أكد وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي، أن الطاقم التقني لم يحسم بعد في هوية التشكيلة الأساسية التي ستخوض مواجهة مالي، برسم الجولة الثانية من دور مجموعات كأس أمم إفريقيا، مشددا على أن الاختيارات النهائية ستتحدد وفق التصور التكتيكي للمباراة ومتطلبات المواجهة. وأوضح الناخب الوطني، اليوم الخميس، خلال الندوة الصحفية التي تسبق اللقاء، أن مركز رأس الحربة يظل مفتوحا أمام عدة خيارات، قائلا: "لم نحدد بعد التشكيلة الأساسية، وكل شيء مرتبط بفكرنا التكتيكي، سواء تعلق الأمر بيوسف النصيري أو سفيان رحيمي أو أيوب الكعبي". وأضاف أن دور المهاجم لا يقتصر فقط على التسجيل، بل يمتد إلى العمل الجماعي وخلق المساحات، مؤكدا أن الخطورة داخل المنتخب المغربي لا تأتي من لاعب واحد، بل من مختلف الخطوط. وأشار الركراكي إلى أن من أبرز نقاط قوة "أسود الأطلس" توفرهم على مجموعة متجانسة، قادرة على تقديم الإضافة في أي لحظة، مبرزا: "لا نملك بدلاء بالمعنى التقليدي، فكل لاعب يدخل يكون مطالبا بإعطاء قيمة مضافة والمساهمة في عمل المجموعة". وبخصوص المدافع آيت بودلال، كشف الركراكي أنه يتابع مساره منذ سنوات طويلة، منذ فترة اشتغاله داخل نادي الفتح الرياضي، مبرزا أن اللاعب مر بمراحل من التذبذب قبل أن يصل إلى المستوى الذي يقدمه حاليا. وأضاف: "استدعيته قبل عام ونصف حين كان احتياطيا مع رين وتعرضت حينها لانتقادات، واليوم الجميع يشيد به، ما يؤكد أن نظرتنا كانت بعيدة المدى". وشدد الناخب الوطني على ضرورة عدم التسرع في إشراك اللاعب، موضحا أن توقيت مشاركته سيتم تحديده بعناية. كما أكد الركراكي على أهمية لاعب خط الوسط عز الدين أوناحي، واصفا إياه بأنه من الركائز الأساسية داخل "أسود الأطلس"، مشددا على أن المنتخب يكون في أفضل حالاته حين يظهر أوناحي بمستواه الحقيقي. وقال: "أوناحي حين يكون في مستواه نكون منتخبا كبيرا جدا، وفي المباراة الأولى انتظرنا منه الكثير، وهو يعلم ذلك، ونحن واثقون أنه سيكبر مع المسابقة". وأضاف الركراكي: "إنه لاعب منحته ثقتي، ورغم أن الجميع يعلم موهبته، إلا أن بعض الأنصار انتقدوا مستواه وأحيانا استدعاءه، لكن حين تكون مدربا وتتوفر على موهبة مثله، عليك مرافقته كما هو الحال مع دياز وغيره". وتابع: "أوناحي اختار ناديه من أجل منتخبه الوطني، إنه لاعب يحب وطنه، وأولويته هي المنتخب المغربي ثم ناديه، وحين يلبس القميص يتحول، عكس بعض اللاعبين الذين يتألقون مع أنديتهم ويفقدون بريقهم مع المنتخب". وأكد مدرب "الأسود" على أن أوناحي يملك مؤهلات اللعب في أندية كبرى: "أوناحي لاعب يمكنه اللعب في فرق كبيرة، حين يكون مرتاحا ذهنيا وبدنيا". وعن المواجهة المقبلة، أقر الركراكي بصعوبتها، معتبرا أن منتخب مالي يمتلك شخصية قوية وإمكانيات تقنية محترمة، قائلا: "نعرف أن الجمهور المغربي يطمح دائما إلى المثالية، وهذا حق مشروع، لكن المستوى العالي قد يضعك أحيانا في مواقف معقدة. مواجهة مالي ستكون مختلفة وقد نعاني خلالها". ووصف المباراة بأنها ستكون اختبارا حقيقيا للفريق قائلا: "سنواجه منتخبا قويا يتوفر على إمكانيات كبيرة، والمباراة ستكون امتحانا صعبا أمام خصم نعرفه جيدا ويعرفنا بدوره. منتخب مالي يضم لاعبين مهرة للغاية، والمواجهة ستكون متوازنة، لأن طموح الفوز مشترك بين الطرفين". وأكد على أن الهدف الأساسي للمنتخب المغربي يتمثل في تحقيق النقاط الثلاث، وحسم بطاقة التأهل إلى الدور الثاني في أقرب وقت ممكن لمواصلة المشوار القاري بثقة أكبر. كما أبرز الركراكي الدور الكبير للجمهور المغربي، واصفا إياه ب"السلاح الأبرز" ل"أسود الأطلس" في البطولة، وقال: "الميزة التي نمتلكها هي الجمهور، وهو عنصر مهم جدا لدفع اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم داخل الملعب". وأكد أن الأجواء الجماهيرية الحماسية تشكل عاملا حاسما في دعم الفريق، مشيرا إلى أن حضور الجماهير بشكل قوي سيكون مفتاحا لإثارة حماس اللاعبين ورفع أدائهم. من جهة أخرى، حرص الناخب الوطني على طمأنة الجماهير المغربية بخصوص الوضع الصحي لبعض العناصر، نافيا بشكل قاطع الشائعات التي راجت حول إصابة نايف أكرد، مؤكدا أن اللاعب يتدرب بشكل عادي ولا يعاني من أي مشكل صحي. كما أوضح أن رومان سايس تعرض لشد عضلي خفيف، لا يدعو إلى القلق، ويتم التعامل معه وفق البروتوكول الطبي المعتمد، في حين يواصل إيغامان برنامجه التأهيلي، ويتم تجهيز أشرف حكيمي بالشكل الأمثل لاتخاذ القرار الأفضل بشأن مشاركته. وختم الركراكي تصريحاته بالتأكيد على أن الطاقم التقني يضع سلامة اللاعبين في مقدمة أولوياته، مشيرا إلى أن المنتخب المغربي يدخل مباراة مالي بتركيز عال، وبطموح تحقيق نتيجة إيجابية تعزز حظوظه في التأهل، مع احترام كامل لقوة المنافس. ويواجه المنتخب المغربي نظيره المالي مساء غد الجمعة، على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، انطلاقا من الساعة التاسعة ليلا بتوقيت المغرب، لحساب الجولة الثانية من دور مجموعات كأس أمم إفريقيا 2025.