المغربي دريوش يقود أيندهوفن لإذلال ليفربول ومبابي ينقذ الريال من أولمبياكوس    أجواء باردة في توقعات اليوم الخميس بالمغرب    "البسيج" يحبط شبكة دولية للاتجار بالمخدرات ويضبط 16 طنا من الشيرا    نقابات الطاكسيات بالجديدة تُقفل باب الجدل: ''لن نردّ على المتدخلين... والكلمة الفصل للقضاء!    مرجع لجبايات الجماعات من "ريمالد"    الذكاء الاصطناعي في ألعاب سحرية يبهر جمهور مهرجان الفنون الرقمية    تسريبات تظهر المبعوث الأمريكي ويتكوف يقدم المشورة لروسيا وترامب يعلق    التقدم والاشتراكية يستنكر فضيحة التسجيلات المسربة ويطالب بسحب مشروع "مجلس الصحافة"    المنتخب المغربي يتعرف رسميا على منافسيه في كأس العرب    كربوبي تودع الصفارة وتحرج الجامعة    سيدات المنتخب المغربي تفزن على الجزائر بنتيجة عريضة    توقيف متطرف موال ل"داعش" كان يعد لمخطط إرهابي خطير بتطوان    هذه تفاصيل الزيادة في مبالغ الدعم الاجتماعي المباشر    قنبلة الدواء تنفجر في وجه التهراوي    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    توقعات الأرصاد الجوية لطقس الخميس بالمغرب    وفاة أسرة مغربية اختناقا في مالقة الإسبانية    الرئيس التونسي ينهال "تقريعا" على سفير الاتحاد الأوروبي    اعتقال رئيس غينيا بيساو داخل القصر الرئاسي وسط حديث عن انقلاب    دراسة علمية حديثة: المراهقة تستمر حتى الثلاثينات من العمر    كيف أنقذت كلبة حياة صاحبها بعد إصابته بتوقف قلبي أثناء النوم؟    المديرية الإقليمية للفلاحة بالحسيمة تكشف برنامج مشاريعها لسنة 2026    حموشي يقيم مأدبة عشاء على شرف المشاركين في الجمعية العامة للأنتربول    محكمة النقض الفرنسية تؤكد إدانة ساركوزي    محكمة الاستئناف بالدار البيضاء تدين بودريقة بالسجن 5 سنوات نافذة    بورصة الدار البيضاء تتدثر بالأخضر    بعد مناورات دامت نصف قرن و24 يوما: فشل الحيلة الجزائرية في تأويل القرارات الأممية    قيوح يبحث التكوين البحري بلندن    دراسة: 60 بالمائة من التونسيات تعرضن لعنف قائم على النوع في الفضاء الرقمي    ندوة الاستثمار تبرز موقع المغرب كفاعل صاعد في ربط البنية التحتية بالتصنيع وجذب الاستثمارات    ندوة علمية بالقصر الكبير تُسلّط الضوء على التحولات الكبرى في قانون المسطرة الجنائية    نمو عدد ليالي المبيت السياحية بطنجة-أصيلة    654 مليون ورقة نقدية جديدة لتعزيز السيولة بالمغرب    من نيويورك إلى الرباط .. كيف غير مجلس الأمن قواعد اللعبة في ملف الصحراء ؟    إيموزار تحتضن الدورة الحادية والعشرون لمهرجان سينما الشعوب    مهرجان اليوسفية لسينما الهواة يعلن عن فتح باب المشاركة في مسابقة الفيلم القصير    حزب العدالة والتنمية يعارض تشجيع ترشيح الشباب المستقلين في الانتخابات    سفيان أمرابط، لاعب أساسي في ريال بيتيس (وسيلة إعلام إسبانية)    المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يستقبل 82 فيلماً من 31 بلداً ونجوماً عالميين    بلجيكا.. زكرياء الوحيدي يتوج أفضل لاعب مغاربي في الدوري البلجيكي الممتاز    تقرير: ريال مدريد يتصدر قائمة الأندية الأكثر مبيعا للقمصان على مستوى العالم    بعد ‬تفشيها ‬في ‬إثيوبيا.. ‬حمى ‬ماربورغ ‬تثير ‬مخاوف ‬المغاربة..‬        علماء يكتشفون طريقة وقائية لإبطاء فقدان البصر المرتبط بالعمر    دوري الأبطال.. أوسيمين يتصدر قائمة الهدافين بعد مباريات الثلاثاء    وسائل إعلام فرنسية تدعو إلى إطلاق سراح الصحافي كريستوف غليز المسجون في الجزائر    المخرج محمد الإبراهيم: فيلم الغموض والتشويق القطري "سَعّود وينه؟"    فيلم " كوميديا إلهية " بمهرجان الدوحة السينمائي الرقابة السينمائية في إيران لا تنتهي...!    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الأربعاء    مهرجان الدوحة السينمائي يسلّط الضوء على سرديات مؤثرة من المنطقة    الجيش الإسرائيلي يطلق عملية عسكرية    نصائح ذهبية للتسوق الآمن باستخدام الذكاء الاصطناعي    آلام الأذن لدى الأطفال .. متى تستلزم استشارة الطبيب؟    إصدار جديد من سلسلة تراث فجيج    معمار النص... نص المعمار    الوصايا العشر في سورة الأنعام: قراءة فقهيّة تأمليّة في ضوء منهج القرآن التحويلي    المسلم والإسلامي..    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشرق الأوسط رهين الاحتقان السعودي الإيراني
نشر في زابريس يوم 05 - 01 - 2016

لم يكن الشرق في حاجة إلى هذا. ذلك أن الاحتقان المأساوي الذي انطلق بإعدام الشيخ النمر لينتقل إلى قطع العلاقات بين الرياض وطهران، كان وراء ارتفاع درجة الحرارة في منطقة توجد في قلب العاصفة. ومن شأن هذه الأحداث أن تزيد في تغذية القطبية المذهبية في نفس المنطقة التي توجد سجينة الاحتقان السعودي الإيراني. كما أنها تعد باتّساع رقعة المواجهات التي يخوضها الخصمان عبر حلفاء متعارضين، في كل من سوريا واليمن، وبالقضاء على الجهود الأخيرة المتعلقة بإطلاق مفاوضات سلام بخصوص الأزمتين السورية واليمنية. قعقعة سلاح مثيرة لم يتردد أعيان الشيعة في المنطقة في التنديد بإعدام النمر، المناوئ المعروف للسلطة السعودية. آية الله علي السيستاني، الذي يمثل أعلى سلطة شيعية بالعراق، والذي يحتفظ باستقلاله إزاء طهران، قام ضد "إراقة الدم". ودعا مقتدى الصدر، وهو مسؤول شيعي عراقي، الشعب إلى التظاهر "للتعبير عن غضبه". وعبّر الوزير الأول العراقي، حيدر العبادي، عن "صدمة عميقة"، محذرا من مغبة عدم الاستقرار بسبب هذا الإعدام. وذهب مسؤول كبير في حزبه (الدعوة) إلى طلب إغلاق سفارة السعودية ببغداد التي أُعيد فتحها فقط يوم 15 دجنبر 2015، بعد خمس وعشرين سنة من قطع العلاقات بين المملكة الوهابية والعراق، عقب غزو الرئيس صدام حسين للكويت سنة 1990. وطالب خلف عبد الصمد، رئيس الفريق البرلماني ل"الدعوة" الحكومة بإعدام جميع "الإرهابيين السعوديين" المعتقلين في العراق. وفي لبنان، أدى إعدام النمر إلى قعقعة سلاح مثيرة بين زعماء الطائفتين الشيعية والسُّنِّية. وأعلن حسن نصر الله، زعيم "حزب الله" الذي تقاتل عناصره في سوريا إلى جانب قوات الأسد، في خطاب تلفزيوني، أن إعدام النمر "يكشف عن الوجه الحقيقي للعربية السعودية، الوجه الاستبدادي والإجرامي والإرهابي". وزاد في تصعيد لهجته المناوئة للسعودية مؤكدا أن العائلة الحاكمة في الرياض فرضت سلطتها في الجزيرة العربية "بالقتل والرعب"، وأن دم النمر "سيؤدي إلى سقوطها". في المقابل، رد الوزير الأول اللبناني السابق، سعد الحريري، زعيم الطائفة السنية، معتبرا أن هذه المسألة "تحدد في الواقع سلوك النظام الإيراني ومشروع التوسع الإيراني على حساب العرب ودولهم ومجتمعاتهم. واتهم الحريري "حزب الله" بأنه يتصرف "كما لو أنه مسؤول عن جميع الشيعة في العالم، من نيجيريا إلى البحرين، مرورا بالهند وباكستان، والمملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج". انعكاسات كارثية في البحرين، وقعت مواجهات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين شيعة في هذه المملكة التي تحكمها أسرة سُنِّية. وخارج الشرق الأوسط، كانت هناك تظاهرات ضد السعودية بباكستان وكشمير الهندية حيث كان متظاهرون شيعة إزاء قوات الأمن التي أطلقت غازات مسيلة للدموع. لكن الانعكاسات التي يُخْشَى أن تكون كارثية لهذه الأزمة الجديدة هي التي توجد في اليمن الذي سقط في أتون حرب أهلية خلفت ما يقرب من 6000 قتيل و2،5 مليون لاجئ. وقد أعلن الحوثيون، من الطائفة الزيدية (فرع للشيعة) المقربون من إيران، الذين تدخلت السعودية ضدهم عسكريا، أنهم سيحملون حزن "محارب شريف" تمت إدانته في محاكمة هزلية. بعد هذا بقليل، أقبر التحالف العربي بقيادة السعودية، وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه يوم 15 دجنبر 2015، وتعرض للانتهاك عدة مرات منذ هذا التاريخ. وفي إطار هذا السياق، فإن حظوظ تحقيق تقدم في الجولة الثانية من المفاوضات، المقررة يوم 14 يناير الجاري، تبدو جد ضئيلة أكثر من أي وقت مضى. وبالنسبة للرياض، التي ترى في جماعة الحوثيين مجرد بيادق لطهران، فإن اليمن تعتبر خطا أحمر. وإلى جانب هذا، يُخشى أن تؤثر الأزمة الدبلوماسية السعودية الإيرانية، سلبا، على الجهود المبذولة من أجل حل الأزمة السورية التي تقترب من سنتها الخامسة، وقد خلفت أكثر من 250 ألف قتيل. وقد ساهم استعداد البلدين في الجلوس على مائدة واحدة خلال اجتماعات فيينا، في النشاط الدبلوماسي الذي أدى، يوم 18 دجنبر الماضي، إلى القرار الأممي 2254 الذي رسم للمرة الأولى خطوط انتقال سياسي. وعلى هذا الأساس، استدعت الأمم المتحدة نظام الأسد ومعارضيه إلى مفاوضات يوم 25 يناير بجنيف. لكن بعد هذه الأحداث التي أضيفت لعملية تصفية قامت بها دمشق، بمباركة موسكو، لأحد أبرز قيادات التمرد، فإن فكرة عقد هذا المؤتمر أصبحت أمرا مستحيلا.
النمر أبرز المناوئين للنظام السعودي بإعدام الشيخ النمر، يكون النظام السعودي قد أخرس أحد مناوئيه الأكثر تشددا. كان النمر، الذي يبلغ من العمر 56 سنة، قائد التظاهرات التي هزت المنطقة الشرقية بالمملكة، تلك المنطقة التي تعتبر معقل الطائفة الشيعية السعودية بين 2011 و2012. ويعتبر الشيعة، الذين يبلغ عددهم المليونين في المملكة، أنفسهم مهمشين. وكان نمر باقر النمر يطالب بالمساواة في الحقوق للطائفة التي ينتمي إليها، وبانتخابات حرة، ولم يتردد في الإعلان بأن الملكية السعودية سيتم إسقاطها في حالة استمرار قمع الشيعة. بالنسبة للمسؤولين السعوديين الذين كانوا يرون فيه عميلا لطهران، فإن خطيب القطيف (النمر) تجاوز الخط الأحمر على الأقل مرتين. المرة الأولى في خطاب له سنة 2012، حيث عبّر عن ابتهاجه لموت ولي العهد السعودي نايف بن عبد العزيز، وفي المرة الثانية حين نادى بانفصال شرق السعودية وإلحاقه بالبحرين المجاورة التي تقطنها أغلبية شيعية. وإذا كان النمر يحظى بشعبية من طرف الشباب المهمش في القطيف، فإنه يفتقد إجماعًا حوله داخل الشيعة السعوديين ذلك أن العديد من هؤلاء يعتبرون استراتيجية المواجهة التي اختارها ضد النظام عقيمة، ويفضلون بدلا منها خطابا أكثر اعتدالا على غرار نهج الشيخ حسن الصفر. لكن إدانته بالإعدام سنة 2014 زاد من شهرته، بينما جعلت منه عملية إعدامه، التي جاءت في عز التجاذب ببن الرياض وطهران، أيقونة القضية الشيعية.
"لوموند" 3 يناير 2016.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.