لم تكن ليلة الثلاثاء، 26شتنبر 2017، عادية على السعوديين، فقد أعلن الملك سلمان بن عبد العزيز بإنهاء ما ميز السعودية عن بلدان العالم كافة، ب: السماح للمرأة بقيادة السيارة. القرار المذكور طالما انتظرته السعوديات، وأيضا طالما رفضه بعض السعوديون، حيث من المتوقع أن تمتلئ شوارع المملكة بسيارات تجلس المرأة خلف مقود القيادة بعد 10 شهور من الآن. وجاء الإعلان بمثابة تطور دراماتيكي للخط البياني لطموحات ولي العهد محمد بن سلمان التي أعلن عنها منذ أكثر من عام، بجعل المجتمع السعودي "أكثر انفتاحاً" في خط متواز مع تحديث للاقتصاد سيطال واحدة من أكبر الشركات التي ينظر إليها السعوديون على أنها درة تاج المملكة: أرامكو. مع ذلك، فإن إعلان بيع جزء من أرامكو لم يمس شغاف قلب السعوديين كما فعل السماح للمرأة بقيادة السيارة، حتى يكاد يكون هذا القرار بمثابة انقلاب طالت أعماق المجتمع السعودي رغم الحديث عنه بكثافة ما بين مؤيد ومعارض منذ أكثر من عقد من الزمن، وجاء ذلك كانقلاب آخر قام به بن سلمان على ولي العهد السابق محمد بن نايف واستولى على منصبه. القرار ذو العيار الثقيل، وكعادة السعودية، جاء في الساعات الأخيرة من يوم الثلاثاء الذي سيكون بمثابة يوم فاصل في تاريخ المملكة: فالسعودية ما قبل الثلاثاء لن تكون السعودية ما بعده، الأمر الذي انعكس على الشبكات الاجتماعية التي تصدّر فيها وسم #الشعب_يرفض_قياده_المرأة الترند الأول في السعودية الساعات الأولى من صباح الأربعاء، وصبَّ فيه عدد كبير من السعوديين جام غضبهم منتقدين القرار. واللافت في التغريدات التي انتشرت تحت هذا الوسم أن الغضب لم يقتصر على سعوديين، بل سعوديات أيضاً، وخاصة أن القرار جاء بعد يومين من احتفالات اليوم الوطني، التي شهدت اختلاطاً في شوارع العاصمة الرياض، الأمر الذي انتقده كثيرون، معتبرين أنَّ قيادة المرأة للسيارة ستزيد من الأمور تعقيداً، ولن تكون هناك ضوابط للاختلاط بعد اليوم.