2- تحديد العلاقة بين المراهقة و الإنترنت : لعلّ السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان, هو لماذا المراهقة و الإنترنت؟, و هو سؤال مشروع و محوري, ستتيح الإجابة عنه إماطة اللبس و كشف التداخلات و العلائق الموجودة بين هذين العنصرين. إنّ ربط المراهقة كمرحلة نمائية عمرية من مراحل تطور العنصر البشري بالإنترنت كتقنية للتواصل و التثقيف يمكن تفسيره من خلال النقاط التالية : × الإنترنت أصبح عاملا حاسما في تحديد سلوك المراهقين و مردوديتهم الدراسية, إلى درجة أصبح معه العالم الافتراضي يسحب البساط من التربية الأسرية, و يكتسح الفضاءات الزمنية للمراهقين . × الإنترنت أحدث تحولات جذرية في طبيعة الظواهر التربوية و في نوعية أدوار مؤسّسات التنشئة الاجتماعية التقليدية ( المجتمع, الأسرة, المدرسة), فحسب دراسة بالولايات م. أ. معنونة ب "مشروع الشباب الرقمي" قامت بها مؤسسة "مارك آرثر" , و استغرقت هذه الدراسة 3 سنوات ( 2010-2012), و قد شارك فيها 800 مراهق (ة) و أقاربهم, خضعوا للملاحظة طيلة 5000 ساعة, كشفت أن المراهقين يوظفون الإنترنت لتعلّم المهارات التقنية الضرورية في العالم المعاصر, و التواصل و بناء هويتهم الاجتماعية, كما أبانت الدراسة على أنّ شبكات التواصل الاجتماعي مثل my espace و facebook حلّت محلّ فضاءات اجتماعية من قبيل المنتزهات و أماكن التسوّق و الشارع لبناء علاقات اجتماعية[1] . × بروز ظواهر تربوية جديدة لم يكن ممكنا التحدث عنها في غياب الإنترنت كمساهمة الإدمان على الإنترنت في الفشل الدراسي لدى المراهقين, و مساهمته في خلق التوازن النفسي عن طريق المحادثة و التفريغ السيكولوجي, و ظواهر أخرى مثل : العنف الإلكتروني, الشغب الإلكتروني داخل الفصل, الجريمة الإلكترونية…[2] × لكون المراهقين هم الأكثر استخداما للإنترنت, نظرا لاستجابته لتمرّد المراهقين و استقلالهم عن وصاية الراشد . × ربط المراهقة بالإنترنت الهدف منه شد انتباه الأساتذة إلى ظواهر تربوية جديدة بدأت تفرض نفسها في الوسط التربوي, كاستخدام الهواتف الذكية داخل الفصول الدراسية من قبل المراهقين, و رصد و تصوير تحركات المدرسين داخل الفصل و نشرها فيما بينهم, و استهلاك مواد غير مناسبة داخل الفصل كالجنس التجاري و العنف, و ظاهرة التأخر أو التغيب عن الحصص في الصباح بفعل التمادي في ممارسة الألعاب الإلكترونية عبر أجهزتهم الذكية و تصفح الإنترنت إلى ساعات متأخرة من الليل …[3] [1] – www.almassar.co.il/art.php?id=10064 [2] – من محاضرات "مجزوءة السيكوبيداغوجيا " , الدكتور أحمد إحدوثن, السنة الجامعية 2012/2013 . [3] – httpM//tarb3.blogspot.com/2013/12/blog_post.html