رصيدك ..تأشيرة دخولك

تعالت الأصوات و انطلقت الحملات وانتشرت " الهاشتجات" ، و انفجر غضب عارم بين الجماهير المغربية في الأيام الأخيرة التي رفضت رفضا تاما إعطاء تأشيرة دخول للفنان المصري محمد رمضان بعد إعلانه إحياء حفلات بمراكش خلال شهر ديسمبر المقبل، و كان لهذه الحملات أثر كبير في الأوساط المصرية التي استغربت هذا الرفض الذي فُسِّر عند البعض أنه بسبب ما وقع للنجم العالمي المغربي " ريد وان" و الملحن المغربي " نعمان بلعياشي" في حفل افتتاح الجونة خصوصا أن إدارة المهرجان قدمت فيما بعد اعتذارا رسميا للشعب المغربي بعدما اسمته "خطأ غير مقصود" في إعداد الحفل، أو ربما هذا الرفض الجماهيري جاء أيضا ردا على رفض زيارة الفنان المغربي "سعد لمجرد" لمصر بل و منع حلقته المسجلة لبرنامج "سهرانين" من البث، أو هناك تخمين أخير والأكثر تداولا أن هذا الفنان الشاب لا يتوفر على رصيد كاف يجعله يحصل على تزكية من الجمهور المغربي، و السؤال هنا الذي يطرح نفسه ماذا لو كان قد تم الإعلان عن زيارة فنان آخر غير محمد رمضان، هل سيكون للجمهور المغربي نفس رد الفعل!!؟؟.
و بينما أقلب في صفحات الفيسبوك وقعت عيناي على صورة للفنان العظيم "أحمد عبدالعزيز" هذه الشخصية الموهوبة بامتياز، الشخصية المحترمة و المثقفة، المقلة في الأعمال في الفترة الأخيرة و كلنا نعلم السبب في اختفاءه و اختفاء بعض النجوم الكبيرة أيضا، هذا النجم الذي عشقه الشعب المغربي من خلال مسلسلات كان يجتمع عليها في رمضان ك "المال والبنون"، " سوق العصر"، و "من الذي لا يحب فاطمة"، فنان دخل قلوب العرب بفضل احترامه لنفسه أولا و لجمهوره ثانيا، بالتأكيد لا أستطيع وضعه في مقارنة بينه و بين محمد رمضان فتاريخه الفني أكبر من عمر هذا الفنان الشاب مهما ارتفعت أرقام المتابعين و أرقام الأجور، لكنني تساءلت ماذا لو تم الإعلان عن تكريم هذا الفنان القدير في المغرب...!، أظن و بالتأكيد ستتغير الهاشتجات.
الجمهور المغربي جمهور ذواق، واع ومثقف، يختار بعناية شديدة، يحب البساطة و الصدق، يحب التقدير مثلما يكره التعالي و الغرور، عشق عبدالوهاب و ام كلثوم و عبد الحليم كما عشق أيضا هاني شاكر و تامر حسني و كاظم الساهر، يضع شروطا قاسية للقبول أولها التواضع و آخرها احترام الفن.

أخيرا و آخر سؤال، هل يمكننا اعتبار الفنان محمد رمضان مطربا يتميز بحنجرة ذهبية تنافس المطربين وتستحق منا دفع مبالغ للاستمتاع بها، ام أننا تدفع ثمن التذكرة و نكتفي بالنظر الى عضلاته أثناء رقصه على الخشبة.