عاش الوزراء الستة وكاتبة الدولة المكلفة بالماء وكاتبان عامان للوزارة، المشكلين للوفد الوزاري الذي انتقل للحسيمة بتعليمات ملكية، ضغطا وحرجا كبيرين. لكن مع ذلك، سعوا للبرهنة عن نية حقيقية في الإنصات للساكنة من خلال ممثليها من المنتخبين والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين والمدنيين والشباب. ساعات طويلة من الأسئلة والتعقيبات لم تكن سهلة البتة على المسؤولين الحكوميين، حيث وضعتهم في مواجهة مباشرة مع المنتخبين وممثلي المجتمع المدني وأيضا مع بعض الشباب المشارك في الاحتجاجات التي تعرفها الحسيمة منذ سبعة أشهر الآن. وكانت الجلسة مناسبة أقر فيها الوزراء بوجود تأخير كبير في إنجاز المشاريع التنموية المندرجة ضمن برنامج «الحسيمة، منارة المتوسط»، الذي كانت وقعت الاتفاقية الخاصة به سنة 2015 برئاسة الملك محمد السادس وخصص له غلاف مالي قدره6.5 مليار درهم. لفتيت: ليس في صالح أي أحد الترويج للريف كمنطقة توتر عسكري لم يفوت وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، الفرصة لتقديم توضيح حول «رفع العسكرة عن الريف والحسيمة»، وهو واحد من المطالب، التي رفعتها فئة من المحتجين ورددها مسؤولون سياسيون . إذ نبه عبد الوافي لفتيت إلى أن ترديد هذه العبارة هو «تغليط للرأي العام وتضليل لأن ظهير 1958، المتعلق بعسكرة الحسيمة نسخه ظهير 1959، ومن ثمة فترويج مثل هذه المغالطات والادعاءات الكاذبة لا يخدم أحدا وليس في صالح أي كان الترويج للريف كمنطقة عسكرية». وزاد متسائلا :«بالله عليكم هل تحسون بأن الحسيمة مختلفة عن باقي المدينة من حيث وجود قوات الأمن من عناصر الشرطة والقوات المساعدة؟!». وبشأن زيارة الوفد الوزاري إلى الحسيمة، أضح عبد الوافي لفتيت، قائلا: «هذه الخطوة هي رسالة إيجابية من الحكومة اتجاه المطالب المشروعة والواقعية للمواطنين في إقليمالحسيمة». وأضاف موضحا: «برنامج "الحسيمة منارة المتوسط" هو خيار تنموي استيراتيجي يلبي 90 في المائة من المطالب الاجتماعية والاقتصادية للساكنة». وزاد قائلا: «بالفعل هناك تعثر في إنجاز المشاريع ومع ذلك فوتيرة الإنجاز على أرض الواقع تظل جيدة . كما أننا ملتزمون بإيجاد أنجع الطرق لاستيعاب الطاقة الشبابية للإقليم». اعمارة : تعثر إنجاز بعض المشاريع سببه عدم مراقبة سير الأشغال لم يجد وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، عبد القادر اعمارة، حرجا في الإقرار بأن تعثر أو تأخر وتيرة إنجاز بعض المشاريع راجع لعدم قيام الوزراء الملكفين بهذه المشاريع بالمراقبة المنتظمة والميدانية لها. وقال عبد القادر اعمارة: «هناك تقاعس في القيام بزيارات ميدانية للمشاريع والوقوف عن قرب على سير الأشغال بها.أيضا نحن نتقاعس في تقديم وشرح الأسباب وراء تأخر إنجاز المشاريع. وهذا النقص الحاصل في التواصل بيننا كمسؤولين قطاعيين وبين المواطنين يعمق هوة المؤاخذات. ومع ذلك، أؤكد أن لا وجود لمنطق الكيل بمكيالين في التعاطي مع البرامج التنموية لإقليمالحسيمة». أخنوش: المستثمر يحتاج لمناخ استثماري مشجع بالنسبة لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه، عزيز أخنوش، تنمية الاستثمار بإقليمالحسيمة رهين بضمان المناخ الاستثماري المشجع. ونبه عزيز أخنوش إلى أن الاستقرار الاجتماعي والأمني، مقوم أساسي لجلب الاستثمارات للمنطقة . وفي هذا السياق، قال عزيز أخنوش: «المنطقة جميلة وناسها طيبون . ونحن جد سعداء ومرتاحون لأن الساكنة تكشف عن رغبة حقيقية في الإسهام في تنمية منطقتها من خلال العمل والمبادرة». واستطرد عزيز أخنوش موضحا: «أنا كمستثمر أدرك أن الاستقرار والأمن ضروريان للتشجيع على الاستثمار . فليس هناك مستثمر سيغامر بوضع أمواله في منطقة تعيش التوتر».
