دق ناقوس الخطر حول وضعية الأطفال ضحايا الاستغلال بمخيمات تندوف مستمرة، التحذير هذه المرة جاء على لسان الخبير في العلاقات الدولية ماتيو دومينيكي، خلال نقاش مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة، حيث عبر الخبير عن أسفه لما يتعرض له الأطفال من استغلال على يد "البوليساريو"، بعد تجنيدهم قهرا وضدا على إرادتهم ضمن الميليشيات. واستحضر الخبير السويسري عددا من المعطيات التي نبهت لها العديد من التقارير الدولية، مشيرا أن 8000 طفل صحراوي تعرض للاستغلال على غرار باقي سكان المخيمات، حيث تم ترحيلهم نحو معسكرات خارجية، في مقدمتها تلك المتواجدة بالجزائر، وليبيا، وكوبا، وسوريا وفنزويلا، في خرق لكل حقوق الأطفال التي حددتها الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل في عام 1989، كما استنكر الخبير على غرار ما جاء في تقارير سابقة، مجاهرة البوليساريو بتسويق انتهاكات الأطفال من خلال التوثيق لها في إطار استعراضات عسكرية تعرض على أنظار العالم، وقد كان آخرها استعراض بمخيمات تندوف تحت رعاية جزائرية، بعد خرق وقف إطلاق النار في 13 نونبر 2020". و طالب الخبير السويسري، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة و مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بالتدخل لدى السلطات الجزائرية لمطالبتها بوضع حد للانتهاكات التي يتعرض له الأطفال، مذكرا أن مكانهم الطبيعية هو المدارس مع الحق في الحصول على مأوى ، والحق في ظروف عيش كريمة ، والحق في اللعب والترفيه والحق في حرية التعبير والمشاركة والحق في أن تكون لهم أسرة وأن يكونوا محاطين ومحبوبين وكذلك الحق في أن تتوفر لهم الحماية من جميع أنواع العنف وعدم الزج بهم في الحرب. وفي سياق متصل، حرصت منظمة "إل شيناكولو" الإيطالية، خلال الأسبوع الماضي على تنبيه مجلس حقوق الإنسان إلى الانتهاكات التي يتعرض لها آلاف الأطفال بمخيمات تندوف، بعد انتزاعهم من أسرهم وإجبارهم على حمل السلاح وما يرافق ذلك من استغلال وإجبار على العمل في ظروف غير إنسانية. وفي نفس السياق نبه مركز "بوليسنس" الكندي في مذكرة موجهة لرئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، من الاستغلال البشع الذي يتعرض له أطفال المخيمات، مع مطالبته بوضع حد لهذا الانتهاك، تبعا لالتزام كندا بمبادئ فانكوفر 2017 حول تجنيد الأطفال.