كيف هو حالك وأنت في خانة من قدرهم الذي أدى بهم ليقعوا تحت فريسة المرض. ولبقائهم قيد الحياة يعيشون تحت رحمة جهاز في غياب مصاريف العلاج المتوالي لتبدأ معها معاناتهم مع المرض من جهة، ومن قلة ذات اليد من جهة أخرى، خصوصا فيما يرتبط بأمراض القصور الكلوي التي تحتاج إلى مصاريف باهضة لتصفية الدم بشكل منتظم، إن انطفاء الجهاز أو حدوث عطب فيه يساوي معانقة الموت. أما في غيابه فأنت تعيش الموت، تلك تراجيديا من المشاعر الأليمة والنفسية المحبطة التي نسجت مشهدا إنسانيا ومعاناة حقيقية لمواطنين بسطاء أبناء هذا الوطن، شاءت بهم الأقدار أن يقعوا ضحية المرض المزمن من جهة، ومن جهة ثانية و نتيجة لأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية المزرية، يزداد بذلك عمق جراحهم وتتسع دائرة عذابهم اليومي مع المرض، بعدما فرغت جيوب بعضهم في المصحات الخاصة ليجدوا أنفسهم واقفين على أبواب جمعية الدعم الطبي لتصفية الكلي بالعيون، كآخر أمل يعلقون عليه آمالهم في العلاج من أجل إنقاذ حياتهم المهددة بالخطر، في ظل غياب مصاريف العلاج الباهضة التي تفوق طاقتهم والتي تصل إلى أزيد من 5000 درهم شهريا للمريض الواحد . وما حالة "فدوى بالبي" إلا بمثابة غيض من فيض، ف"فدوى بالبي"(الصورة)، البالغة من العمر 24 سنة، تنتمي إلى عائلة جد فقيرة، معاقة من رجليها، وتعاني من مرض السكري منذ صغرها، كما تعاني من مرض الكلي الذي أصبحت تصفي بسببه، وضعت ملفها بجمعية الدعم الطبي لتصفية الكلي بالعيون، لكن لا حياة لمن تنادي، رغم أنها من ساكنة العيون، وتم رفضها تحت ذريعة أنها تسكن بمدينة طان طان، رغم إدلائها بجميع الشواهد التي تتوفر الجريدة على نسخ منها، تتبث أنها تسكن بالعيون، لذا فحياة فدوى في خطر وهي في أمس الحاجة إلى عملية التصفية قبل فوات الأوان..