في كرة القدم، الموهبة لا تضمن لك النجاح، ولا الانتماء لأكاديمية عملاقة مثل ريال مدريد أو بايرن ميونيخ يعني أنك ستمنح فرصة عادلة تتيح لك التألق والتطور، هذا ما تؤكده حالات مواهب مغربية صاعدة مثل يوسف لخديم، وعبد الله وزان، وأدم أزنو. يرى المحلل الرياضي أسامة البراوي في حديث ل "أكادير 24" أن يوسف لخديم أدرك مبكرا دروسا قاسية من تجربة ريال مدريد، فالنادي الإسباني، حسب تعبيره، "لا يمنح الثقة للاعبين الشباب، حتى ولو تخرجوا من مدرسته"، ويضيف: "ريال مدريد يؤمن فقط بالنجوم، أما الشباب فإما أن يصبروا طويلا على مقاعد البدلاء، أو يختاروا الرحيل"، مستشهدا بأمثلة مثل مارتن أودي غارد ونيكو باز، الذين قضوا فترات طويلة بلا فرص حقيقية. من هذا المنطلق، يثني أسامة على قرار لخديم بالانتقال إلى ديبورتيفو ألافيس، بحثا عن دقائق لعب حقيقية، ويحذر عبد الله وزان من السقوط في الفخ ذاته، مشددا على أن "اللاعب الشاب يحتاج مشروعا واضحا يضمن له التطور، لا مجرد صورة بقميص نادٍ عملاق. من جانبه، يرى المحلل حسن مومن في تصريح مماثل أن النضج الكروي يتطلب تدرجا حكيما، والأهم من كل شيء، دقائق لعب كافية. ويؤكد أن أشرف حكيمي هو المثال الأمثل لهذا الخيار، فقد "خرج من ريال مدريد نحو بروسيا دورتموند، حيث لعب موسمين أساسيا، وتحسنت أرقامه وأصبح نجما عالميا". ويتوقف حسن أيضا عند حالة آدم أزنو، الشاب القادم من لاماسيا، الذي رغم تصعيده للفريق الأول لبايرن ميونيخ، لم يحظ بفرصة حقيقية، مما اضطره إلى المغادرة نحو ريال بلد الوليد، ثم إيفرتون. ويختم حسن قائلا: "حتى لو كنت في نادٍ كبير، فإن البقاء دون تنافسية يؤثر على مستواك وعلى جاهزيتك مع المنتخب الوطني". يتفق كل من مومن والبراوي أن الانتقال إلى نادٍ متوسط يمنحك وقتا فعليا على أرضية الملعب، هو خطوة ذكية لكل لاعب شاب، خصوصا إن كان مغربيا يطمح لحجز مكانه في "أسود الأطلس"، ف"النادي الكبير لا يصنع لاعبا كبيرا، بل عدد الدقائق التي يلعبها"، كما يلخصان ذلك. شارك هذا المحتوى فيسبوك X واتساب تلغرام لينكدإن نسخ الرابط