وصل "مئات" الجهاديين الاتين من السودان و مخيمات تندوف نهاية الاسبوع الى شمال مالي الذي يحتله اسلاميون مسلحون للقتال الى جانبهم في حال ارسلت قوة مسلحة اجنبية الى المنطقة، كما افاد شهود عيان لوكالة فرانس برس. واكد مصدر امني مالي للوكالة ان "مئات الجهاديين، وخصوصا من الجنسية السودانية ومن اصول صحراوية، وصلوا كتعزيزات الى منطقة تمبكتو (شمال غرب) وغاو (شمال شرق) لمواجهة هجوم للقوات المالية وحلفائها". و أكد حبيب ولد يوسف و هو احد قادة حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا في غاو شمال مالي لل أف ب ، وصول هؤلاء الاسلاميين الاجانب. وقال ولد يوسف بلهجة التحدي "يريدون الحرب؟ سنخوض الحرب. ولهذا السبب ياتي اشقاؤنا من كل مكان. ياتون من مخيمات تندوف في الجزائر ومن السنغال ومن ساحل العاج، من كل مكان". و كانت تقارير إستخباراتية سربت للصحافة قد أكدت قبل أسبوعين أن مرتزقة من جبهة البوليساريو تقاضوا من تنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي منحات قدرها أربعة آلاف أورو في مقابل إنخراطهم في صفوف الجهاديين . و سمح تنقل مجموعات من ساكنة المخيمات الى مناطق بالتراب الموريطاني بغية إتمام إجراءات الحصول على وثيقة إقامة قانونية بموريطانيا للعديد منهم باتمام طريقهم الاى شمال مالي عبر الحدود الموريطانية الشرقية للالتحاق بمعسكرات القاعدة . و سبق للعلم أن أكدت نسبة الى مصادر متواترة أن قياديين بجبهة الانفصاليين يشتغلون كوسطاء لتمكين المتطوعين من تصريح مغادرة مخيمات تندوف في إتجاه موريطانيا مقابل عمولات تدخل حسابات عناصر نافذة بقيادة الجبهة الانفصالية . و تفيد التقارير الاستخباراتية أن عنصرا نافذا بجبهة الانفصاليين يدعى حكيم ولد محمد أمبارك المكنى بحذيفة الذي إلتحق بتنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي بشمال مالي و أسندت اليه مسؤولية مسؤول بالشرطة الاسلامية بغاو ظل يمثل صلة الربط بين الجماعة و الارهابية و مخيمات تندوف , حيث كان و بتنسيق مع قياديين محليين بالجبهة يرتب عمليات تسلل صحراويين من المخيمات و إيصالهم الى معاقل الجهاديين بشمال مالي . و الغريب أن التقارير الأمنية تؤكد أن نفس الشخص سبق إعتقاله بعاصمة مالي باماكو قبل أربع سنوات حيث أقر للمحققين بوجود جناح صحراوي تابع لتنظيم القاعدة بمخيمات تندوف , ليتم ترحيله الى موريطانيا قبل أن يعاود الظهور مجددا في ظروف مريبة و يسهم الى جانب قيادات إنفصالية أخرى في تأسيس حركة التوحيد و الجهاد التي ركزت أنشطتها في الأشهر الأولى من تشكيلها على نشاط تهريب المخدرات و التهجير السري بمنطقة الساحل قبل أن يشتد عودها و تنفذ عملية إختطاف الرعايا الغربيين بقلب مخيم الرابوني بتندوف قبل قرابة السنة . و سبق لحكومة مالي بداية السنة الجارية أن إتهمت مباشرة جبهة "البوليساريو" ب"استخدام ترابها في عمليات الاختطاف والاتجار في المخدرات، كما قدمت قرائن تتبث تواطؤ صحراويين مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". و تتوفر أجهزة الاستخبارات الفرنسية و الاسبانية على قرائن عديدة تؤكد أن عناصر في الجناح الصحراوي لتنظيم القاعدة الذي أصبح منذ سنة يدين بالولاء المطلق لحركة التوحيد و الجهاد و لقادتها من الانفصاليين و في مقدمتهم الناطق الرسمي باسمها أبو الوليد الصحراوي متورطون أيضا في عملية إختطاف أربعة مواطنين فرنسيين بشمال النيجر بشتنبر من سنة 2010 .