أخرباش تشيد بوجاهة القرار الأممي بشأن الذكاء الاصطناعي الذي جاء بمبادرة من المغرب والولايات المتحدة    تعزيز التعاون الفلاحي محور مباحثات صديقي مع نائبة رئيسة مجلس النواب التشيكي    اتفاقية الصيد البحري..حجر ثقيل في حذاء علاقات إسبانيا والمغرب!    ما هو سيناريو رون آراد الذي حذر منه أبو عبيدة؟    الرئيس الموريتاني يترشح لولاية ثانية    نور الدين مفتاح يكتب: العمائم الإيرانية والغمائم العربية    كأس إيطاليا لكرة القدم.. أتالانتا يبلغ النهائي بفوزه على ضيفه فيورنتينا (4-1)    المنتخب المغربي لأقل من 18 سنة يفوز على غواتيمالا بالضربات الترجيحية    المنتخب المغربي ينهزم أمام مصر – بطولة اتحاد شمال إفريقيا    دراجي يهاجم "الكاف" بعد قراره الذي أنصف نهضة بركان    رابطة للطفولة تعرب عن قلقها من التركيز المبالغ فيه على محور التربية الجنسية والصحة الإنجابية للمراهق في دورة تكوين الأطر    لا تيتي لا حب لملوك: اتحاد العاصمة دارو ريوسهم فالكابرانات وتقصاو حتى من كأس الجزائر    عاجل.. كأس إفريقيا 2025 بالمغرب سيتم تأجيلها    أخنوش يرد على خصومه: الدولة الاجتماعية ليست مشروعا ل"البوليميك" والحكومة أحسنت تنزيله    جنايات أكادير تصدر حكمها في ملف "تصفية أمين تشاريز"    الشاطئ البلدي لطنجة يلفظ جثة شاب فقد الأسبوع الماضي    سانشيز: أفكر في إمكانية تقديم الاستقالة بعد الإعلان عن فتح تحقيق ضد زوجتي بتهمة استغلال النفوذ والفساد    بالأرقام .. أخنوش يكشف تدابير حكومته لمساندة المقاولات المتضررة جراء الأزمة الصحية    مكافأة مليون سنتيم لمن يعثر عليه.. هذه معطيات جديدة عن حيوان غريب ظهر في غابة    هادي خبار زينة.. أسماء المدير مخرجة "كذب أبيض" فلجنة تحكيم مهرجان كان العالمي    قميصُ بركان    مطار مراكش المنارة الدولي: ارتفاع بنسبة 22 في المائة في حركة النقل الجوي خلال الربع الأول من 2024    طقس الخميس.. أجواء حارة وقطرات مطرية بهذه المناطق    المغرب ومنظمة "الفاو" يوقعان على وثيقة "مستقبل مرن للماء" بميزانية 31.5 مليون دولار    رئيس وزراء اسبانيا يفكر في الاستقالة بعد فتح تحقيق ضد زوجته في قضية فساد    تسريب فيديوهات لتصفية حسابات بين بارونات بتطوان    اللجنة الجهوية للتنمية البشرية بالشمال تصادق على برنامج عمل يضم 394 مشروعا برسم سنة 2024    العدو الجزائري يقحم الرياضة من جديد في حربه على المغرب    النصب على حالمين بالهجرة يقود سيدتين الى سجن الحسيمة    الجامعة الملكية لكرة القدم تتوصل بقرار ال"كاف" بشأن مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري    الجزائر تتوصل رسميا بقرار خسارة مباراة بركان و"الكاف" يهدد بعقوبات إضافية    بنكيران يهاجم أخنوش ويقول: الأموال حسمت الانتخابات الجزئية    لأول مرة في التاريخ سيرى ساكنة الناظور ومليلية هذا الحدث أوضح من العالم    أخنوش مقدما الحصيلة المرحلية: إجراءات الحكومة هدفها مناعة الأسرة التي هي "النواة الصلبة لكل التدخلات"    خارجية أمريكا: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    إستعدادُ إسرائيل لهجوم "قريب جداً" على رفح    سنطرال دانون تسلط الضوء على التقدم المحقق في برنامج "حليب بلادي" لفلاحة مستدامة ومتجددة    أيام قليلة على انتهاء إحصاء الأشخاص الذين يمكن استدعاؤهم لتشكيل فوج المجندين .. شباب أمام فرصة جديدة للاستفادة من تكوين متميز يفتح لهم آفاقا مهنية واعدة    الولايات المتحدة تنذر "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    برنامج دعم السكن.. معطيات رسمية: 8500 استفدو وشراو ديور وكثر من 65 ألف طلب للدعم منهم 38 فالمائة عيالات    الفوائد الصحية للبروكلي .. كنز من المعادن والفيتامينات    دراسة: النظام الغذائي المتوازن قد يساهم في تحسين صحة الدماغ    ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و262 شهيدا منذ بدء الحرب    مدير المنظمة العالمية للملكية الفكرية : الملكية الفكرية تدعم جميع جوانب الحياة في المغرب، بما في ذلك الزليج    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من خطر الإصابة بسرطان القولون        كلمة : الأغلبية والمناصب أولا !    اختتام فعاليات الويكاند المسرحي الثالث بآيت ورير    دراسة تبيّن وجود صلة بين بعض المستحلبات وخطر الإصابة بمرض السكري    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    الموت يفجع شيماء عبد العزيز    جلسة قرائية تحتفي ب"ثربانتس" باليوم العالمي للكتاب    أسعار الذهب تواصل الانخفاض    صدور رواية "أحاسيس وصور" للكاتب المغربي مصطفى إسماعيلي    "الراصد الوطني للنشر والقراءة" في ضيافة ثانوية الشريف الرضي الإعدادية بعرباوة    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    لقاء يستحضر مسار السوسيولوجي محمد جسوس من القرويين إلى "برينستون"    الإيمان القوي بعودة بودريقة! يجب على الرجاء البيضاوي ومقاطعة مرس السلطان والبرلمان أن يذهبوا إليه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واشنطن تتابع تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد: المغامرة التركية في بلاد الشام في حلة جديدة بقلم // عمر نجيب
نشر في العلم يوم 28 - 07 - 2015

يوم الجمعة 24 يوليو 2015 وجد الكثيرون أنفسهم يفاجأون بإعلان الحكومة التركية أن قواتها الجوية ومدفعيتها قامت بشن ضربات عسكرية ضد قوات داعش في سوريا وقواعد وتجمعات وحدات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. واكد رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو ان "العمليات التي بدأت ضد التنظيم المتطرف وكذلك ضد المتمردين الاكراد ليست محصورة باهداف محددة، وستتواصل". من جانبه أكد وزير الخارجية مولود تشاووش اوغلو أيضا إعلانا أمريكيا بأن تركيا ستسمح للتحالف الدولي باستخدام قواعد تركية وخاصة قاعدة انجرليك في جنوب البلاد. وصادق مجلس الوزراء التركي على مرسوم حكومي يخص مذكرة التفاهم التي توصلت اليها تركيا والولايات المتحدة بهذا الخصوص، وذكرت محطة خبر تورك أنه سيتم نشر طائرات أمريكية مقاتلة وأخرى دون طيار في القاعدة.
وأبلغت تركيا الأمم المتحدة أنها بدأت في شن غارات في سوريا لأن الحكومة السورية إما غير قادرة أو غير مستعدة لمواجهة داعش الذي يصر البعض على تسميته تنظيم الدولة الاسلامية. وفي رسالة إلى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ولمجلس الأمن، أشارت تركيا إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تعطي الدول بشكل منفرد أو بشكل جماعي حق الدفاع عن النفس في مواجهة الهجمات المسلحة كمبرر لعملها. وقالت في الرسالة، ان سوريا أصبحت ملاذا آمنا لتنظيم "داعش" ويستخدمها في التدريب والتخطيط للهجمات عبر الحدود وتمويلها وتنفيذها.
وقال وزير الخارجية التركي إن الأراضي التي تم تطهيرها من مسلحي التنظيم في شمال سوريا ستصبح "منطقة آمنة". وأضاف "أيدنا دائما وجود مناطق آمنة ومناطق حظر طيران في سوريا. الأشخاص الذين نزحوا يمكنهم الانتقال لتلك المناطق الآمنة".
المحللون ومراكز الرصد طرحوا الكثير من التفسيرات والسيناريوهات المستقبلية للتحرك التركي ومقاصد رسالة حكومة أنقرة إلى كل الأطراف المشاركة في الحرب الدائرة على أرض الشام وبلاد الرافدين
خاصة وأن التحرك العسكري ظهر كتحول كبير في السياسة التركية. فأنقرة دعمت حركة داعش بهدف إسقاط النظام القائم في دمشق ولإستخدامها في تقسيم سوريا وضم أجزاء من أراضيها إلى تركيا، كما أن حزب العدالة والتنمية التركي سعى منذ سنوات للتوصل إلى تسوية سياسية مع المتمردين الأكراد ولكنه نسف بهجومه الأخير كل ما إنجز.
أبعاد الرسالة التركية
مايكل ستيفنز من الفرع القطري لمعهد الدراسات البريطاني رويال يونايتد سرفيسز صرح ان "الرسالة لها بعد سياسي واستراتيجي على حد سواء".ويضيف ان عدم تحركهم ازاء تقدم تنظيم الدولة الاسلامية "ادى الى تلطيخ صورة الاتراك. بات تنظيم الدولة الاسلامية قويا جدا الى الدرجة التي لم يعد بوسع تركيا ان تواصل التظاهر بغض النظر عنه".
ويقول ديديه بيون من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس ان التدخل التركي "يعني ان تركيا تدخل فعليا في التحالف" الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا، والذي كانت تركيا حتى الان تقوم فيه بدور الشريك بصورة غير معلنة.ويضيف ان الغارات التركية "ليست مجرد تحذير وانما حلقة جديدة في عملية سياسية".
ويرى بعض المحللين في ذلك اعادة تموضع لتركيا "في اللعبة الكبيرة" الجارية بين القوى العظمى في المنطقة في اطار النزاع السوري.
كانت تركيا تعطي حتى الان الاولوية لمقاتلة قوات الرئيس السوري بشار الاسد بدلا من محاربة تنظيم الدولة الاسلامية، لكن "التطورات التي شهدتها الايام الماضية توحي بان الأمر تغير"، كما يقول ايجي سيكين المتخصص في شؤون تركيا المقيم في لندن، في تحليل نشره معهد الدراسات الجيوسياسية "انستيتيوت اوف هيومن ستاديز".
ويقول الباحث "من المرجح كذلك ان تركيا تسعى الى ضمان مكانتها في سوريا" امام تصاعد نفوذ طهران حليفة النظام السوري والذي يرتسم بعد الاتفاق المبرم مع الدول الكبرى حول برنامجها النووي في فيينا.
ويقول مايكل ستيفنز "هناك قواعد كثيرة في المنطقة يمكن للولايات المتحدة ان تعمل منها لكن ان تكون على بعد مئة كيلومتر بالكاد من منطقة الهجمات في قواعد تركية يوفر سهولة لوجستية كبيرة".
ولكن قدرة اكراد سوريا وربما تركيا على الاستفادة من الوضع الجديد قد يعقد المعادلة بالنسبة لتركيا التي حرصت الجمعة في اثناء اعتقال اعضاء مشتبه بانتمائهم لتنظيم الدولية الاسلامية على تنفيذ عمليات تستهدف المقاتلين الاكراد في الوقت نفسه.
ويقول ايجي سيكين ان تركيا تسعى كذلك الى كبح التطلعات الاستقلالية لدى الاكراد و"ضمان هيمنتها على المجموعات المسلحة المعارضة في سوريا".
وفي هذا الاطار، يمكن ان تكون الضربات التركية مقدمة "لتوافق مع الامريكيين لاقامة منطقة عازلة" على طول الحدود التركية مع سوريا تتيح محاربة الجهاديين وكذلك المقاتلين الاكراد، والأهم إيجاد مناطق آمنة لما يسمى المعارضة السورية المعتدلة ومنع الجيش السوري من التدخل ضد خصومه في هذه المناطق وخلق الأعذار لتبرير تدخل القوات التركية بشكل مباشر في الحرب الدائرة على أرض الشام وضرب الجيش السوري.
ويقول آرون شتاين الذي يعمل مع المجلس الاطلسي في مركز رفيق الحريري في بيروت ان انقرة "تريد ان تسهم الضربات الجوية في ضرب تنظيم الدولة الاسلامية في المنطقة ولكن دون ان يوفر ذلك اسنادا جويا لحزب العمال الكردستاني".
والاعلان عن تعزيز الامن على الحدود التركية السورية يستجيب كذلك للمخاوف من تنفيذ اعمال انتقامية وهجمات في تركيا ردا على الضربات في سوريا.
ويقول مايكل ستيفنز ان "الاتراك يقفون على حبل مشدود لانهم ان بدأوا بضرب تنظيم الدولة الاسلامية في العمق وفي الاطراف فانه سينتقم، انهم يدركون ذلك".
غير أن عددا من المراقبين يتسألون عما إذا كانت الضربات التركية ضد داعش ستكون أكثر فعالية من تلك التي تقوم بها الولايات المتحدة والتي تظهر كمسرحية لا يراد منها سوى إقناع العالم أن تنظيم داعش لا يخدم في النهاية سوى المخططات الأمريكية لتقسيم المنطقة الشرق أوسطية على أساس ديني وعرقي وعقائدي إلى ما بين 54 و 56 دولة,
أولويات "المنطقة الآمنة"
محللون مقربون من مراكز القرار في العاصمة التركية يؤكدون أن مسألة القضاء على خطر تنظيم داعش، والضغوط التي تمارسها ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي "كردي سوري" على المناطق التركمانية قرب الحدود السورية التركية تحتل مكانا بارزا في قائمة أهداف "المنطقة الآمنة"، التي يتوقع إنشاؤها بين مدينتي "جرابلس"، و"أعزاز" في محافظة حلب، شمالي سوريا.
ميليشات الحزب الذي يعد امتدادا لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية في سوريا، انتزعت السيطرة على مدينة "تل أبيض" بمحافظة الرقة، شمال سوريا، من داعش في يونيو 2015، في خطوة ترمي لتوحيد مدينة عين العرب "كوباني" بمحافظة حلب مع مناطق أخرى تعيش فيها غالبية كردية، بمنطقة الجزيرة السورية شمالي الرقة.
وبدأ الحزب في إطار مساعيه المذكورة بتهجير التركمان القاطنين في قرى "تل أبيض"، من خلال تهديدهم بخطر قصف طائرات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة لمناطقهم.
وقال الناشط الحقوقي، أحمد الحاج صالح، وهو عضو سابق في مجلس مدينة تل أبيض، وعضو لجنة توثيق محلية "معارضة" "إن ميليشيات الحزب أجبرت 8 آلاف و200 تركمانيا، من بلدة حمام التركمان 20 كم جنوب تل أبيض على مغادرة منازلهم قسرا، ومنعهم من النزوح إلى قرى قريبة من الحدود السورية مع تركيا".
وأضاف الحاج صالح في تصريح للأناضول أن "قسما من التركمان المهجرين نزح إلى مركز محافظة الرقة، فيما اضطر آخرون للذهاب إلى قرى يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية".
وقامت مليشيات الحزب بتهجيرأكثر من 5 آلاف شخصا من أبناء المكون التركماني في سوريا خلال موجتي نزوح وقعت شهر يونيو 2015 من بلدة "حمام التركمان"، وسط مخاوف من موجة نزوح أكبر حال سيطرة مقاتلي الحزب على مناطق تركمانية جديدة.
وقال رئيس المجلس السوري التركماني،عبدالرحمن مصطفى، في تصريح للأناضول في 27 يونيو أن حزب الاتحاد الديمقراطي لديه نية واضحة لتغيير البنية الديموغرافية للمنطقة، ويقوم بتنفيذها بشكل ممنهج".
ويستمر الحزب في ممارسة سياسة التهجير بحق التركمان في المنطقة، حيث قامت ميليشياته، في الآونة الأخيرة بتهجير أكثر من 8 آلاف تركمانيا إلى مناطق واقعة تحت سيطرة الدولة الاسلامية، بحسب شهود عيان، وتقارير منظمات حقوقية.
ويعيش التركمان في مناطق متفرقة من سوريا، ويشكل تركمان حلب إلى جانب تركمان الرقة ثلثي عددهم في عموم سوريا، ويسيطر داعش على قرى تركمانية شمالي الرقة، منها "علي باجلية"، و"الدوغانية"، و"خربة الرز".
أسئلة تبحث عن إجابات
كتب المحلل والأستاذ الجامعي أ.د. علي الهيل يوم 25 يوليو:
هل الدول والمجموعات المسلحة التي تقاتل ضد "تنظيم الدولة" هي نفسها التي وبنسبٍ متفاوتة تدعمه بالسلاح والعتاد واللوجستيات؟ وإلا، من أين يأتي "تنظيم الدولة" بأسلحته وموارده وهو محاصر ويقصف من قِبَلِ العالم كله؟ هل بالفعل والعمل وليس بمجرد القول والتخرصات يوجد تخطيط أكثر ما يفترض أنه من وضع وتخطيط اللجنة الأمريكية "الإسرائيلية" للشؤون العامة "الإيباك" ولوبياتها أوردهاتها المنتشرة في أوروبا غربيها وشرقيها وفي دول كثيرة أخرى تحت مسميات مختلفة، وبتنفيذ من "إسرائيل" وأمريكا وحلفائها للقضاء على السنة من ناحية ولإبقاء إسرائيل في مأمن من نعتها بالعدو رغم أنها هي العدو التاريخي واستبدالها بالسنة أوالطائفية أو"تنظيم الدولة" وفي مأمن من أي إعتداءات يمكن أن تشن عليها وقيام العرب والمسلمين بدورها الذي دائماً ما حلمت به هوأن يقتل العرب العرب وأن يقتل المسلمون المسلمين من غير أن تطلق هي رصاصة واحدة أوتضحي بجندي واحد؟.
هل صحيح أن الإتفاق النووي بين إيران والعالم خمسة زائد واحد ما هو إلا مظلة لخدمة هذا الهدف والغاية هي محو الإسلام السني؟. هل بالفعل من قام بالتفجير الإرهابي في تركيا هو "تنظيم الدولة" أم الأكراد لإدخال تركيا في مواجهة مباشرة مع "التنظيم" لاسيما بعد أن كان الإنطباع هوأن تركيا مع حلفائها الإقليميين يدعمون "التنظيم" للقضاء على الأكراد الصداع التاريخي المزمن لتركيا من ناحية ومن ناحية أخرى التصدي للقوات الطائفية في العراق بشكل خاص؟. أم أن جهات أخرى يسارية أوأتاتوركية أوعلمانية تركية نتيجة عدائها لحزب العدالة والتنمية هي المسؤولة عن التفجير مستغلة نعت العالم واقتناعه أن "تنظيم الدولة" هو الإرهابي الذي على العالم كله أن يحاربه؟. لماذا لم نسمع نفياً أوتأكيداً من "لتنظيم" عن مسؤوليته عن التفجير؟. هل الحملة العالمية التي تقريباً يشترك فيها الجميع في الظاهر ضد "تنظيم الدولة" هدفه إستخدام "التظيم" بعبعاً فتنوياً في العالم العربي لإشغال السنة السلفيون أوالوهابيون أوالمتطرفون مع باقي الطوائف المذهبية والدينية والعِرقية وحتى السنة التي يبدو كما يتم الترويج يرى "تنظيم الدولة" أنهم لا يتبعون السنة النبوية في كثير من المجالات الشرعية والحياتية العامة أوما يمكن أن يتم الإصطلاح عليه بالليبرالية السنية؟.
هوة عميقة بلا قاع
كتب المحلل والصحفي عبد الباري عطوان يوم 25 يوليو:
بعد مرور اربعة ايام على الهجوم الانتحاري في سوروتشي الذي شنه مواطن كردي تركي، قيل انه عضو في "الدولة الاسلامية"، وتدرب في قواعدها في العراق، وهو الانفجار الذي ادى الى مقتل 30 شخصا معظمهم من الاكراد، كانوا يشاركون في مهرجان لجمع تبرعات لاعادة اعمار مدينة عين العرب السورية ذات الاغلبية الكردية، نفذت الطائرات الحربية التركية هجوما بالصواريخ ضد مواقع ل"الدولة الاسلامية" داخل الاراضي السورية علنا للمرة الاولى منذ بدء الازمة السورية، وصعود نجم الجماعات "الجهادية"، فلماذا هذا الهجوم الآن، وهل غيرت تركيا سياستها تجاه الازمة السورية؟.
الاجابة على هذه التساؤلات المشروعة تبلورت من خلال الاتصال الهاتفي قبل يومين بين الرئيس الامريكي باراك اوباما ونظيره التركي رجب طيب اردوغان، الذي جاء تتويجا لاتفاق تركي امريكي، جرى التفاوض عليه بين الجنرال جو الن، مبعوث اوباما الى سوريا والعراق، والقيادة التركية، تنص ابرز بنوده على انضمام تركيا بقوة في الحرب ضد "الدولة الاسلامية" التي تقودها الولايات المتحدة على رأس تحالف يضم 60 دولة.
تركيا ستسمح بمقتضى هذا الاتفاق للطيران الحربي الامريكي باستخدام قاعدة انجيرليك الجوية القريبة من الحدود الشمالية العراقية والسورية في ضرب قواعد "الدولة الاسلامية"، وربما دمشق لاحقا، ومقابل ذلك ستلبي امريكا طلباتها في اقامة منطقة عازلة وحظر جوي بطول 90 كيلومترا تمتد بين مدينتي مارع وجرابلس السوريتين الشماليتين قرب الحدود التركية وبعمق 50 كيلومترا، اي بمساحة اجمالية مقدارها 4500 كيلومتر مربع، اي نصف مساحة لبنان تقريبا 10453 كليومتر مربع.
هذا الاتفاق، والالتزامات التركية التي تترتب عليه، ربما يكون الاخطر في تاريخ تركيا ومنذ الغاء ارث الخلافة العثمانية من قبل كمال اتاتورك قبل مئة عام تقريبا، وتأسيس تركيا "الحديثة" عام 1923.
نشرح اكثر ونقول ان الخطورة تكمن في التوقيت اولا، والنتائج التي يمكن ان تترتب عليه، اي الاتفاق، امنيا وسياسيا ثانيا.
هذا الاتفاق يأتي في وقت تقف فيه تركيا على حافة "فتنة" طائفية وعرقية، وتفقد فيه حكومة حزب العدالة والتنمية زمام القيادة تدريجيا بسبب فشلها في الحصول على الاغلبية في الانتخابات البرلمانية في شهر يونيو 2015 لاول مرة منذ 13 عاما هيمنت فيها على السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والرئاسية والبروتوكولية ايضا.
حكومة رجب طيب اردوغان "هادنت"، او بالاحرى حيدت، "الدولة الاسلامية" طوال السنوات الاربع الماضية، ودعمتها بطرق غير مباشرة، مثل تسهيل مرور السلاح والمتطوعين اليها، وشراء صادراتها النفطية، وعدم الانخراط في اي حرب ضدها.
احمد داوود اوغلو وزير الخارجية التركي السابق، ورئيس الوزراء الحالي، عبر عن هذه الهدنة "الايجابية" في مقابلة اجريت معه يوم 7 اغسطس عام 2014 وننقل هنا عنه حرفيا "ان الدولة الاسلامية هي مجموعة من السنة الغاضبين والمضطهدين"، وقال، بعد ان رفض ان يطلق عليها صفة الارهاب، وحمل نوري المالكي رئيس وزراء العراق السابق مسؤولية صعودها، قال "ان الدافع الحقيقي الذي يدفع التركمان الذين يشكلون اغلبية في صفوفها، والاكراد والعرب السنة، هو حالة الغضب والاضطهاد والتهميش والاهانات التي يتعرضون لها" في العراق على يد المالكي وحكومته".
انضمام تركيا الى الحرب ضد "الدولة الاسلامية" وليس ضد الجماعات الاسلامية الجهادية الاخرى مثل "النصرة" و"احرار الشام"، يشكل تحولا استراتيجيا مهما في هذه الحرب لوجود اكثر من 900 كيلومتر من الحدود التركية السورية، وخاصة تلك المقابلة لعاصمة "الدولة الاسلامية" في الرقة، ومدينة الموصل، العاصمة العملياتية، والاتراك يملكون خبرة غير مسبوقة في حرب العصابات، خاضها ويخوضها الجيش التركي لاكثر من ثلاثين عاما ضد قوات حزب العمال الكردستاني ذي النزعة الانفصالية، وهي خبرة غير موجودة لدى معظم جيوش المنطقة، ان لم يكن كلها.
ربما يؤدي انضمام تركيا الى التحالف الستيني الدولي ضد "الدولة الاسلامية" الى تهدئة بعض الاكراد، ووقف بعض هجماتهم الدموية، ولكنه قد يؤدي الى اثارة غضب بعض "السنة" في تركيا، ويصعد من هجمات انصار "الدولة الاسلامية" لزعزعة الاستقرار التركي، وصناعة السياحة على وجه التحديد التي تدر على البلاد 30 مليار دولار سنويا، وهناك من يعتقد، ونحن لا نستبعد ذلك، ان الهجوم على المنتجع السياحي التونسي في سوسة وقتل 38 سائحا اجنبيا، قد يكون رسالة الى الرئيس اردوغان من تنظيم "الدولة" التي اعلنت مسؤوليتها عن تنفيذ هذا الهجوم.
تظل هناك نقطة على درجة كبيرة من الاهمية تتعلق بموقف السلطات السورية تجاه اقامة منطقة حظر جوي في عمق اراضيها، وهي التي اكدت مرارا رفضها لمثل هذه الخطوة، لمعرفتها بانها قد تكون مقدمة لاسقاط النظام على غرار نظيراتها في العراق.
التزام السلطات السورية "الصمت"، وربما يكون عائدا الى تلقيها تطمينات امريكية واوروبية بحدوث تغيير جذري في الاولويات الغربية، والتخلي عن هدف اسقاط النظام السوري ورئيسه، وانعكست هذه في تصريحات فيليب هاموند وزير الخارجية البريطاني الذي اكد فيها ان الاولوية الاهم حاليا هي هزيمة هذه "الدولة"، مضافا الى ذلك دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتشكيل تحالف رباعي يضم سوريا والسعودية وتركيا والاردن للحرب على "ارهاب الدولة الاسلامية" والقضاء على خطرها الذي يهدد الجميع في المنطقة وخارجها، حسب اقواله.
كل شيء جائز بعد توقيع الاتفاق النووي الايراني فمعادلات سياسية وعسكرية كثيرة تتغير في المنطقة حاليا، وبسرعة فائقة، فقواعد اللعبة تتغير، وكذلك ادوار اللاعبين ايضا، ولون قمصانهم، والاتراك من بينهم.
السعودية متورطة في اليمن، وسوريا غارقة في حروب داخلية، والعراق مقسم طائفيا وجغرافيا، ومصر تخوض معارك دموية داخلية في سيناء وشوارع القاهرة، وليبيا دولة فاشلة، فلماذا تظل تركيا مستقرة ومزدهرة؟.
الحكومة التركية تقدم على مغامرة خطيرة جدا حاولت كثيرا تجنبها، واي نتائج غير مرضية، او حتى كارثية، تتحمل المسؤولية الاكبر عنها حكومتها وصاحب القرار الاول فيها، لانها لم تقرأ المخطط الامريكي في المنطقة قراءة صحيحة، واعتقدت انها "محصنة" من تبعاته التي حذرها منها الكثيرون، ونحن منهم.
مرة اخرى نقول ان تركيا تقاد الى هوة عميقة بلا قاع وهي مفتوحة الاعين، لاعادتها الى الجحيم الذي يريده لها الغرب، اي الدولة المدينة غير المستقرة، فكيف تكون هي المحظور دخولها الاتحاد الاوروبي واحدة من اهم اقوى عشرين دولة في العالم اقتصاديا، بينما جارتها اليونان عضو هذا الاتحاد تعاني الافلاس الكامل؟.
المشاركة في "اللعبة الكبيرة"
نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" يوم 26 يوليو مقالا للمحلل بوعز بسموت جاء فيه:
حدث دراماتيكي في الشرق الأوسط: تركيا غير سياستها تجاه تنظيم داعش في سوريا ولم تعد تجلس على الجدار. فقد انضمت، بحكم الامر الواقع، الى التحالف ضد داعش. ومنذ يوم الجمعة هاجم سلاح الجو التركي اهداف التنظيم في سوريا. ولكن الأمور ليست بسيطرة. فاذا كان لا بد لهم من الهجوم، فبالتالي في جبهتين.
من زاوية نظر تركيا، الشرق الاوسط الجديد اشكالي: على الاتراك من جهة ان يهاجموا داعش، ومن جهة اخرى لا يريدون ان يعززوا العدو التاريخي، تنظيم حزب العمال الكردستاني. فما العمل؟ بسيط جدا، يهاجمون معا داعش والتنظيم الكردي، الذين هم بالصدفة ايضا خصومهم.
في الايام الاخيرة حصل الاتراك على اسباب كافية الوجاهة كي ينضموا الى المعركة: عملية تنظيم داعش في مدينة سوروك، قبل اسبوع، شكلت سببا وجيها بما يكفي كي يهاجموا داعش في سوريا. ولاحقا اطلقت النار فقتلت في نومهما شرطيين تركيين من قبل نشطاء حزب العمال الكردستاني، وها هو سبب وجيه آخر لان يهاجموا في شمال العراق ايضا النشطاء الاكراد.
التوقيت من ناحية أنقرة كان مثاليا، كونه يتعين الفهم بان قرار تركيا الانضمام الى المعركة يرتبط ايضا بالاتفاق النووي مع ايران. لقد فهم الاتراك بان الاتفاق النووي يغير خريطة الشرق الاوسط خاصتنا. وحتى لو لم يعترفوا في واشنطن بذلك، فان الاتفاق يعزز النظام الايراني، ولكنه يعزز ايضا حلفاء خامينئي في لبنان حزب الله وفي سوريا نظام الاسد.
تركيا، حتى وقت غير بعيد، عارضت المشاركة في الهجمات الجوية ضد داعش لان من ناحيتها كان يجب للحرب في سوريا أن تؤدي الى اسقاط الاسد. وفهمت بعد الاتفاق النووي بان الاسد عاد ليكون لاعبا شرعيا.
لقد فهمت تركيا بان من الافضل لها أن تكون مشاركة في ما يجري، كي يكون لها نفوذ في "اللعبة الكبيرة" الجارية في سوريا. كما تريد تركيا اليوم أن تخفف حدة التوتر مع واشنطن فتسمح للامريكيين باستخدام قواعدها لغرض الهجمات الجوية كي تكون مشاركة وتمنع المكاسب الناشئة عن التغييرات الجغرافية السياسية عن الاكراد في سوريا وعنهم في تركيا ايضا.
ومحظور أن ننسى الامر الاهم لقد فتحت أنقرة معركة ضد داعش. هم جيران. ولهذا فهم قابلون للاصابة. لا شك ان تركيا ابتداء من نهاية الاسبوع انتقلت لتلعب الالعاب الخطيرة.
دروس الحروب الإقليمية
المحلل الصهيوني درور زئيفي كتب بدوره يوم 26 يوليو في صحيفة يديعوت:
حتى الآن رفض الأتراك، بمعاذير مختلفة الإنقلاب على داعش، كون داعش لم يكن في نظرهم التهديد الأساس. التهديد الأكبر على تركيا، كما اعتقدوا، هو تنظيم حزب العمال الكردستاني الذي قواعده في المنطقة الكردية المحاذية لحدود تركيا الجنوبية، ومنها خطط ونفذ اعمال القتال والارهاب داخل الدولة.
منذ 2013 ومع ان الحكومة التركية سعت للوصول إلى اتفاق مع الممثلين السياسيين للأكراد: فقد التقى ممثلو الحكومة بالسياسيين وبزعيم التنظيم السري الذي يقبع في السجن التركي، واتفق الطرفان على صيغة تزيد الحكم الذاتي الثقافي للأكراد. ولكن في السنة الأخيرة، وعلى ما يبدو في محاولة لربط اليمين التركي بعربته، فاجأ اردوغان المتفاوضين، برفض هذه المبادرات وأعلن بان ليس في نيته مواصلة العملية.
وبالتوازي فهم استراتيجيو اوباما أنه بدون تركيا سيصعب عليهم جدا المس بقواعد القوة لداعش، وبالتالي وافقوا على طلب تركيا سحب حمايتهم عن الأكراد في شمال سوريا مقابل الاستعداد التركي للانخراط في الجهد الحربي ضد داعش. واستجاب الأتراك أخيرا للطلبات ووافقوا على فتح قاعدة انجيرلك للهجمات على اراضي سوريا والعراق، ووافقوا أيضا على إشراك قواتهم في القتال، ولكن شرط ان يسمح الامريكيون لهم، في ذات الوقت، بمهاجمة قواعد التنظيم السري الكردي خلف الحدود.
ومنذئذ تمكن الأتراك من قصف عدة تجمعات كردية، إلى جانب الهجمات على منظمات الجهاد، ومؤخرا اوقفوا مئات النشطاء الاكراد إلى جانب نشطاء داعش ممن عملوا في المدن المركزية. وهكذا اكتسب الأتراك تأييد الولايات المتحدة، ولكن في نفس الوقت أيقظوا من سباتهما عدوان عنيفان ومصممان.
وجاء الهجوم على قواعد الأكراد مفاجئا لهم. فقد كان بعضهم لا يزال يؤمن بالمسيرة السياسية، وحقيقة أن الحزب الذي يمثلهم فاز في الانتخابات الأخيرة ب 80 مقعدا في البرلمان شهد في نظرهم ايضا على تعزيز قوتهم السياسية. ومس الهجوم غير المتوقع مسا شديدا بما تبقى من الخيوط السياسية التي تربط بين الجمهور الكردي في تركيا وبين الحكم. وقد أعلن التنظيم السري الغاء كل الاتفاقات على وقف النار التي لم تحترم بتشدد في الماضي ايضا وعن نيته العودة للضرب في قلب الدولة.
تنظيم داعش هو الاخر، الذي اثبت حتى الان قدرته فقط في عملية كبيرة واحدة في تركيا، في مدينة سوروتش الحدودية، سيعيد النظر في موقفه، ويحتمل أن يقرر تصعيد وتيرة العمليات. وكما تعلمنا من تجاربنا في الحروب الاقليمية، فانه سهل الدخول في مثل هذه المعارك، ولكن صعب الخروج منها.
واشنطن تدافع عن أنقره
يوم الأحد 26 يوليو دافع البيت الأبيض عن حق تركيا في ضرب حزب العمال الكردستاني بعد سلسلة من الغارات الجوية التي تهدد الهدنة الهشة المطبقة منذ 2013 بين أنقرة والمتمردين الأكراد. وذكر بن رودس نائب مستشار الأمن القومي الذي كان يرافق الرئيس الأمريكي باراك اوباما في زيارته إلى كينيا، من نيروبي بان الولايات المتحدة تعتبر حزب العمال الكردستاني "منظمة إرهابية"، ورأى ان تركيا "من حقها القيان بأعمال ضد أهداف إرهابية". كما رحب رودس بالهجمات التركية على تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال رودس "رأينا بالتأكيد تحركا تركيا اكثر حسما في سوريا والعراق في الأيام الأخيرة".
وذكر بريت مكجيرك نائب المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية على تويتر "لا توجد صلة بين الغارات الجوية ضد حزب العمال الكردستاني والتفاهمات الأخيرة لتعزيز التعاون الأمريكي التركي ضد تنظيم الدولة الإسلامية".
وادرجت الولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني على لائحة المنظمات الإرهابية لكنها تقيم علاقات وثيقة مع حكومة اقليم كردستان في شمال العراق التي تسعى للإنفصال عن العراق.
جماعة حزب العمال الكردستاني التي خاضت تمردا ضد الدولة التركية لثلاثة عقود حملت حزب العدالة والتنمية المسؤولية عن تفجير مدينة سوروتش واتهمته بدعم تنظيم الدولة الإسلامية ضد أكراد سوريا وشرعت في تنظيم مظاهرات واسعة في عدة مناطق تركية.
وفي اسطنبول استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق محتجين كانوا يرددون شعارات من بينها "القتلة: الدولة الإسلامية .. المتواطئون: أردوغان وحزب العدالة والتنمية".
واتهمت وسائل إعلام مؤيدة للحكومة حزب الشعوب الديمقراطي وهو حزب أغلب مؤيديه من الأكراد بمحاولة استغلال هجوم سروج بتحريض الأكراد على حمل السلاح وهو الاتهام الذي نفاه زعيم الحزب صلاح الدين دمرداش.
وقال للصحفيين إنه من "المخزي" أن تصور دعوته لتشديد الإجراءات الأمنية عند المباني التابعة لحزبه عقب "المذبحة غير الإنسانية والهمجية" على أنها "دعوة لحمل السلاح".
وأضاف قبل اجتماع للحزب في العاصمة أنقرة "بغض النظر عن حجم هجومهم وبدون تأجيج الغضب والكراهية ضد بعضنا البعض فإننا سنزرع الأخوة والعيش في سلام في هذا البلد".
من جانبه صرح صلاح دمرداش أحد زعيمي حزب الشعوب الديمقراطي في تعليق على تويتر "أحد أهداف العمليات البرية والجوية والإعلامية التي تجري في الوقت الحالي هو تقويض قاعدة حزب الشعوب الديمقراطي في أي انتخابات مبكرة".
من الأصدق؟
التحرك العسكري التركي خلط أوراق هؤلاء الذين يريدون إقامة دولة كردية في نطاق مشروع الشرق الأوسط الجديد، فقد أدانت قيادة اقليم كردستان العراق يوم السبت 25 يوليو القصف الجوي التركي، وذلك بعد ان قالت أنقرة إن رئيس الاقليم مسعود البرزاني أعرب عن دعمه للعملية العسكرية.
وعبر البازراني في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي احمد داوود اوغلو عن "استيائه من المستوى الخطير الذي وصلت اليه الاوضاع".
واكد البارزاني في بيان انه "طلب مرارا بأن لا تصل القضايا الى مرحلة التوتر لان السلام هو الطريق الوحيد لمعالجة المشاكل واجراء المباحثات لسنوات افضل من ساعة حرب".
بدوره ادان برلمان اقليم كردستان بشدة القصف التركي. وقال في بيان ان "مثل هذه الاحداث تخلق نوعا من الاستياء لدى شعب كردستان الذين كان ينتظر ان لا تعود الحكومة التركية الى العمليات العسكرية كونها حاولت دائما حل القضية الكردية بالطرق العسكرية ولكن هذا الاسلوب لن ينجم عنه سوى اراقة الدماء والتدمير والفقر".
وطالبت رئاسة برلمان كردستان "الحكومة التركية اتخاذ الخطوات نحو عملية السلام وتسخير كل الجهود للاستمرار فيها وعدم العودة للوراء".
ودعا البرلمان في الوقت ذاته "حزب العمال الكردستاني مراجعة نفسه والتاكيد على الاستمرار في عملية السلام لان السلام والتعايش من افضل الحلول للوصول الى مستقبل مزدهر".
المشروع الأمريكي لتفتيت المنطقة العربية ورغم بعض العثرات يتابع طريقه والغالبية تسقط في فخاخه بشكل يثير الرثاء.
للتواصل مع الكاتب:
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.