وفد قضائي وطني رفيع يزور جماعة الطاح بطرفاية تخليداً للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء واستحضاراً للموقع التاريخي للملك الراحل الحسن الثاني    مؤسسة طنجة الكبرى: معرض الطوابع البريدية يؤرخ لملحمة المسيرة الخضراء    هنا المغرب    ألعاب التضامن الإسلامي (الرياض 2025).. المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة إلى النهائي بعد تجاوز المنتخب السعودي في نصف النهاية    لقاء الجيش و"الماص" ينتهي بالبياض    تراجع عجز السيولة البنكية إلى 142,1 مليار درهم    تتويج المغربي بنعيسى اليحياوي بجائزة في زيورخ تقديرا لالتزامه بتعزيز الحوار بين الثقافات    نبيل باها: عزيمة اللاعبين كانت مفتاح الفوز الكبير أمام كاليدونيا الجديدة    بنكيران: "البيجيدي" هو سبب خروج احتجاجات "جيل زد" ودعم الشباب للانتخابات كمستقلين "ريع ورشوة"    الأقاليم الجنوبية، نموذج مُلهم للتنمية المستدامة في إفريقيا (محلل سياسي سنغالي)    "أونسا" ترد على الإشاعات وتؤكد سلامة زيت الزيتون العائدة من بلجيكا    ست ورشات مسرحية تبهج عشرات التلاميذ بمدارس عمالة المضيق وتصالحهم مع أبو الفنون    الدار البيضاء تحتفي بالإبداع الرقمي الفرنسي في الدورة 31 للمهرجان الدولي لفن الفيديو    كرة القدم ..المباراة الودية بين المنتخب المغربي ونظيره الموزمبيقى تجرى بشبابيك مغلقة (اللجنة المنظمة )    نصف نهائي العاب التضامن الإسلامي.. تشكيلة المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة أمام السعودية    المنتخب المغربي الرديف ..توجيه الدعوة ل29 لاعبا للدخول في تجمع مغلق استعدادا لنهائيات كأس العرب (قطر 2025)    حماس تدعو الوسطاء لإيجاد حل لمقاتليها العالقين في رفح وتؤكد أنهم "لن يستسلموا لإسرائيل"    أيت بودلال يعوض أكرد في المنتخب    أسيدون يوارى الثرى بالمقبرة اليهودية.. والعلم الفلسطيني يرافقه إلى القبر    بعد فراره… مطالب حقوقية بالتحقيق مع راهب متهم بالاعتداء الجنسي على قاصرين لاجئين بالدار البيضاء    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    توقيف مسؤول بمجلس جهة فاس مكناس للتحقيق في قضية الاتجار الدولي بالمخدرات    بأعلام فلسطين والكوفيات.. عشرات النشطاء الحقوقيين والمناهضين للتطبيع يشيعون جنازة المناضل سيون أسيدون    بين ليلة وضحاها.. المغرب يوجه لأعدائه الضربة القاضية بلغة السلام    حصيلة ضحايا غزة تبلغ 69176 قتيلا    عمر هلال: اعتراف ترامب غيّر مسار قضية الصحراء، والمغرب يمد يده لمصالحة صادقة مع الجزائر    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الإثنين    مديرة مكتب التكوين المهني تشتكي عرقلة وزارة التشغيل لمشاريع مدن المهن والكفاءات التي أطلقها الملك محمد السادس    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الرئيس السوري أحمد الشرع يبدأ زيارة رسمية غير مسبوقة إلى الولايات المتحدة    شباب مرتيل يحتفون بالمسيرة الخضراء في نشاط وطني متميز    مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان    "حماس" تعلن العثور على جثة غولدين    دراسة أمريكية: المعرفة عبر الذكاء الاصطناعي أقل عمقًا وأضعف تأثيرًا    إنفانتينو: أداء المنتخبات الوطنية المغربية هو ثمرة عمل استثنائي    النفق البحري المغربي الإسباني.. مشروع القرن يقترب من الواقع للربط بين إفريقيا وأوروبا    درك سيدي علال التازي ينجح في حجز سيارة محملة بالمخدرات    لفتيت يشرف على تنصيب امحمد العطفاوي واليا لجهة الشرق    الأمواج العاتية تودي بحياة ثلاثة أشخاص في جزيرة تينيريفي الإسبانية    فرنسا.. فتح تحقيق في تهديد إرهابي يشمل أحد المشاركين في هجمات باريس الدامية للعام 2015    الطالبي العلمي يكشف حصيلة السنة التشريعية    ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيام دكالة السينمائية الرابعة تحتفي بحسن بنجلون
نشر في طنجة الأدبية يوم 16 - 09 - 2014

تنظم جمعية البريجة للثقافة والفنون الدورة الرابعة لمهرجان "الأيام السينمائية لدكالة" بمدينة الجديدة في الفترة من 16 إلى 19 سبتمبر الجاري 2014 .. وذلك بتعاون ودعم من بعض الهيآت والجهات على رأسها المركز السينمائي المغربي، لجنة دعم المهرجانات السينمائية الوطنية ، عمالة الجديدة ، الجماعة الحضرية لنفس المدينة وهيآت أخرى ...
ومعروف أن هذا المهرجان ينفرد بمحور متميز عن بقية المهرجانات السينمائية الوطنية وتلك التي تنظم بالمغرب ألا وهو محور "السينما والموسيقى" حيث يتم عرض أفلام وطنية وأجنبية ذات محور لصيق بفن الموسيقى كالأفلام الغنائية أو تلك التي تتحدث عن فنان أو فنانة موسيقيين .. وعليه سوف يتم افتتاح هذه الدورة بفيلم (القمر الأحمر) لحسن بنجلون الذي يتناول سيرة الفنان المغربي الراحل الموسيقار عبد السلام عامر .. كما سيتم تكريم مخرجه في نفس الدورة مع عرض عينة من أفلامه: (فين ماشي ياموشي؟)- (محاكمة امرأة)- (أصدقاء الأمس)- (شفاه الصمت) وإلى جانب هذه الأفلام تمت برمجة فيلمين مغربيين يصبان في نفس السياق ألا وهما: (دموع الندم) للمرحوم حسن المفتي وبطولة المرحوم الفنان محمد الحياني ثم (جنة الفقراء) لإيمان المصباحي وبطولة مجموعة جيل جيلالة مع ثريا جبران .
أما على المستوى الأجنبي فقد تمت برمجة : (البوسطة) لفيليب أكرنجي (لبنان) - (كارمن) لكارلوس ساورا (إسبانيا) و( بروفة أوركسترا) لفيلليني (إيطاليا).. وسوف تعرض هذه الأفلام في كل من قاعة مسرح عفيفي بالهواء الطلق بحديقة محمد الخامس المتاخمة لشاطئ الجديدة. في حين ستشهد المكتبة الوسائطية إدريس التاشفيني الموجودة بحديقة الحسن الثاني ندوة فكرية تتمحور حول علاقة السينما بالموسيقى سيشارك فيها ثلة من النقاد والباحثين المغاربة في المجالين معا وهم الأساتذة: محمد باكريم، حميد تباتو ويوسف آيت همو ثم الملحن والباحث الموسيقي محمد الأشراقي .
وفي نفس الدورة سوف يوزع الكتاب الذي ضم مداخلات الأساتذة الباحثين في الدورتين الثانية والثالثة: (2012 / 2013) من نفس المهرجان ويدخل في إطار منشورات مهرجان "الأيام السينمائية لدكالة" بعد كتاب "السينما والأدب" الذي أصدره نفس المهرجان سنة 2011. أما الكتاب الحالي فيحمل عنوان: "2- السينما والموسيقى" وقد أشرف على تنسيقه وإعداده مدير المهرجان السيناريست والناقد السينمائي خالد الخضري.. ومعلوم أن هذا المهرجان يترأسه المخرج الجديدى الأصل وأحد قيدومي السينما المغربية السيد لطيف لحلو.
وبمناسبة تكريم المخرج السينمائي حسن بنجلون بالجديدة أعد أحمد سيجلماسي الورقة التالية :

حسن بنجلون :أفلام وتيمات متنوعة
ثلاثون سنة هي عمر التجربة السينمائية للمخرج والصيدلي حسن بنجلون (1983 – 2014) استطاع خلالها أن ينجز من الأفلام ما لم يستطعه غيره ، كانت الإنطلاقة من عالم الهواية عبر روبورتاجات وأفلام مؤسساتية وإشهارية ، لكن البداية الرسمية والإحترافية ابتدأت سنة 1983 بإخراجه لفيلمين قصيرين الأول روائي بعنوان " الإتجاه الوحيد " (16 ملم) والثاني وثائقي بعنوان " بيديل المغرب " (فيديو) . بعدهما اشتغل سنة 1984 مساعدا في إخراج الفيلم الفرنسي الروائي المتوسط الطول " نظرة فرنسية " لسيلفي غولان . ومن 1990 إلى 2013 أخرج 13 فيلما روائيا طويلا (ثلاثة منها للتلفزيون) ، مارس في بعضها ، إلى جانب الإخراج ، مهمتي كتابة السيناريو الإنتاج بمفرده أو بالإشتراك مع غيره . كما أخرج فيلمين وثائقيين قصيرين بالفيديو الأول سنة 1992 بعنوان " سطات ، مدينة سنة 2000 " والثاني سنة 1998 بعنوان " سبتي مساء " . هذا بالإضافة إلى مساهمته في كتابة سيناريو فيلم " رقصة الوحش " (2011) من إخرج مجيد لحسن ، ومشاركته في إنتاج فيلمي " أوشتام " (1997) من إخراج محمد إسماعيل و" قصة وردة " (2000) من إخراج مجيد الرشيش ، وتشخيص أدوار صغيرة في الأفلام التالية : " أصدقاء الأمس " (1998) من إخراجه و " الطفولة المغتصبة " (1993) و " المطرقة والسندان " (1990) من إخراج حكيم نوري ...
فيلموغرافيا :
يعتبر حسن بنجلون (64 سنة) من أغزر المخرجين المغاربة إنتاجا وإخراجا للأفلام السينمائية الروائية الطويلة ، ففي رصيده لحد الآن عشرة أفلام يحتل بها الرتبة الأولى إلى جانب المخرجين مصطفى الدرقاوي (10 أفلام) وحكيم نوري (10 أفلام) ، ويأتي بعدهما المخرج نبيل لحلو (9 أفلام) والمخرج الجيلالي فرحاتي (8 أفلام) . وهذه الأفلام السينمائية هي تباعا : " عرس الآخرين " (1990) و " ياريت " (1994) و " أصدقاء الأمس " (1998) و " محاكمة امرأة " (2000) و " شفاه الصمت " (2001) و " ولد الدرب " (2002) و " درب مولاي الشريف " (2004) و " فين ماشي يا موشي ؟ " (2007) و " المنسيون " (2009) و " القمر الأحمر " (2012) .
يبدو من تتبعنا لهذه الفيلموغرافيا السينمائية أن هناك انتظامية في الإنجاز ، فالفارق الزمني بين فيلم طويل وآخر يتراوح بين سنة واحدة وأربع سنوات ، وكلما توفرت إمكانيات الإنجاز كلما تقلص هذا الفارق الزمني . زد على ذلك أن هذه الأفلام السينمائية العشرة ، بالإضافة إلى أفلامه التلفزيونية الثلاثة : " للأزواج فقط " (2006) و" المطمورة " (2009) و " يما " (2013) ، تتميز مواضيعها بالتنوع والإختلاف . وهذه ميزة نجدها عند حسن بنجلون أكثر من غيره من المخرجين المغاربة ، فقد تناول في أفلامه السينمائية والتلفزيونية تيمات متعددة نذكر منها : واقع المرأة وحقوقها (محاكمة امرأة / يما) ومشاكل الأزواج (شفاه الصمت / للأزواج فقط) ، الذاكرة المثقلة بسنوات الرصاص (درب مولاي الشريف) ، هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل (فين ماشي يا موشي ؟) ، مشاكل الهجرة السرية واستغلال المغربيات في شبكات الدعارة بالخارج (المنسيون) ، المقاومة ضد المستعمر الفرنسي (المطمورة / أصدقاء الأمس) ، الطبقية وبطالة الشباب المتعلم (عرس الآخرين) ، دور الإذاعة في المجتمع مع تحية خاصة لقيدومة الإذاعيات السيدة ليلى /مليكة الملياني (للأزواج فقط) ، التوثيق بالصورة والصوت لحياة الفنانين المغاربة (الموسيقي عبد السلام عامر) ومحطات من التاريخ المعاصر (القمر الأحمر)...
بيوغرافيا :
حسن بن جلون من جذور فاسية ، ولد يوم 12 أبريل 1950 بسطات ، وبها تابع دراسته الإبتدائية والإعدادية ، وفي سنة 1965 التحق بثانوية عبد المالك السعدي بالقنيطرة لإتمام دراسته العلمية الثانوية .
بعد حصوله على شهادة البكالوريا سافر إلى باريس لمتابعة دراساته العليا في علوم الصيدلة بجامعة " كا " (CAEN) حيث حصل سنة 1976 على دبلوم الصيدلة . عندما عاد إلى المغرب التحق بكلية الطب بالدار البيضاء ، في إطار الخدمة المدنية ، وفي فبراير 1979 افتتح صيدليته الخاصة بمسقط رأسه : صيدلية سطات .
عشق مبكرللسينما :
كغيره من أطفال الخمسينات والستينات من القرن الماضي كان حسن بنجلون الطفل مدمنا ، من حين إلى آخر ، على الذهاب إلى " الحلاقي " للإستماع إلى الحكواتيين ، الذين كانوا آنذاك يشكلون مصادر فرجة شعبية في متناول الجميع ، تلهب الحماس وتوسع الخيال ، من خلال ما كانوا يسردونه بأساليبهم المشوقة من أساطير وخرافات وقصص الأبطال الخياليين التي يزخر بها موروثنا الحكائي الشعبي ، الشيء الذي حرك وأشعل خياله وجعله يفكر في أن يصبح بدوره حكواتيا .
وبالموازاة مع ذلك كان يرتاد القاعات السينمائية الشعبية ، وهي في أوج ازدهارها في تلك الحقبة التاريخية حيث شاهد بشغف وإعجاب مجموعة من الأفلام الكوميدية والإستعراضية وأفلام الحركة والمغامرات الأمريكية والأروبية والمصرية وغيرها ، لازالت لحد الآن تعلق بذاكرته مشاهد منها ولقطات وديكورات وأبطال كان في صغره يعيد حكيها أمام أفراد الأسرة وأمام الأصدقاء والجيران ، ومن هنا تولدت لديه رغبة عارمة في التعبير بالصورة . ومما زاد من تعلقه بالسينما أن أخوه الأكبر كان مولعا بجمع صور الممثلين والممثلات بين دفتي دفتر ، وفي غيابه كان يطلع عليها . كما كان بعض أفراد العائلة مولعين بالفنون ومنهم عمه الذي كان من أشهر العازفين في أجواق فن الملحون .
دفعه عشقه للسينما وولعه بالفنون إلى الإنخراط في نوادي السينما (فن وتجربة) ، عندما كان طالبا بباريس ، والمشاركة في العديد من التظاهرات الثقافية والفنية ، وهناك انفتح على التجارب السينمائية العالمية الرائدة كالموجة الجديدة الفرنسية والواقعية الجديدة الإيطالية والسينما الحرة البريطانية وأفلام أمريكا اللاتينية واليابان والإتحاد السوفياتي وبعض رواد السينما المصرية كصلاح أبو سيف ويوسف شاهين وتوفيق صالح ... وبعد عودته إلى المغرب أنجز من 1976 إلى 1979 مجموعة من الروبورتاجات والأفلام الطبية .
وإرضاء لميولاته الفنية والسينمائية قرر العودة إلى باريس سنة 1980 لدراسة الإخراج السينمائي بالكونسيرفاتوار الحر للسينما الفرنسية (CLCF) . كما استفاد من تدريب سمعي بصري في إنجاز الأفلام الوثائقية والإشهارية بالقناة الفرنسية " فرنسا 3 " (FR3) إبان انطلاقها ، وأخرج سنة 1983 أول أفلامه القصيرة بعنوان " الإتجاه الوحيد " (فيلم التخرج) ، وبعد حصوله على دبلوم في الإخراج سنة 1984 عاد إلى المغرب واشتغل أولا كمساعد مع المخرج عبد القادر لقطع في برنامجه التلفزيوني " صورة وصوت " ، ثم أسس بتعاون مع سينمائيين مغاربة من بينهم الراحل محمد الركاب (1938 – 1990) شركة " الفيلم المغاربي " ، أنجزوا من خلالها أفلاما مؤسساتية ووثائقية وإشهارية (1985 – 1990) ، وفي سنة 1989 شارك مع أربعة مخرجين (عبد القادر لقطع ، مصطفى الدرقاوي ، سعد الشرايبي حكيم نوري) في تأسيس " تجمع الدار البيضاء " الذي تمخض عنه إنجاز خمسة أفلام روائية طويلة من بينها فيلمه الروائي الطويل الأول " عرس الآخرين " (1990) .
كما يعتبر حسن بنجلون من مؤسسي نادي الفن السابع بسطات سنة 1990 رفقة ثلة من المثقفين وعشاق السينما من بينهم ضمير اليقوتي (ناقد سينمائي ومدير المهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات) ومحمد معتصم (مستشار الملك محمد السادس) ومحمد ولد دادة (مدير سابق لأكاديمية التربية والتكوين – جهة فاس بولمان) وحسن إغلان (روائي وكاتب وأستاذ فلسفة) والتوفيق حماني (سيناريست ومسرحي) ومحمد ليتيم (فنان تشكيلي) والراحل سعيد سمعلي (شاعر ومسرحي وسينفيلي ) وآخرين ...
استفاذ حسن بنجلون كذلك من تدريب في كتابة السيناريو ببوردو سنة 1992 ، وساهم في نفس السنة في تأسيس شركة " السينمائيين المتحدين " قبل أن يؤسس سنة 1995 شركته الخاصة للإنتاج " أفلام بنتاكرلا " .
انتقل عشق السينما من الأب (حسن بنجلون) إلى الإبن (علي بنجلون) الذي أصبح حاليا من مدراء التصوير الشباب الواعدين .
خصوصيات :
اختار حسن بنجلون منذ أفلامه الأولى أن ينفتح على المجتمع المغربي لينقل مشاكله وهمومه المختلفة ، بما في ذلك ما هو مسكوت عنه ، إلى شاشة السينما بأسلوب واقعي يعتمد السرد الخطي البسيط إيمانا منه بأن السينما فن جماهيري .
يبحث بنجلون دوما عن المواضيع الجديدة ويركز أثناء كتابة النصوص الأولية لسيناريوهات أفلامه على التفاصيل والجزئيات ويقوم بجملة من الإستشارات حول بعض القضايا التي يتناولها مشروع كل فيلم جديد ويشرك معه في ذلك العديد من أصدقائه المثقفين والفنانين والمهتمين قبل أن يضع اللمسات الأخيرة على النص ويدفع به إلى سيناريست متخصص لصياغته الصياغة النهائية .
تعامل بنجلون في أفلامه مع مختلف أجيال الممثلين والممثلات بدءا بالرواد ، كفاطمة الركراكي والراحل حسن الصقلي ، مرورا بالمخضرمين ، كعزيز سعد الله ومحمد مفتاح وثريا جبران ، ووصولا إلى الوجوه الشابة والجديدة التي أتاح لها فرص الظهور في أدوار محترمة ، كأسماء الخمليشي وأمال عيوش ومحمد مروازي وسامية أقريو ومريم أجدو وأمين الناجي ووسيلة صابحي والقائمة طويلة .
يترك للممثل حرية التصرف في طريقة التحرك أو الكلام أمام الكاميرا بعد أن يوضح له أهم ملامح وخيوط الشخصية وانشغالاتها وتفاعلاتها مع بقية الشخصيات في الفيلم . وغالبا ما يكون التفاهم حاصلا بينه وبين مدير التصوير في اختيار الزوايا وطبيعة الإنارة ومؤثثات اللقطات والمشاهد ... .
إنه يؤمن بأهمية العمل الجماعي في السينما ويحترم مبدأ الإختصاص ، كما يؤمن بأهمية النقد السينمائي البناء في تصحيح الأخطاء والهفوات والدفع بالإبداع السينمائي إلى الأمام .
وهذا الإيمان هو الذي جعله حاضرا بقوة في مختلف وسائل الإعلام ، مدافعا عن أفلامه وشارحا لمضامينها ومبينا للرسائل المباشرة والضمنية التي سعى إلى تمريرها ، ومعبرا في نفس الوقت عن مواقفه من بعض قضايا المجتمع التي تشغله . ولتوثيق تجربته الفنية وتسهيل عملية التواصل معه أحدث موقعا إلكترونيا يتضمن معطيات من حياته وأعماله وصورا وملصقات لمختلف أفلامه : www.hassanbenjelloun.com
عرضت بعض أفلامه بنجاح في القاعات السينمائية والمهرجانات المختلفة وحصل بعضها على جوائز نذكر منها : جائزة أحسن تشخيص نسائي لفاطمة الركراكي عن دورها في فيلم " يما " بالمهرجان الوطني الثاني للفيلم التلفزيوني بمكناس سنة 2013 ، وجائزتي أحسن سيناريو وأحسن دور أول رجالي (لأمين الناجي) لفيلم " المنسيون " بالدورة 11 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة سنة 2010 ، وجائزتي أحسن صورة (لعبد الكريم الدرقاوي) وأحسن صوت (لفوزي ثابت) لفيلم " فين ماشي يا موشي ؟ " بالدورة 9 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة سنة 2007 ، والجائزة الكبرى (مناصفة مع فيلم نوري بوزيد " عرائس من طين) لفيلم " درب مولاي الشريف " بالدورة التاسعة لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة سنة 2004 ، والجائزة الثانية (الفضية) لفيلم " درب مولاي الشريف " بمهرجان السينما الإفريقية " فيسباكو " بواغادوغو سنة 2005 ، وجائزة أحسن دور ثاني نسائي (لأسماء الخمليشي) لفيلم " محاكمة امرأة " بالدورة السادسة للمهرجان الوطني للفيلم بمراكش سنة 2001 ، وجائزة أحسن دور أول رجالي (لمحمد مفتاح) لفيلم " أصدقاء الأمس " بالدورة الخامسة للمهرجان الوطني للفيلم بالدار البيضاء سنة 1998 ...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.