الشرطة تحبط محاولة تهريب طنين من الشيرا بالعرائش وتفكك شبكة إجرامية متورطة في التهريب الدولي عبر البحر    مكناس تبدأ في بناء محطة قطار حديثة بتكلفة 177 مليون درهم    الطيران الباكستاني يؤكد تفوقه ويسقط مقاتلات هندية متقدمة داخل مجالها الجوي    ارتفاع أسهم شركة "تشنغدو" الصينية بعد تفوق مقاتلاتها في اشتباك جوي بين باكستان والهند    منتدى التعاون الصيني الإفريقي: كيف أرسى أسس شراكة استراتيجية؟    الأمن يحبط تهريب طنين من "الشيرا"    مولاي الحسن.. 22 سنة من الأمل والاستمرارية    تفكيك شبكة دولية للمخدرات بين العرائش وتطوان    اجتماع مغربي إسباني في قادس لتعزيز التنسيق لرؤية مشتركة لحسن تدبير عبور الجالية    حكيمي يقود سان جيرمان لتجديد الفوز على أرسنال وبلوغ نهائي الأبطال    أشرف حكيمي يقود سان جرمان للنهائي ويتوج بأفضل لاعب في مواجهته ارسنال    اتفاقية رقمنة تصدير منتجات الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي بالمغرب    بلقشور يكشف عن موعد إجراء مباراتي السد ويؤكد تواجد تقنية "الڤار"    التجسس على "واتساب": القضاء الأمريكي يغرم "إنزو" الإسرائيلية بمبلغ 168 مليون دولار لصالح "ميتا"    عبد اللطيف حموشي في زيارة عمل إلى فيينا ويلتقي مسؤولي أجهزة استخبارات من قطر وتركيا والسعودية والإمارات وباكستان    غزة تُباد.. استشهاد 102 فلسطينيا في سلسلة مجازر إسرائيلية وإصابة 193 خلال 24 ساعة    وهبي: "أشبال الأطلس" مستعدون لمواجهة أي منتخب في الدور القادم    متابعة ناشطين من حراك فجيج بينهما "موفو" في حالة اعتقال وأولى جلسات محاكمتهما يوم الخميس    استهلك المخدرات داخل سيارتك ولن تُعاقبك الشرطة.. قرار رسمي يشعل الجدل في إسبانيا    رئيس جامعة عبد المالك السعدي يوقع اتفاقيتين مع جامعتين مجريتين لتعزيز الشراكات الدولية    باكو.. الأميرة للا حسناء تزور المؤسسة التعليمية "المجمع التربوي 132–134"    تصعيد خطير في جنوب آسيا: سلاح الجو الهندي يتكبد خسائر بمئات الملايين بعد هجوم باكستاني دقيق    لمواجهة الكوارث.. الملك يعطي انطلاقة إحداث منصة للمخزون والاحتياطات الأولية    المصطفى الرميد: لا تعارض بين الانحياز لقضايا المغرب ونصرة غزة    الأخضر ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    رئيس الحكومة الإسبانية يثني على مساهمة المغرب في تجاوز أزمة انقطاع التيار الكهربائي    مجلس أوربا: قانون العقوبات البديلة "منعطف تاريخي" في المنظومة القضائية المغربية    العصبة تكشف برنامج الجولة الأخيرة من البطولة الاحترافية    الجزائر تواصل مطاردة المثقفين.. فرنسا تتلقى مذكرتي توقيف دوليتين ضد كمال داود    صحيفة أجنبية: المغرب يعد الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ملاحظة نقدية من طرف ألفونس ويلهانز حول جان بول سارتر والعقل الجدلي    ذاكرة النص الأول بعيون متجددة    أبو الأسود الدؤلي    توقيف مواطنين فرنسيين من أصول مغربية يشتبه تورطهما في قضية تتعلق بالسكر العلني وارتكاب حادثة سير بدنية مع جنحة الفرار    دراسة علمية تكشف قدرة التين المغربي على الوقاية من السرطان وأمراض القلب    ديزي دروس يكتسح "الطوندونس" المغربي بآخر أعماله الفنية    من إنتاج شركة "Monafrique": المخرجة فاطمة بوبكدي تحصد جائزة وطنية عن مسلسل "إيليس ن ووشن"    إسبانيا تمول محطة تحلية عملاقة بالمغرب ب340 مليون يورو    الخطوط الملكية المغربية و"المبنى رقم 1 الجديد" في مطار JFK بنيويورك يبرمان شراكة استراتيجية لتعزيز تجربة المسافرين    لأول مرة في مليلية.. فيلم ناطق بالريفية يُعرض في مهرجان سينمائي رسمي    من هي النقابة التي اتهمها وزير العدل بالكذب وقرر عدم استقبالها؟    بركة: نعيش سنة الحسم النهائي للوحدة الترابية للمملكة    من المليار إلى المليون .. لمجرد يتراجع    الزمالك المصري يقيل المدرب بيسيرو    "التقدم والاشتراكية": الحكومة فشلت على كافة المستويات.. وخطابها "مستفز" ومخالف للواقع    تشتت الانتباه لدى الأطفال…يستوجب وعيا وتشخيصا مبكرا    "كوكا كولا" تغيّر ملصقات عبواتها بعد اتهامها بتضليل المستهلكين    فليك يتهم الحكم بإقصاء برشلونة ويُخاطب لاعبيه قبل الكلاسيكو    دافيد فراتيزي: اقتربت من فقدان الوعي بعد هدفي في شباك برشلونة    المغرب يستقبل 5.7 ملايين سائح خلال 4 أشهر    إرشادات طبية تقدمها الممرضة عربية بن الصغير في حفل توديع حجاج الناظور    تحذير من تناول الحليب الخام .. بكتيريات خطيرة تهدد الصحة!    استقبال أعضاء البعثة الصحية لموسم الحج    كلمة وزير الصحة في حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تافراوت : المجالس الجماعية لتاسريرت،الحصيلة والآفاق
نشر في تيزبريس يوم 23 - 05 - 2015

تعتير جماعة تاسريرت ،التابعة لدائرة تافراوت بإقليم تيزنيت،من أفقر الجماعات القروية بالإقليم من حيث المداخيل،إلا أنها رغم ذلك تعد من أغناها فلاحيا وسياحيا،لكن المجالس المنتخبة لم تستثمر تلك المؤهلات بما يعود بالنفع على المنطقة وساكنتها وتنميةً للمداخيل،مما تسبب في مشكل الهجرة (هجرة السكان نحو المدن الداخلية بحثا عن العمل وظروف العيش الحسنة)والذي يهدد الجماعة باستمرار مع مرور السنوات،فتعداد الساكنة في تناقص ملحوظ حسب إحصائيات سنتي 2004و2014،مما يجعل المتتبعين للشأن المحلي يدقون ناقوس الخطر،حيث أنهم يرجعون السبب الأصلي للهجرة إلى غياب الرؤية والتخطيط الإستراتيجي لدى المجالس المنتخبة المتعاقبة على المجلس الجماعي منذ ثمانينيات القرن الماضي.فهل لتلك المجالس فعلا الدور الرئيس في ما آلت إليه الأوضاع بالجماعة؟؟
إن تقييم حصيلة أي مجلس جماعي منتخب ،يقاس بمدى مساهمته الفاعلة في تنمية منطقة نفوذه، واستقرار ساكنتها وتحسين ظروف العيش بها،إلا أن المجلس الجماعي لتاسريرت الحالي والمجالس التي سبقته في تدبير شؤون الساكنة،لم تظهر وبالملموس بصماتها على الواقع المزري الذي تعيشه الساكنة،فلا شيء تغير،حسب تعبير بعض الفاعلين الجمعويين المحليين،تاسريرت هي هي،(المركز والسوق الأسبوعي نموذجا )،وحتى نتمكن من إجراء تقييم موضوعي،لابد من تحليل بعض الجوانب المتعلقة بالدور المنوط بتلك المجالس الجماعية.
فعلى المستوى الإجتماعي لا يزال الفقر والهشاشة متفشيين وسط سكان دواوير الجماعة،فرغم إمدادات المحسنين(الأعيان) لجل الساكنة بين الفينة والأخرى وخلال المناسبات الدينية بالخصوص(الْعْشور)،إلا أن المجالس الجماعية لم تبادر قط لحل ولو معادلة واحدة من معادلات تلك الآفتين،فلا مشاريع مذرة للدخل برمجت، ولا تعاونيات أسست(بمبادرة من المنتخبين)،ولا جمعيات محلية اهتمت بمحاربة الفقر والهشاشة في برامجها ،باستثناء تجربة جمعية محلية تنشط بمركز التربية والتكوين لم تَجْن النساء ثمارها بعد،كما أن الجماعة لم تستفد من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلا مؤخرا،بعد الإستيقاظ من نوم عميق للسادة المستشارين وبعض الفاعلين الجمعويين،وبعد تحرك بعض الجمعيات المحلية،بل ولم يتم تفعيل اللجنة المحلية للتنمية البشرية،ولا لجنة التواصل مع المجتمع المدني،الذي يعد الشريك الأساس لأي مجلس جماعي راغب في التنمية،بالمقاربة التشاركية الضرورية .
أما على المستوى التعليمي،فإن القطاع تضرر كثيرا من عدم اهتمام المجالس المتعاقبة على الجماعة بالتربية والتعليم،إذ لم يستطيعوا توفير مدرسة جماعاتية تجمع شتات الوحدات المدرسية المتناثرة والمتباعدة،وملحقة تحتضن تلاميذ وتلميذات الثانوي الإعدادي بالجماعة ،ودار الطالب والطالبة على غرار الجماعات القروية المجاورة،مما أدى ببعض الآباء إلى الإنتقال نحو المدن المجاورة والبعيدة لاستكمال مشوار تربية وتعليم أبنائهم في أحسن الظروف،كما أن نسبة الخصوبة المنخفضة جدا، بسبب الهجرة دائما،تهدد المؤسسات التعليمية الإبتدائية بالإغلاق إن لم يتم تدارك الموقف من طرف المنتخبين والجهات الوصية.
وفي المجال الصحي،والذي لا يقل أهمية بالنسبة للمواطن التاسريرتي،فلا يخلو كذلك من المشاكل،فرغم توفر الجماعة على المرافق الضرورية (مع قلة التجهيزات الطبية وانعدامها أحيانا،وكذا الأدوية المضادة للسموم ،ولنزلات البرد نظرا للمناخ الذي تعرفه المنطقة والمتسم بالبرد القارس وتساقط الثلوج شتاء….)،يبقى المشكل الرئيسي هو غياب سيارة الإسعاف بالجماعة،مما يهدد حياة المواطنين في أية لحظة،إذ أن الأعطاب ظلت تلاحق تلك السيارة منذ ثلاث سنوات،والتي كانت هبة من مؤسسة محمد الخامس للتضامن،وهناك أخبار توحي بأن المجلس الجماعي الحالي اقتنى سيارة إسعاف جديدة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،كما أن التوزيع الجغرافي لدواوير الجماعة ووعورة المسالك الطرقية المؤدية إليها(تكناتين-تلات زكغت-إغير أوريز-أستير-أبنارن-تيزركين-بوومان-تغاوت-فوغال…)،ساهم بشكل كبير في حرمان سكان تلك الدواوير من الخدمات الطبية على غرار الساكنة القريبة من المركز.
أما المرافق الثقافية والفنية والرياضة،فلم ولا توجد ضمن أجندات المنتخبين التاسريرتيين على مر السنين،فلا ملعب رياضي،ولا دار ثقافة،ولا تهيئة للمركز ولا فضاءات للأطفال تذكر…
وبالنسبة للطرق ووسائل المواصلات والإتصال،فقد عرفت الجماعة انطلاق مشروع إنجاز الطريق 107 الرابطة بين جماعتي تاسريرت وتارسواط منذ سنة2009،والتي توقفت فيها الأشغال عدة مرات لتتوقف نهائيا إلى حدود كتابة هذه السطور،كما أن هناك أخبار رسمية تتعلق بالطريق 1929 التي قامت جمعيتين محليتين بإنجاز دراسته بشراكة مع الجماعة والتي ستربط بين دوار تالوست وتيزركين عبر تغاوت،والتي من المنتظر أن تنطلق بها الأشغال قريبا،حسب تصريح أحد الفاعلين الجمعويين.أما وسائل المواصلات،فيبقى مشكلها دائما مطروحا بسبب عدم استفادة الساكنة من خدمات رخصتي النقل المكتراتين من طرف المجلس الجماعي والعاملتين خارج حدود الجماعة (حسب تصريح أحد المواطنين)،مما يجعل السكان يعتمدون في تنقلهم على النقل السري والشخصي،و بخصوص وسائل الإتصال فلا البث التلفزي والإذاعي الأرضي أنصف الساكنة ولا حتى شبكات الأنترنيت،رغم تواجد محطتي شركتين للإتصال بتراب الجماعة،مما يجعل المواطن خارج التغطية إعلاميا ومعلوماتيا.
وفي ما يخص الكهرباء والماء الصالح للشرب،فرغم مسؤولية الجماعة على توفيرهما للساكنة،إلا أن الجمعيات المحلية هي التي تؤدي هذا الدور المهم ،المتعلق بالماء الشروب،رغم إخفاق بعضها في ذلك،أما بالنسبة للكهرباء ،والذي لا يقل أهمية عن الماء الشروب،فإن جماعة تاسريرت تستعد لتغطية آخر الدواوير بالجماعة كهربائيا خلال أواخر هذه السنة (بوومان – فوغال) بعد معاناة مريرة للساكنة مع الحرمان من هذه المادة الحيوية والضرورية.
من خلال ماسبق يتبين للقاريء أن تلك المجالس المنتخبة ،على مر السنين،لم تكن أبدا في مستوى تطلعات الساكنة،ويرجع السبب في ذلك ،حسب تحليل أحد الفاعلين الجمعويين والسياسيين بالجماعة،إلى أن المنتخبين يُفرَضُون في أحيان كثيرة على الساكنة،كما أن أغلبهم يقطنون خارج الجماعة وبالمدن الداخلية،والبقية منهم انتهت مدة صلاحيته السياسية والعمرية،حسب تعبير ذات المتحدث،فكيف سيؤدي المستشار الجماعي دوره وهو بعيد كل البعد عن هموم الساكنة،وكيف سيبادر ويضع البرامج التنموية وهو أول الجاهلين بالطرق التي تؤدي أحيانا إلى دواره،وبظروف الساكنة المغلوب على أمرها،وهل من المقبول والمتقبل انتظار التنمية من مستشارين غير مؤهلين وغير مؤطرين حزبيا ،ففاقد الشيء لا يعطيه أبدا،بل إن منهم من لا يعرف الذين صوتوا عليه أصلا .وغير بعيد زمانيا،يتواجد بالمجلس الجماعي الحالي مستشارون لم تطأ أقدامهم مقر الجماعة منذ اجتماع تشكيل المكتب المسير سنة 2009،ومنهم من يحضر فقط عندما يتعلق الأمر بمنحة لجمعية دائرته أو دواره،رغم هزالتها،ورغم كل ذلك فالمتتبع للشأن المحلي التاسريرتي،لا يكاد يرى إلا بصمات رجال السلطات المحلية والإقليمية في بعض المشاريع،أكثر من ممثليهم بالجماعة،فلولا هؤلاء وأولئك،لكانت جماعة تاسريرت في خبر كان.
تلك إذن كانت الحصيلة،فما الآفاق؟؟فرغم إخفاقات كل المجالس المنتخبة المتعاقبة على جماعة تاسريرت وفشلها في تدبير الشأن المحلي التاسريرتي،يظل المواطن الصابر صبر أيوب،والمتفائل تفاؤل رؤية الصبي اليتيم لأبيه ،رغم استحالته،فلا صوت يعلو في التجمعات هنا وهناك،وفي مواقع التواصل الإجتماعي،فوق صوت**التغيير**،المشروع والمنشود،لكن بمن ومتى وكيف؟؟أسئلة حيرت الشباب قبل الشيوخ،والنساء قبل الرجال،فمن سيستطيع إنقاذ تاسريرت من ناقل السرعة المتبث على الخلف منذ عقود؟؟هل الشباب التاسريرتي ،المهاجر كذلك، يستطيع تدبير جماعته من هناك بالعاصمة والنواحي؟؟هل الشباب المستقر بالمنطقة والباحث عن لقمة العيش بها يستطيع ذلك؟؟أسئلة ستجيب عنها الشهور القادمة،والكل يتمنى تحقيق المعجزة،معجزة مجلس جماعي مبادر غيور متفان ومؤطر ومؤهل،لتحقيق آمال الساكنة التي سئمت من الوعود والآلام،مع أن الجميع يُقر على أن دار لقمان ستظل على حالها.
** محمد ديوان / تاسريرت.
16:01
Diouane Mohamed
تافراوت : المجالس الجماعية لتاسريرت،الحصيلة والآفاق:
تعتير جماعة تاسريرت ،التابعة لدائرة تافراوت بإقليم تيزنيت،من أفقر الجماعات القروية بالإقليم من حيث المداخيل،إلا أنها رغم ذلك تعد من أغناها فلاحيا وسياحيا،لكن المجالس المنتخبة لم تستثمر تلك المؤهلات بما يعود بالنفع على المنطقة وساكنتها وتنميةً للمداخيل،مما تسبب في مشكل الهجرة (هجرة السكان نحو المدن الداخلية بحثا عن العمل وظروف العيش الحسنة)والذي يهدد الجماعة باستمرار مع مرور السنوات،فتعداد الساكنة في تناقص ملحوظ حسب إحصائيات سنتي 2004و2014،مما يجعل المتتبعين للشأن المحلي يدقون ناقوس الخطر،حيث أنهم يرجعون السبب الأصلي للهجرة إلى غياب الرؤية والتخطيط الإستراتيجي لدى المجالس المنتخبة المتعاقبة على المجلس الجماعي منذ ثمانينيات القرن الماضي.فهل لتلك المجالس فعلا الدور الرئيس في ما آلت إليه الأوضاع بالجماعة؟؟
إن تقييم حصيلة أي مجلس جماعي منتخب ،يقاس بمدى مساهمته الفاعلة في تنمية منطقة نفوذه، واستقرار ساكنتها وتحسين ظروف العيش بها،إلا أن المجلس الجماعي لتاسريرت الحالي والمجالس التي سبقته في تدبير شؤون الساكنة،لم تظهر وبالملموس بصماتها على الواقع المزري الذي تعيشه الساكنة،فلا شيء تغير،حسب تعبير بعض الفاعلين الجمعويين المحليين،تاسريرت هي هي،(المركز والسوق الأسبوعي نموذجا )،وحتى نتمكن من إجراء تقييم موضوعي،لابد من تحليل بعض الجوانب المتعلقة بالدور المنوط بتلك المجالس الجماعية.
فعلى المستوى الإجتماعي لا يزال الفقر والهشاشة متفشيين وسط سكان دواوير الجماعة،فرغم إمدادات المحسنين(الأعيان) لجل الساكنة بين الفينة والأخرى وخلال المناسبات الدينية بالخصوص(الْعْشور)،إلا أن المجالس الجماعية لم تبادر قط لحل ولو معادلة واحدة من معادلات تلك الآفتين،فلا مشاريع مذرة للدخل برمجت، ولا تعاونيات أسست(بمبادرة من المنتخبين)،ولا جمعيات محلية اهتمت بمحاربة الفقر والهشاشة في برامجها ،باستثناء تجربة جمعية محلية تنشط بمركز التربية والتكوين لم تَجْن النساء ثمارها بعد،كما أن الجماعة لم تستفد من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلا مؤخرا،بعد الإستيقاظ من نوم عميق للسادة المستشارين وبعض الفاعلين الجمعويين،وبعد تحرك بعض الجمعيات المحلية،بل ولم يتم تفعيل اللجنة المحلية للتنمية البشرية،ولا لجنة التواصل مع المجتمع المدني،الذي يعد الشريك الأساس لأي مجلس جماعي راغب في التنمية،بالمقاربة التشاركية الضرورية .
أما على المستوى التعليمي،فإن القطاع تضرر كثيرا من عدم اهتمام المجالس المتعاقبة على الجماعة بالتربية والتعليم،إذ لم يستطيعوا توفير مدرسة جماعاتية تجمع شتات الوحدات المدرسية المتناثرة والمتباعدة،وملحقة تحتضن تلاميذ وتلميذات الثانوي الإعدادي بالجماعة ،ودار الطالب والطالبة على غرار الجماعات القروية المجاورة،مما أدى ببعض الآباء إلى الإنتقال نحو المدن المجاورة والبعيدة لاستكمال مشوار تربية وتعليم أبنائهم في أحسن الظروف،كما أن نسبة الخصوبة المنخفضة جدا، بسبب الهجرة دائما،تهدد المؤسسات التعليمية الإبتدائية بالإغلاق إن لم يتم تدارك الموقف من طرف المنتخبين والجهات الوصية.
وفي المجال الصحي،والذي لا يقل أهمية بالنسبة للمواطن التاسريرتي،فلا يخلو كذلك من المشاكل،فرغم توفر الجماعة على المرافق الضرورية (مع قلة التجهيزات الطبية وانعدامها أحيانا،وكذا الأدوية المضادة للسموم ،ولنزلات البرد نظرا للمناخ الذي تعرفه المنطقة والمتسم بالبرد القارس وتساقط الثلوج شتاء….)،يبقى المشكل الرئيسي هو غياب سيارة الإسعاف بالجماعة،مما يهدد حياة المواطنين في أية لحظة،إذ أن الأعطاب ظلت تلاحق تلك السيارة منذ ثلاث سنوات،والتي كانت هبة من مؤسسة محمد الخامس للتضامن،وهناك أخبار توحي بأن المجلس الجماعي الحالي اقتنى سيارة إسعاف جديدة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،كما أن التوزيع الجغرافي لدواوير الجماعة ووعورة المسالك الطرقية المؤدية إليها(تكناتين-تلات زكغت-إغير أوريز-أستير-أبنارن-تيزركين-بوومان-تغاوت-فوغال…)،ساهم بشكل كبير في حرمان سكان تلك الدواوير من الخدمات الطبية على غرار الساكنة القريبة من المركز.
أما المرافق الثقافية والفنية والرياضة،فلم ولا توجد ضمن أجندات المنتخبين التاسريرتيين على مر السنين،فلا ملعب رياضي،ولا دار ثقافة،ولا تهيئة للمركز ولا فضاءات للأطفال تذكر…
وبالنسبة للطرق ووسائل المواصلات والإتصال،فقد عرفت الجماعة انطلاق مشروع إنجاز الطريق 107 الرابطة بين جماعتي تاسريرت وتارسواط منذ سنة2009،والتي توقفت فيها الأشغال عدة مرات لتتوقف نهائيا إلى حدود كتابة هذه السطور،كما أن هناك أخبار رسمية تتعلق بالطريق 1929 التي قامت جمعيتين محليتين بإنجاز دراسته بشراكة مع الجماعة والتي ستربط بين دوار تالوست وتيزركين عبر تغاوت،والتي من المنتظر أن تنطلق بها الأشغال قريبا،حسب تصريح أحد الفاعلين الجمعويين.أما وسائل المواصلات،فيبقى مشكلها دائما مطروحا بسبب عدم استفادة الساكنة من خدمات رخصتي النقل المكتراتين من طرف المجلس الجماعي والعاملتين خارج حدود الجماعة (حسب تصريح أحد المواطنين)،مما يجعل السكان يعتمدون في تنقلهم على النقل السري والشخصي،و بخصوص وسائل الإتصال فلا البث التلفزي والإذاعي الأرضي أنصف الساكنة ولا حتى شبكات الأنترنيت،رغم تواجد محطتي شركتين للإتصال بتراب الجماعة،مما يجعل المواطن خارج التغطية إعلاميا ومعلوماتيا.
وفي ما يخص الكهرباء والماء الصالح للشرب،فرغم مسؤولية الجماعة على توفيرهما للساكنة،إلا أن الجمعيات المحلية هي التي تؤدي هذا الدور المهم ،المتعلق بالماء الشروب،رغم إخفاق بعضها في ذلك،أما بالنسبة للكهرباء ،والذي لا يقل أهمية عن الماء الشروب،فإن جماعة تاسريرت تستعد لتغطية آخر الدواوير بالجماعة كهربائيا خلال أواخر هذه السنة (بوومان – فوغال) بعد معاناة مريرة للساكنة مع الحرمان من هذه المادة الحيوية والضرورية.
من خلال ماسبق يتبين للقاريء أن تلك المجالس المنتخبة ،على مر السنين،لم تكن أبدا في مستوى تطلعات الساكنة،ويرجع السبب في ذلك ،حسب تحليل أحد الفاعلين الجمعويين والسياسيين بالجماعة،إلى أن المنتخبين يُفرَضُون في أحيان كثيرة على الساكنة،كما أن أغلبهم يقطنون خارج الجماعة وبالمدن الداخلية،والبقية منهم انتهت مدة صلاحيته السياسية والعمرية،حسب تعبير ذات المتحدث،فكيف سيؤدي المستشار الجماعي دوره وهو بعيد كل البعد عن هموم الساكنة،وكيف سيبادر ويضع البرامج التنموية وهو أول الجاهلين بالطرق التي تؤدي أحيانا إلى دواره،وبظروف الساكنة المغلوب على أمرها،وهل من المقبول والمتقبل انتظار التنمية من مستشارين غير مؤهلين وغير مؤطرين حزبيا ،ففاقد الشيء لا يعطيه أبدا،بل إن منهم من لا يعرف الذين صوتوا عليه أصلا .وغير بعيد زمانيا،يتواجد بالمجلس الجماعي الحالي مستشارون لم تطأ أقدامهم مقر الجماعة منذ اجتماع تشكيل المكتب المسير سنة 2009،ومنهم من يحضر فقط عندما يتعلق الأمر بمنحة لجمعية دائرته أو دواره،رغم هزالتها،ورغم كل ذلك فالمتتبع للشأن المحلي التاسريرتي،لا يكاد يرى إلا بصمات رجال السلطات المحلية والإقليمية في بعض المشاريع،أكثر من ممثليهم بالجماعة،فلولا هؤلاء وأولئك،لكانت جماعة تاسريرت في خبر كان.
تلك إذن كانت الحصيلة،فما الآفاق؟؟فرغم إخفاقات كل المجالس المنتخبة المتعاقبة على جماعة تاسريرت وفشلها في تدبير الشأن المحلي التاسريرتي،يظل المواطن الصابر صبر أيوب،والمتفائل تفاؤل رؤية الصبي اليتيم لأبيه ،رغم استحالته،فلا صوت يعلو في التجمعات هنا وهناك،وفي مواقع التواصل الإجتماعي،فوق صوت**التغيير**،المشروع والمنشود،لكن بمن ومتى وكيف؟؟أسئلة حيرت الشباب قبل الشيوخ،والنساء قبل الرجال،فمن سيستطيع إنقاذ تاسريرت من ناقل السرعة المتبث على الخلف منذ عقود؟؟هل الشباب التاسريرتي ،المهاجر كذلك، يستطيع تدبير جماعته من هناك بالعاصمة والنواحي؟؟هل الشباب المستقر بالمنطقة والباحث عن لقمة العيش بها يستطيع ذلك؟؟أسئلة ستجيب عنها الشهور القادمة،والكل يتمنى تحقيق المعجزة،معجزة مجلس جماعي مبادر غيور متفان ومؤطر ومؤهل،لتحقيق آمال الساكنة التي سئمت من الوعود والآلام،مع أن الجميع يُقر على أن دار لقمان ستظل على حالها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.