تستعد مدينة بوزنيقة لاستضافة حدث حقوقي بارز في أواخر شهر ماي الجاري، حيث سينعقد المؤتمر الرابع عشر للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إحدى أعرق المنظمات الحقوقية في المغرب والتي تأسست سنة 1979. على مدار أربعة عقود، برزت الجمعية كفاعل أساسي في المشهد الحقوقي المغربي، حيث لعبت أدواراً محورية في العديد من المحطات التاريخية الهامة. وقد تعاقبت على رئاستها شخصيات حقوقية مرموقة من اليسار المغربي، من بينهم المحامي عبد الرحمان بنعمر، وعبد الحميد أمين، وعلي أمليل، وغيرهم من الوجوه البارزة في مجال حقوق الإنسان. مع اقتراب موعد المؤتمر، بدأت تتبلور صورة المنافسة على رئاسة الجمعية لخلافة الرئيس الحالي عزيز غالي، وبحسب مصادر مطلعة، تبرز المحامية سعاد البراهمة كأوفر المرشحين حظاً لتولي هذا المنصب القيادي الهام. وأشارت المصادر إلى أن سعاد البراهمة، شقيقة مصطفى البراهمة الكاتب الوطني السابق لحزب النهج الديمقراطي، "تُعد من الوجوه النسائية البارزة داخل الجمعية، وقد اكتسبت سمعة طيبة داخل أوساط الجمعية من خلال نشاطها الدؤوب في مؤازرة ومتابعة قضايا العديد من النشطاء والصحفيين الذين واجهوا متابعات قضائية خلال السنوات الأخيرة". وتتميز المحامية البراهمة، حسب نفس المصادر، ب"تكوينها الحقوقي والسياسي الرصين، إضافة إلى حضورها الإعلامي اللافت نسبياً، ونشاطها التنظيمي الملحوظ داخل هياكل الجمعية، مما جعلها تحظى بدعم ملموس من قبل مجموعة من القيادات الحقوقية وسط الجمعية". رغم وجود أسماء أخرى مطروحة لرئاسة الجمعية، تؤكد المصادر أن كفة سعاد البراهمة تبقى هي الأرجح لتولي قيادة المرحلة المقبلة، خصوصاً مع الدعم الذي تحظى به من طرف قيادات وازنة داخل التنظيم. يُنتظر أن يشكل المؤتمر الرابع عشر للجمعية محطة فارقة في تاريخها، خاصة مع التحديات المتزايدة التي يواجهها مجال حقوق الإنسان، والانتظارات الكبيرة المعلقة على دور الجمعية في المرحلة المقبلة.