بوزنيقة تستقبل زوار الصيف بالأزبال.. ومطالب للداخلية بصفقة النظافة    "أسبوع القفطان" يكشف المستجدات    البعوض يسرح ويمرح في طنجة.. والجماعة تبحث عن بخّاخ مفقود!    النظام الجزائري يمنع أساتذة التاريخ من التصريح للإعلام الأجنبي دون إذن مسبق: الخوف من الماضي؟    المسؤول الأول في وكالة التنمية الفرنسية في زيارة ميدانية لمدن الصحراء المغربية    أسود الأطلس... فخر المغرب الذي لم ينقرض بعد    افتتاح فعاليات المعرض الدولي السابع والعشرون للتكنولوجيا المتقدمة في بكين    الزفزافي يلتقي والده خارج أسوار السجن    "فيفا" يرفع عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم للسيدات إلى 48 منتخبا ابتداء من 2031    الملك محمد السادس يهنئ البابا الجديد: المغرب والكرسي البابوي شريكان في بناء السلام العالمي    تنويه حقوقي وشعبي بمبادرة السماح للزفزافي لعيادة والده    الأمن يوقف قاصراً قادما من الشمال بحوزته 90 صفيحة حشيش ويطيح ببارون مخدرات    تحليل اقتصادي: لماذا تستثمر الصين مليارات الدولارات في المصانع المغربية؟    أخنوش يصدر منشورا لتفعيل الاتفاقات الاجتماعية والحث على انتظام الحوارات القطاعية    النجم المصري محمد صلاح يتوج بجائزة لاعب العام في الدوري الإنجليزي للمرة الثالثة في مسيرته    الحرب في كاشمير: من المستفيد الأول؟    إسرائيل ألقت 100 ألف طن متفجرات وأبادت 2200 عائلة وارتكبت نحو 12 ألف مجزرة في غزة    تطورات فاجعة فاس.. الحصيلة ترتفع وخمسة ضحايا من أسرة واحدة    رئيس موريتانيا يستقبل راشيد العلمي    ليبيريا تسعى للاستفادة من تجربة ميناء طنجة المتوسط    مع اقتراب الصيف.. وكالة تحذر من السباحة في سدود جهة طنجة تطوان الحسيمة    لطيفة رأفت تدخل على خط قضية "إسكوبار الصحراء".. والناصري يواجه اتهامات بالوثائق    إنذار صحي في الأندلس بسبب بوحمرون.. وحالات واردة من المغرب تثير القلق    تراجع عجز السيولة البنكية ب 9,28 في المائة من 1 إلى 7 ماي    ضواحي طنجة.. رجل أعمال أجنبي يحصل على 2 مليار سنتيم لمفرخة أسماك لم ترَ النور    مجموعة برلمانية تدعو إلى بلورة استراتيجية وطنية شاملة ومندمجة خاصة بالذكاء الاصطناعي    نواكشوط: المنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي ينطلق برؤية تكاملية وتنموية جديدة    علاء اللامي يكتب: ردا على المقولة المتهافتة «فوز مرشح ترامب» لباباوية الفاتيكان    تنفيذا للتعليمات الملكية السامية.. لوديي يستقبل وزير الدفاع بجمهورية كوت ديفوار    السعودية تشارك في معرض الدوحة للكتاب ب 10 آلاف إصدار دعوي وتوعوي    باير ليفركوزن يعلن رحيل تشابي ألونسو نهاية الموسم    الصويرة تحتضن الدورة الثالثة من المعرض الوطني للنزعة الخطوطية    بعد تتويجه بجائزة أحسن ممثل.. البخاري: المسار مستمر رغم المكائد    ألونسو يعلن الرحيل عن ليفركوزن بعد موسم تاريخي بلا هزيمة    مهرجان ربيع الشعر الدولي بآسفي في دورته الثالثة يكرم محمد الأشعري    ندوة وطنية تكريما لسعيد حجي: المثقف والوطني    "انبعاثات" تضيء ليالي مهرجان فاس    أسرة أم كلثوم تستنكر استخدام الذكاء الاصطناعي لتشويه صوت "كوكب الشرق"    كوسومار تستهدف 600 ألف طن سكر    نصف قرن في محبة الموسيقار عبد الوهاب الدكالي..    أجواء معتدلة غدا السبت والحرارة تلامس 30 درجة في عدد من المدن    بدء منتدى برلماني موريتاني مغربي    سباق اللقب يشتعل في الكامب نو والكلاسيكو يحدد ملامح بطل الليغا    حكيم زياش يتصدر العناوين في قطر قبل نهائي الكأس    مباحثات حول هدنة في غزة جرت هذا الأسبوع مع الوسطاء    البطولة الاحترافية.. الجيش الملكي يتشبث بمركز الوصافة المؤهل إلى دوري أبطال إفريقيا    الذهب يصعد وسط عمليات شراء وترقب محادثات التجارة بين أمريكا والصين    "مؤثِّرات بلا حدود".. من نشر الخصومات الأسرية إلى الترويج للوهم تحت غطاء الشهرة!    عملة "البيتكوين" المشفرة تنتعش وسط العواصف الاقتصادية العالمية    عامل إقليم الدريوش يترأس حفل توديع حجاج وحاجات الإقليم الميامين    لقاح ثوري للأنفلونزا من علماء الصين: حماية شاملة بدون إبر    الصين توقف استيراد الدواجن من المغرب بعد رصد تفشي مرض نيوكاسل    لهذا السبب .. الأقراص الفوّارة غير مناسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم    تشتت الانتباه لدى الأطفال…يستوجب وعيا وتشخيصا مبكرا    إرشادات طبية تقدمها الممرضة عربية بن الصغير في حفل توديع حجاج الناظور    كلمة وزير الصحة في حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القمة المغربية الخليجية تؤكد الثوابت: علاقات استثنائية ومصالح مشتركة وأنظمة راشدة *خطاب ملكي تاريخي يؤكد موقع المغرب المتقدم في العلاقات الدولية ويكشف ملابسات تورط بان كي مون في استهداف المغرب
نشر في العلم يوم 22 - 04 - 2016

*جلالة الملك في خطابه امام القمة المغربية الخليجية بالرياض: المنطقة العربية تعيش على وقع محاولات تغيير الأنظمة وتقسيم الدول مع ما يواكب ذلك من قتل وتشريد وتهجير لأبناء الوطن العربي *المغرب يعتبر دائما أمن واستقرار دول الخليج العربي من أمن المغرب انعقدت القمة المغربية الخليجية التي احتضنتها الرياض بالمملكة العربية السعودية بحضور جلالة الملك محمد السادس وإخوته ملوك وأمراء دول الخليج في ظروف دقيقة يمر بها المغرب خاصة فيما يتعلق بشراكته مع الاتحاد الأروبي أو بالتطورات الخطيرة التي عرفتها قضية وحدته الترابية اثر الانزلالقات غير البريئة التي انحاز فيها الأمين العام للأمم المتحدة لأطروحة الانفصال إثر زيارته الأخيرة لمخيمات تندوف.
وهي الانزلاقات غير البريئة والتي تحركها أيادي من وراء الأمين العام للأمم المتحدة الذي استعمل لأداء هذه المهمة معتمدا على تقارير مبعوثين غير محايدين سبق للمغرب أن احتج على انحيازهم وعلى رأسهم كريستوفر روس وأيضا البعثة الأممية الموجودة بالأقاليم الجنوبية والتي كانت محط انتقاد من طرف المغرب بسبب تصرفاتها التي تريد أن تخرج عن المهمة الأساسية لبعثة المينورسو.
وتأتي قمة الخليج بين المغرب ودوله لتؤكد من جديد موقفها المبدئي لدول الخليج الشقيقة الداعم لمغربية الصحراء. ومساندتهم لمبادرة الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كأساس لحل هذا النزاع المفتعل واعرب قادة الخليج عن رفضهم لأي مساس بالمصالح العليا للمغرب ازاء المؤشرات الخطيرة التي شهدها المغرب في الأسابيع الأخيرة.
كما أكدوا على استمرار التشاور والتنسيق من أجل دعم الشراكة القائمة بين دول المجلس والمملكة المغربية وهي الشراكة التي تنتظرها آفاقا واعدة باستثمارات مهمة.
وهي الشراكة التي تأخذ أولا البعد الاقتصادي الداعم للتنمية التي يشهدها المغرب في كافة المجالات، ثم من خلالها دعم سياسي أمام كل المحاولات التي تريد استعمال الورقة الاقتصادية ضد المغرب للتأثير على مصالحه العليا ومنها قضية الوحدة الترابية للمملكة، عبر وسائط متعددة ومنها على الخصوص الدفع ببعض الجهات الأروبية الى معاكسة المغرب في وحدته الترابية كما قامت بذلك المحكمة الأوروبية التي أصدرت قراراً سياسيا وليس قضائيا ضد الاتفاق بين المغرب والاتحاد الأوروبي للتأثير على سيادته على الأقاليم الجنوبية.
وتأتي القمة المغربية الخليجية لتعطي نفسا آخر للشراكات المتعددة التي انفتح عليها المغرب.
وكانت المملكة العربية السعودية قد قامت إثر ذلك بالتفاتة رمزية ذات ابعادا سياسية واضحة عندما زار وفد من رجال الأعمال السعوديين الأقاليم الجنوبية مؤكدا استثمارات مهمة فيها. وهي إشارة واضحة لمن كان يريد إضعاف المغرب من هذا الجانب. وكان جلالة الملك في خطابه أمام إخوانه وأشقائه ملوك وأمراء دول الخليج قد عبر عن اعتزازه وتقديره للدعم المادي والمعنوي الذي تقدمه هذه الدول للمغرب في انجاز مشاريع هالتنموية والدفاع عن قضاياه العادلة، وأكد أن اللقاء يجسد عمق روابط الأخوة والتقدير التي تجمع المغرب مع بلدان الخليج الشقيقة رغم المسافات الجغرافية.
ولم يفت جلالة الملك التأكيد على الظروف الدقيقة التي انعقدت فيها هذه القمة التي تشهد تربصا بالأمة العربية ومحاولات تقسيمها والتي نجحت في بعض بلدان الشرق العربي وهي الآن تستهدف غربه في محاولة لضرب التجارب السياسية المستقرة والناجحة في غرب العالم العربي وفي شرقه.
وأشار جلالة الملك إلى المناورات التي تستهدف الوحدة الترابية للمغرب في محاولة للضغط عليه وابتزازه.
وشكر جلالة الملك أشقاءه ملوك وأمراء دول الخليج على دعمهم للوحدة الترابية للمملكة وهي الدعوى التي تجاوب معها إخوانه للدعم الدائم النابع من القناعات والقيم المشتركة.
*جلالة الملك في خطابه امام القمة المغربية الخليجية بالرياض:
المنطقة العربية تعيش على وقع محاولات تغيير الأنظمة وتقسيم الدول مع ما يواكب ذلك من قتل وتشريد وتهجير لأبناء الوطن العربي
*المغرب يعتبر دائما أمن واستقرار دول الخليج العربي من أمن المغرب
القى جلالة الملك محمد السادس الأربعاء الماضي بالرياض خطابا امام القمة المغربية الخليجية تناول فيه ابعاد الشراكة الاستراتيجية ومقاصدها لتمتين العلاقات التاريخية والاقتصادية والأمنية.
وشدد جلالته على وجود تهديدات واخطار تحاول المساس بامن واستقرار المنطقة العربية في ظل خلط للمواقف وازدواجية الخطاب. مؤكدا ان المغرب اضحى يواجه حربا بالوكالة تستهدف وحدته الترابية. وفي ما يلي نص الخطاب الملكي:
الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.
تإخواني أصحاب الجلالة والسمو،
أصحاب المعالي والسعادة،
جئت اليوم، بقلب ملؤه المحبة والاعتزاز، كعادتي عند ما أحل بمنطقة الخليج العربي.
توأود بادئ ذي بدء، أن أعبر عن شكري لأخينا خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، على تفضله باستضافة هذه القمة الهامة، ولكافة قادة دول مجلس التعاون الخليجي، على مشاركتهم فيها.
تكما أعرب لكم عن اعتزازي وتقديري، للدعم المادي والمعنويتالذي تقدمونه للمغرب، في انجاز مشاريعه التنموية، والدفاع عن قضاياه العادلة.
تفلقاؤنا اليوم، يجسد عمق روابط الأخوة والتقدير، التي تجمعنا، وقوة علاقات التعاون والتضامن، بين بلداننا.
تفرغم بعد المسافات الجغرافية، التي تفصل بيننا، توحدنا والحمد لله، روابط قوية، لا ترتكز فقط على اللغة والدين والحضارة، وإنما تستند أيضا، على التشبث بنفس القيم والمبادئ، وبنفس التوجهات البناءة.
كما نتقاسم نفس التحديات، ونواجه نفس التهديدات، خاصة في المجال الأمني.
ولكن، لماذا هذه القمة الأولى من نوعهاتولماذا اليوم؟
لقد تمكنا من وضع الأسس المتينة لشراكة استراتيجية، هي نتاج مسار مثمر من التعاون، على المستوى الثنائي، بفضل إرادتنا المشتركة.
تفالشراكة المغربية الخليجية، ليست وليدة مصالح ظرفية، أو حسابات عابرة. وإنما تستمد قوتها من الإيمان الصادق بوحدة المصير، ومن تطابق وجهات النظر، بخصوص قضايانا المشتركة.
تلذا، نجتمع اليوم، لإعطاء دفعة قوية لهذه الشراكة، التي بلغت درجة من النضج، أصبحت تفرض علينا تطو ير إطارها المؤسسي، وآلياتها العملية.
ت وهي خير دليل على أن العمل العربي المشترك، لا يتم بالاجتماعات والخطابات ولا بالقمم الدورية الشكلية، أو بالقرارات الجاهزة، غير القابلة للتطبيق، وإنما يتطلب العمل الجاد، والتعاون الملموس، وتعزيز التجارب الناجحة، والاستفادة منها، وفي مقدمتها التجربة الرائدة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي.
إنها رسالة أمل لأنفسنا، واشارة قوية لشعوبنا، على قدرتنا على بلورة مشاريع تعبوية مشتركة.
احترام سيادة الدول
تإن هذه القمة تأتي في ظروف صعبة. فالمنطقة العربية تعيش على وقع محاولات تغيير الأنظمةتوتقسيم الدول، كما هو الشأن في سوريا والعراق وليبيا مع ما يواكب ذلك من قتل وتشريد وتهجير لأبناء الوطن العربي.
فبعدما تم تقديمه كربيع عربي، خلف خرابا ودمارا ومآسي إنسانية، ها نحن اليوم نعيش خريفا كارثيا، يستهدف وضع اليد على خيرات باقي البلدان العربية، ومحاولة ضرب التجارب الناجحة لدول أخرى كالمغرب، من خلال المس بنموذجه الوطني المتميز.
تإننا نحترم سيادة الدول، ونحترم توجهاتها، في إقامة وتطوير علاقاتها، مع من تريد من الشركاء.
ولسنا هنا لنحاسب بعضنا على اختياراتنا السياسية والاقتصادية.
غير أن هناك تحالفات جديدة، قد تؤدي إلى التفرقة، وإلى إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة. وهي في الحقيقة، محاولات لإشعال الفتنة، وخلق فوضى جديدة، لن تستثني أي بلد. وستكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة، بل وعلى الوضع العالمي.
ومن جهتهتفالمغرب رغم حرصه على الحفاظ على علاقاته الاستراتيجية مع حلفائه، قد توجه في الأشهر الأخيرةتنحو تنويع شراكاته، سواء على المستو ى السياسي او الاستراتيجي أو الاقتصادي.
توفي هذاتالإطار، تندرج زيا رتنا الناجحة إلى روسيا، خلال الشهر الماضي، والتي تميز ت بالارتقاء بعلاقاتنا إلى شراكة استراتيجية معمقة، والتوقيع على اتفاقيات مهيكلة، في العديد من المجالات الحيوية.
كما نتوجه لإطلاق شراكات استراتيجية مع كل من الهند وجمهورية الصين الشعبية، التي سنقوم قريبا، إن شاء الله، بزيارة رسمية إليها.
تتت فالمغرب حر في قراراته واختياراته وليس محمية تابعة لأي بلد. وسيظل وفيا بالتزاماته تجاه شركائه، الذين لا ينبغي أن يروا في ذلك أي مس بمصالحهم
ومن ثم، فإن عقد هذه القمة، ليس موجها ضد أحد بشكل خاص، ولاسيما حلفاءنا. إنها مبادرة طبيعية ومنطقية لدول تدافع عن مصالحها مثل جميع الدول، علما أن أشقاءنا في الخليج، يتحملون تكاليف وتبعات الحروب المتوالية، التي تعرفها المنطقة.
خلط في المواقف
تإن الوضع خطير، خاصة في ظل الخلط الفاضح في المواقف، وازدواجية الخطاب بين التعبير عن الصداقة والتحالف، ومحاولا ت الطعن من الخلف.
فماذا يريدون منا؟
تإننا أمام مؤامرات تستهدف المس بأمننا الجما عي. فالأمر واضح، ولا يحتاج إلى تحليل. إنهم يريدون المس بما تبقى من بلداننا، التي استطاعت الحفاظ على أمنها واستقرارها، وعلى استمرار أنظمتها السياسية.
توأقصد هنا دول الخليجتالعربي والمغرب والأردن، التي تشكل واحة أمن وسلام لمواطنيها، وعنصر استقرار في محيطها.
إننا نواجه نفس الأخطار، ونفس التهديدات، على اختلاف مصادرها ومظاهرها.
تفالدفاع عن أمننا ليس فقط واجبا مشتركا، بل هو واحد لا يتجزأ. فالمغرب يعتبر دائما أمن واستقرار دول الخليج ا لعربي، من أمن المغرب. ما يضركم يضرنا وما يمسنا يمسكم.
وهو ما يحر ص على تجسيده في كل الظروف والأحوال، للتصدي لكل التهديدات، التي تتعرض لها المنطقة، سواء في حرب الخليج الأولى، أو في عملية إعادة الشرعية لليمن، فضلا عن التعاون الأمني والاستخباراتي المتواصل.
الصحراء قضية دول الخليج أيضا
إن المخططات العدوانية، التي تستهدف المس باستقرارنا، متواصلة ولن تتوقف. فبعد تمزيق وتدمير عدد من دول المشرق العربي، ها هي اليوم تستهدف غربه. وآخرها المناورات التي تحاك ضد الوحدة الترابية لبلدكم الثاني المغرب.
توهذا ليس جديدا. فخصوم المغرب يستعملون كل الوسائل، المباشرة وغير المباشرةتفي مناوراتهم المكشوفة.
فهم يحاولون حسب الظروف، إما نزع الشرعية عن تواجد المغرب في صحرائه، أو تعزيز خيار الاستقلال وأطروحة الانفصال، أو إضعاف مبادر ة الحكم ا لذا تي، التي يشهد المجتمع ا لدولي بجديتها ومصد اقيتها.
ت ومع التمادي في المؤامرات، أصبح شهر أبريل، الذي يصادف اجتماعا ت مجلس الأمن حول قضية الصحراء، فزاعة تر فع أمام المغرب، وأداة لمحاولة الضغط عليه أحيانا، ولابتزازه أحياناتأخرى.
ولا يفوتنا هنا، أن نعبر لكم عن اعتزازنا وتقديرنا، لوقوفكم الدائم إلى جانب بلادناتفي الدفاع عن وحدتها الترابية.
فالصحراء المغربية كانت دائما قضية دول الخليج أيضا وهذا ليس غريبا عنكم.
ت ففي سنة 1975، شاركت في المسير ة الخضراء، لاسترجاع أقاليمنا الجنوبية، وفود من السعودية والكويت وقطر وسلطنة عمان والإمارات، التي تميزت بحضور أخينا سمو الشيخ محمد بن زايد آ ل نهيان ولي عهد أبو ظبي، الذي كان عمره آنذاك 14 سنة.
ومنذ ذ لك الو قت، لم تدخر دول الخليج أي جهد، من أجل نصرة قضيتنا العادلة، والدفاع عن سيادة المغرب على كامل أراضيه. وهو ما أكدتموه خلال الأزمة الأخير ة مع الأمين العام للأمم المتحدة.
غير أن الوضع خطير هذه المرة، وغير مسبوق في تاريخ هذا النزاع المفتعل، حول مغربية الصحراء.
فقد بلغ الأمر إلى شن حرب بالوكالة، باستعمال الأمين العام للأمم المتحدة، كوسيلة لمحاولة المس بحقوق المغرب التاريخية والمشروعة في صحرائه، من خلال تصريحا ته المنحازة وتصرفاته غير المقبولة، بشأن الصحراء المغربية.
ولكن لا تستغربوا فإذا عرف السبب بطل العجب فماذا يمكن للأمين العام، أن يفعله وهو يعتر ف بأنه ليس على اطلاع كامل على ملف الصحراء المغربية، مثل العديد من القضايا الأخرى. بل إنه يجهل تطوراته الدقيقة، وخلفياته الحقيقية.
توماذا يمكن للأمين العام القيام به، وهو رهينة بين أيدي بعض مساعديه ومستشاريه، الذين يفوض لهم الاشراف على تدبير عدد من القضايا الهامة، ويكتفي هو بتنفيذ الاقتراحات التي يقدمونها له.
ومعروف أن بعض هؤلاء الموظفين لهم مسارات وطنية، وخلفيات سياسية، ويخد مون مصالح أطرا ف أخرى، دون التزام بما يقتضيه منهم الانتماء لمنظمة الأمم المتحدة، من واجب الحياد والموضوعية، الذي هو أساس العمل الأممي.
ت
المغرب دائم التنسيق حول وحدته الترابية
فالأمين العام، رغم تقديرنا الشخصي له، ما هو إلا بشر. لا يمكنه الإلمام بكل القضايا المطروحة علىتالأمم المتحدة وإيجاد الحلو ل لكل الأزمات والخلافات عبر العالم.
توأود التأكيد هنا، أن المغرب ليس له أي مشكل مع الأمم المتحدة، التي هو عضو نشيط فيها، ولا مع مجلس الأمن، ا لذي يحترم أعضاءه، ويتفاعل معهم باستمرار؛ وإنما مع الأمين ا لعام، وخاصة بعض مساعديه، بسبب مواقفهم المعادية للمغرب.
والمغرب كان دائم التنسيق، بخصوص هذ ا النزاع المفتعل، حو ل وحدتنا الترابية، مع أصدقائه التقليديين، كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا واسبانيا، ومع أشقائه العرب، خاصة دول الخليج، والأفارقة كالسنغال وغينيا وكوت ديفوا ر والغابون.
غير أن المشكل يبقى مطروحا مع المسؤولين بالإدارات، التي تتغير بشكل مستمر، في بعض هذه الدول.
ومع كل تغيير يجب بذ ل الكثير من الجهود، لتعر يفهم بكل أبعاد ملف الصحراء المغربية، وبخلفياته الحقيقية، وتذكيرهم بأن هذا النزاع، الذي دام أ زيد من أربعين سنة، خلف العديد من الضحا يا، وتكا ليف مادية كبيرة، وبأن قضية الصحراء هي قضية كل المغاربة، وليست قضية القصر الملكي لوحده.
أصحاب الجلالة والسمو،
تلقد حان وقت الصدق والحقيقة إن العالم العربي يمر بفترة عصيبة. فما تعيشه بعض الدول ليس استثناء، وإنما يدخل ضمن مخططات مبرمجة، تستهدفنا جميعا.
الإرهاب ذريعة للتقسيم واشعال الفتن
فالإرهاب لا يسيء فقط لسمعة الإسلام والمسلمين، وإنما يتخذه البعض ذريعة لتقسيم دولنا، وإشعال الفتن فيها.
توهو ما يقتضي فتح نقاش صريح وعميق، بين المذاهب الفقهية، قصد تصحيحتالمغالطات، وإبرا ز الصورة الحقيقية للإسلام، والرجوع للعمل بقيمنا السمحة.
إن الأمر لا يتعلق بقضية في دولة معينة، وإنما بحاجتنا إلى وعي جماعي بهذه التحديات، وبإرادة حقيقية لتجديد عقدنا الاستراتيجي مع شركائنا، بناء على محددات واضحة المعالم، تضبط علاقاتنا خلال العشريات المقبلة.
تإننا نعيش مرحلة فاصلة، بين ماذا نر يد، وكيف يريد الآخرون أن نكون.
تإننا اليوم، أكثر حاجة لوحدة ووضوح المواقف، بين كل الدول العربية. فإما أ ن نكون جميعا كالجسد الواحد والبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضا، أو أن نكون كما لا نريد.
وفقنا الله لما فيه خير شعوبنا وأمتنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.