رصدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية استقالة المبعوث الأممي إلى سوريا، الاخضر الابراهيمي، واعتبرت ذلك بمثابة دليل على الانهيار التام للجهود الدبلوماسية لحل الأزمة السورية. ونقلت -في تقرير على موقعها الإلكتروني مساء الثلاثاء- انتقاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقاعس مجلس الأمن عن عمل اللازم لحل الصراع السوري، واصفا انهيار جهود الابراهيمي بأنه "فشل للجميع" في الأممالمتحدة.. وقد قبل بان كي مون استقالة الابراهيمي على أن تسري اعتبارا من نهاية الشهر الجاري. ولفتت المجلة إلى أن شبح الاستقالة يراود الابراهيمي منذ نحو عام، وأن هذا الشبح كانت تتضح أوصافه أكثر كلما فشلت جهود الوساطة بين النظام والمعارضة في سوريا، وأعادت المجلة إلى الأذهان قوله للصحفيين في أبريل 2013 "كل يوم أستيقظ وأقول لنفسي عليّ أن أستقيل، لكني لم أفعل".. وفي بدايات شهر مارس من العام الجاري، عاود الابراهيمي التهديد بالاستقالة أثناء التقائه دبلوماسيين روس إذا لم تمارس موسكو ضغوطا على النظام السوري من أجل التفاوض بجدية. ويرى محللون أنه رغم أداء الابراهيمي المتميز إزاء الصراع، إلا أنه لم تكن هناك أرضية مشتركة بين النظام والمعارضة بحيث يمكن الوقوف عليها وإبرام اتفاق، بالإضافة إلى انعدام الرغبة في ذلك بالأساس. وأعادت "فورين بوليسي" إلى الأذهان كيف وصف الابراهيمي مهتمه في بدايتها عام 2012 بأنها "شبه مستحيلة"، ورأت المجلة أن التطورات الأخيرة على الساحة السورية جعلت المهمة "مستحيلة تماما"؛ بعد فشل مفاوضات جنيف والإعلان عن إجراء انتخابات رئاسية في يونيو المقبل، وهي الخطوة التي باعدت الفجوة بين الابراهيمي والنظام السوري. ووصل الحال بالابراهيمي إلى أن قارن نفسه ب "سيزيف" بطل الأسطورة الإغريقية، قائلا "أنا مستعد أن أرفع صخرة سيزيف حتى قمة الجبل.. لكن المشكلة هي أني لا أستطيع حتى أن أدفع الصخرة؛ إنها لا تتزحزح". ورجحت المجلة الأمريكية أن يكون السؤال الذي يطرح نفسه الآن على طاولة الأممالمتحدة هو "وماذا بعد على الصعيد الدبلوماسي؟ ولم يورد بان كي مون، في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم، ذِكرا لمن عساه سيخلف الابراهيمي في مهمته.. إلا أن ثمة أسماء تطفو على السطح مثل وزير الخارجية التونسي كمال مرجان والدبلوماسي البريطاني مايكل ويليامز.