المياه تغمر عددا من مواقف السيارات وتقطع الطرق وتعطب عشرات السيارات وتتسبب في تأخر حركة النقل هل ضاقت المنطقة بمن فيها أم هي "أمطار صيفية" عابرة؟ فما شهدته منطقة تطوان ككل ليلة الأربعاء صبيحة الخميس، كان أشبه بما يحدث في تلك الليالي الشتوية العاتية، أمطار قوية انطلقت ولم تتوقف على مدار ساعات طوال متسببة في فيضان صيفي مفاجئ. لم يكن أحد من أولائك الذين كانوا يسبحون صباحا ويتجولون ليلا بشوارع تطوان ومصايفها، أن الأمور ستنتهي بتلك الطريقة حتى بعد أن ابتدأت أولى قطرات المطر التي اعتقد البعض أنها ستكون عابرة، قبل أن تتحول لمياه جارفة لا تشفق ولا تحن على ما تجده في طريقها، خاصة بمدينة المضيق التي تجمع مياه الأنهار والسواقي القادمة من أعلى الجبال المجاورة لها لتتجمع هناك وتتسبب في خسائر جسيمة. فيضان ليس غريبا عن المنطقة فالساكنة اعتادوا مثله، لكن أن يكون في الصيف فالأمر مختلف بعض الشيء، خاصة وأن الكثيرين اطمأنوا أكثر من اللازم لتلك القطرات الأولى واعتبروها غير ذات اهتمام، قبل أن تتطور الأمور مع أولى ساعات الصباح وتتحول بعض الشوارع لما يشبه بوديان جارية، بعد ان كانت طرقات وممرات للراجلين والسيارات، لتكون الضربة القوية في صفوف من أوقف سيارته بمنطقة من مناطق تجمع المياه، خاصة ما يسمى مواقف رسمية بوسط المضيق، التي تتحول مع كل تساقطات مطرية لما يشبه مسبح ممتلئ بالمياه بسبب إحاطتها من كل جانب وعدم توفرها على بالوعات ولا مخارج للمياه، رغم تكرار الفيضانات بها وتسببها في خسائر جسيمة لعشرات السيارات. عشرات من السيارات غالبيتها لزوار المنطقة هم ضحايا تلك الفيضانات التي عرفتها منطقة تطوان ككل، والأكثر تضررا مدينة المضيق وبعض أحياء مرتيل، حيث أكدت بعض المصادر أنه ما لا يقل عن 70 حتى 80 سيارة أصيبت بأعطاب بسبب المياه التي دخلت لمحركها نتيجة ارتفاع منسوب المياه في مواقف السيارات المتواجدة بوسط المضيق أساسا. "دابا شكون غادي يخلص هادشي، كيعرفوا غير اتخلصوا منا بأثمنة مرتفعة أمكيعدلوا والو" يقول أحد الضحايا الذي عليه صرف مبالغ إضافية لإصلاح سيارته وهو الذي كان يستعد لمغادرة المدينة بعد يوم واحد فقط. تدخلات عناصر الوقاية المدنية من خلال مديريتها الإقليمية بالمضيقوتطوان، لم تكن كافية لإنقاذ الوضع الذي تطور بشكل خطير وكادت الأمور تتحول لما لا يحمد عقباه، لولا الأقدار الإلهية التي "كفكفت" الأمطار والتي توقفت كما يقول الكثيرون في الوقت المناسب فلو استمرت لوقت أطول لكان الوضع أخطر ولكانت الخسائر أكثر وقد تصل حتى للخسائر البشرية، خاصة بالنسبة لفيضانات لم تكن متوقعة ببعض الطرق والتي حاصرت المارين وكادت تجرف سياراتهم، فيما تم إغلاق الطريق الوطنية الرابطة بين المضيق والفنيدق وتحويل الإتجاه عبر الطريق السيار، بسبب فيضان بعض الوديان التي حوصرت مياهها نتيجة البناءات التي أقيمت على الشاطئ ضمن تلك المشاريع "السياحية" الخاصة. قد تكون تلك الأمطار إعلان عن نهاية صيف ساخن وخاص عاشته المنطقة هذا الموسم، أو مجرد سحابة صيف عابرة قد تنتهي مع متم ذات المساء لتعود الأمور لما كانت عليه، خاصة وأن العطلة مازالت بها بضع أيام تغري الكثيرين من الذين اختاروا نهاية غشت للإستفادة من صيف بدون "صداع الراس" كما يقول أحدهم وهو يرى تلك الأمطار التي قد تخفف من الضغط الذي تعرفه المدينة ومصايفها هاته الأيام… مصطفى العباسي