هل تتخيل شعور أبوين، وفلذة كبدهما "يحترق" ألما أمامهما، ويقال لهما ببرودة دم: "مالكم دايرين على هاد الولد هاكة.. راكم صغار تقدرو تولدو 10 آخرين"؟ وكيف يكون وقع هذه الجملة على مشاعرهما حين يكون القائل "دكتورا"، أو "طبيبا" أو "ممرضا"، حيث يفترض التواصل بأسلوب أكثر دفئا وتعاطفا ! ألا تطرح أكثر من علامة استفهام حين يقول الطاقم الطبي للأبوين: "لا أمل لدى ابنكما، قد يموت في ظرف 24 ساعة." لكن هذا الطفل، يرفض الخضوع للقراءة الطبية، ويعيش 11 شهرا بعدها؟ تلك قصة الأب "رشيد البقالي" ومعاناة طفله "رضى"، مع المرض، والأطباء. الأطباء يضعون احتمال وفاة الطفل في 24 ساعة.. فيعيش 11 شهرا تساؤلات كثيرة طرحها "رشيد البقالي" والد الطفل "رضى"، عقب زيارة قامت بها "أكورا" إلى بيته حيث يصارع طفله المرض ويصرخ من شدة الألم، لدرجة تجعل جيران العمارة ينزلون إلى شقته مذعورين من شدة صراخ طفل لا يبلغ من العمر سوى 3 سنوات، أول جملة يبدأ بها والده "اللهم لا اعتراض على مشيئة الخالق.. لكن المشكل يكمن في الخلق"، من هنا يبدأ "رشيد" وزوجته عملية سرد قصتهما مع الإهانة التي تعرضا لها في أكثر من مناسبة، على يد الطاقم الطبي بمستشفى الأطفال، ويتساءلان: "ماذا ننتظر من طبيبة تغلق المكتب علينا، وتسألنا مالكم دايرين على هاد الوالد هاكة، راكم مازال صغار تقدروا تولدوا 10 آخرين"، ليتدخل زوجها قائلا: "هل هذا يعني أن أي طفل مصاب بالسرطان يترك وحيدا يصارع الألم والوجع ويكتفي والديه بالتفرج عليه، أين نحن، يقول "رشيد البقالي"، ويتابع سلسلة من الإهانة تعرض لها من قبيل "ولدك داير بحال قنية (أرنب) راه غادي يبقى يتكمش حتى يولي فشي شكل"، أو "سير خوذ ولدك راه 24 ساعة محال يكملها"، كيف يمكن لأب أن يستوعب ما أسماه بالتواطؤ ضد ابنه، وإهانته، في الوقت الذي كان مستعدا أن يتبرع لطفله بجزء من كبده لإنقاذ حياته؟ عطف محمد السادس على الطفل رضى أكد "البقالي" في حديث ل "أكورا" أن سعادته لا توصف عندما تلقى مكالمة شهر مارس 2013، من الدكتور "فيلالي" يعبر فيها على لسان البروفيسور "الماعوني" بمصحة القصر الملكي بالرباط، عن تأثر جلالة الملك محمد السادس لحالة الطفل "رضى" وقراره التكفل بعلاجه في إحدى مستشفيات باريس، وتابع "البقالي" أنه فوجئ لموقف الدكتورة "احسيسن" التي كانت ترفض مقابلة والد الطفل "رضى"، واكتفت بمراسلة مستشفى فرنسا، ومن تم فاجأت الطفل باستحالة علاجه بالخارج بدعوى أن حالته ميؤوس منها، ويمكن أن يتابع بمستشفى الشيخ زايد بالرباط، حيث تم استقباله بمستشفى الاطفال لمدة 4 أيام دون عناية أو اهتمام. هل إخفاء حالة الطفل "رضى" كان نتيجة لخطأ طبي؟ في حديثه ل "أكورا" أكد والد الطفل "البقالي" أن غموضا كبيرا عرفه ملف ابنه، حيث رفض الأطباء منذ البداية إعطائه توضيحات عن الحالة الصحية لطفله، خاصة عندما كان يناقش مع الطاقم الطبي نتائج التحاليل التي كانت إيجابية في مجملها، وكانوا (الأطباء) يرفضون التواصل معه، حيث كشف إحدى الخروقات في علاج طفله، دون علمهم أن "رشيد البقالي" والد الطفل "رضى"، حاصل على دبلوم تقني مختبرات أمراض الدم وعلم الجراثيم من إحدى الجامعات الاسبانية، بل الأكثر من ذلك يروي لنا والد الطفل، أنه ولمعرفة حالة طفله، لجأ إلى تدخل من أحد الأشخاص بمكتب الأممالمتحدة بالرباط !! والد "رضى البقالي"، وجه رسالته عبر "أكورا" إلى كل المسؤولين، إلى فتح تحقيق في موضوع طفله، والأسباب التي دفعت الطاقم الطبي يتفادى أو يتماطل في تطبيق أوامر جلالة الملك بمتابعة علاج الطفل بمستشفى الشيخ زايد بالرباط، بعد أن تم إلغاء رحلة العلاج إلى فرنسا.