تصوروا درجة الحقد والخبث لدى أجهزة الاستخبارات الجزائرية! فبقدر ما تنشغل شعوب دول المغرب العربي بما يمكن أن يقرب بينها ويجمع شتاتها بقدرما تركز أجهزة الاستخبارات الجزائرية على تلغيم الأراضي التي تعيش فوقها هذه الشعوب بالألغام والقنابل وتزرع الطريق التي تسير عليها بالأشواك والمسامير، وتؤكد هذه الأجهزة التي يحركها عسكر متحكم في كل كبيرة وصغيرة هناك، أن الشعارات التي يرفعها المسؤولون الجزائريون، شعارات جوفاء، وأنهم يروجونها قصد الاستهلاك. شعارات ترتبط طبعا بوحدة المغرب العربي، والحقيقة أن ممارسات هؤلاء العسكر الخبثاء، تؤكد أنهم يؤمنون بعكس ذلك. فما أن شم المتنفذون في السلطة بالجزائر رائحة التقارب ما بين المغرب ونواكشوط، وراقبوا بكل تركيز زيارة وزير الخارجية المغربي إلى نواكشوط واستقباله من طرف رئيس الجمهورية، وزيارة رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية - الحزب الحاكم هناك - باستضافة من حزب الاستقلال، حتى قرروا وخز جسد العلاقات المغربية، الموريطانيا بحقنة من السم القاتل. وتكلف مسؤول سامي بدرجة مستشار أول في السفارة الجزائرية بإعطاء خبر زائف لصحافي باحث عن الشهرة أو عن المقابل ادعى فيه أن المغرب يغرق الجارة موريطانيا بالمخدرات، وما أن استمع للصحافي وتم التنصت لمكالماته حتى تأكد أن المخابرات الجزائرية هي مصدر الحقنة السامة. هذه هي إرادة المسؤولين الجزائريين في التقارب ما بين الشعوب وهذه قناعتهم في خدمة قضايا هذه الشعوب. إنه الحقد الذي يعمي، وحينما تكون السياسة عمياء، فانتظر أكثر من هذا الخبث؟!