وجه شقران أمام، رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب وعضو المكتب السياسي السابق، رسالة مفتوحة إلى إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حملت تشخيصا قاسيا لواقع الحزب وما وصفه بالأعطاب البنيوية التي أصابت جسده التنظيمي. وأكد شقران أمام في رسالته أن الحزب يعيش أزمة حقيقية ناتجة عن غياب الديمقراطية التي تحولت إلى "حلقة مفقودة"، معتبرا أن منطق التعيين وتقابل الإرادات في بلوغ الأجهزة التقريرية كالمكتب السياسي والمجلس الوطني يمثل "سرطانا إجرائيا" مسخ هوية الاتحاد وأفقده مشروعية الدفاع عن الديمقراطية. كما عبر بوضوح عن رفضه للانخراط في مسار الولاية الثالثة والرابعة، واصفا إياه ب "الخطيئة الكبرى" التي جعلت الحزب رهينا لقواعد مزاجية لا تعكس تاريخه وقيمه. وشدد القيادي الاتحادي السابق على أن الاتحاد فقد صبغته المعهودة بعد أن فُتحت أبوابه أمام "العبث" وتحطمت قوانينه على صخرة الحسابات الشخصية، مشيرا إلى ظواهر سلبية طفت على السطح مثل السماح للفاسدين بالترشح باسم الحزب، والارتهان ل "انتقالات" سياسية تفتقد للمبدئية. وأضاف أن الحزب تراجع دوره التأطيري داخل المجتمع وضعفت قوته الاقتراحية، مما جعل استرجاع أنفاسه مرتبطا بضرورة تغيير السلوك والخطاب والمسؤولين عن التدبير الحالي. ودعا شقران، الكاتب الأول إلى فتح نقاش حقيقي لإخراج الاتحاد من "النفق" الذي أدخل إليه، مطالبا إياه كبادرة حسن نية بالإفراج عن لائحة أعضاء المجلس الوطني ونشر القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب. كما دعا إلى العودة الهادئة لأرضية ترشح الكاتب الأول في المؤتمر التاسع لمراجعة الالتزامات السابقة بكثير من الحكمة والرغبة في البناء.