رغم عمل العلماء منذ عقود على أبحاث كثيرة تهدف إلى معرفة حقيقة المادة المظلمة، التي يعتقد أنها تشكل الغالبية العظمى من الكون، فقد تم نشر أول صورة يعتقد أنها لتلك المادة، التي يتصور العلماء أنها قد تكون موجودة في قلب درب التبانة. وربما تقدم دراسة حديثة تعتمد على بيانات عامة تم تسجيلها بواسطة تلسكوب فيرمي الفضائي، التابع لوكالة ناسا، بعض الإجابات التي تساهم في معرفة طبيعة تلك المادة. ولفتت في هذا السياق صحيفة الدايلي ميل البريطانية إلى أن الأستاذ المساعد، دان هوبر، ومجموعة من زملائه، لدى مختبر فيرمي الوطني في باتافيا بولاية إلينوي، يقومون بدراسة إحدى الإشارات الموجودة في قلب مجرة درب التبانة منذ العام 2009. وبات العلماء على قناعة الآن بأن تلك الإشارة نتجت عن تصادم جزيئات المادة المظلمة بعضها ببعض. حيث أوضحوا بهذا الخصوص أنه وبينما تقوم تلك الجزيئات بتدمير بعضها البعض، فإن تلك العملية تصدر عنها أشعة غاما لتنطلق بعدها في الفضاء، وهو ما يؤدي لظهور توهج يمكن ملاحظته في مركز مجرة درب التبانة. وقد تزيد اكتشافات مماثلة في مجرات قزمية قريبة، تصغر في الحجم عن مجرة درب التبانة، من تعزيز ما يتردد عن أن النظرية ربما تكون صحيحة. وفي تصريحات خصَّ بها موقع نيو ساينتيست، قال هوبر:"هذه هي الإشارة الأكثر إلحاحاً التي نمتلكها بخصوص جزيئات المادة المظلمة". ولتأكيد اكتشافهم، تعين على العلماء أن يستبعدوا باقي الاحتمالات بالنسبة للإشارة، بما في ذلك الاحتمالية التي كانت تتحدث عن أن أشعة غاما تنتج عن نجم نابض بعيد أو نجم يدور بشكل سريع. وأوضحت الدايلي ميل أنه في حال ثبوت صحة النتائج التي توصل إليها هوبر ورفاقه، فإنها ستطرح بعض التساؤلات الصعبة والملحة بخصوص طبيعة المادة المظلمة. وإن تبين أن ما توصل إليه هوبر وفريقه البحثي يتماشى مع إشارات مشابهة في قلب باقي المجرات، فإن ذلك سيشير بقوة أكبر إلى أن تلك النتائج البحثية الجديدة صحيحة.