست بالقصيرة؛ حتى أضحى لها رواد يتوافدون عليها من مختلف أصقاع المدينة كسوق المصلى، سوق بني مكادة،سوق كسابراطا ... و اللائحة طويلة .بل إن بعض هذه الأسواق أصبح اسمها يرتبط بتاريخ المدينة ، تعرف بها و تُذكر بذكرها.-مع أن طنجة كمدينة لا تحتاج لسوق شعبي للتعريف بها-. إلا أنه بين لحظة و ضحاها أصبحت هذه الأسواق تُشكل عائقا؛ أمام تقدم المدينة وجماليتها و رونقها الخاص. و بعد محاولات خجولة غير مدروسة ، لم تنجح أبداً في تكسير طوق هذه الأسواق الذي ضربته على المدينة بحكم كل ما سبق ذكره و أكثر، ليتفاجئ المواطن كما الباعة بحركة غير اعتيادية، تقتلع جذور الأسواق العشوائية بأشكال أكثر عشوائية. في ظل عدم وجود بدائل تُغني عن هذه الاخيرة، تُقرب السوق إلى المواطن ،و تُوفر البضاعة بأثمان مناسبة ؛ كما و تُقلص من محنة البطالة و سطوتها على العديد من ساكنتها. لا إنذار يسبق تصرفاً كهذا الا حين يجد البائع بضاعته في قلب سيارات القوات التي تحضر في عين المكان أو تحت ارجلهم ، المهم أن يتم إبادة الأسواق العشوائية الى داخل أزقة أكثر ضيقا. مَن مِن المواطنين لا يرغب أن تكون طنجة هذه الساحرة في أبهى حلَّتها، لا عشوائيات ولا تراكمات.. تترك في ذهن القاطن كما الزائرعلى حد سواء ؛صوراً مُحزنة عن مدينة تملك أن تكون بين مصاف المدن الصناعية و الاقتصادية الكبرى و ان لا نعود لأمثال هذه الأسواق. لكن الشيء بالشيء يذكر،و الإقتلاع النهائي لا يكون بيد من حديد، تستحوذ على بضائع الباعة،و تحشرهم في أزقة لا تصلح لاستنشاق هواء صحي فكيف بإغراقها ببضاعة،باعة و رواد يبحثون عن بضائع رخيصة و في متناول قِصر اليد . تصريف غير عادل يحرق أعصاب الساكنة،و يُحرض على السرقة ، وعلى بعض التصرفات اللاأخلاقية تصدر عن أناس يستغلون الأزدحام لإفراغ مكبوتاتهم ... البحث عن الحلول لا يكون بهذه الطريقة ، البدائل أولاً ثم الهدم و الإبادة ثانيا لكن ..لْمن كَتْعَاوْد زابُورك أَ داَوود. [email protected] www.nadiaelazami.com